لابد من الاقرار بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومنذ تأسيسه قبل 41 عاما، قد واجه العديد من الازمات الحادة والاوضاع الخطيرة التي عصفت به بقوة حتى وإن بعضها أن تمحيه من الوجود نظير عمليات”الضياء الخالد”عام 1988، والتي أجبرت خميني على إعلان النفير العام بعد أن أصبحت جحافل جيش التحرير الوطني الايراني على مشارف کرمانشاه وکادت أن تحررها، لکن هذا النظام کان يجد في کل مرة بابا ومنفذا للخلاص والنجاة بجلده، غير إننا عندما ننظر في أزمته الحالية بإمعان ونقارنها بغيرها من الازمات، نجدها تختلف تماما عن سابقاتها من مختلف الاوجه بل وحتى يمکن القول بأن النظام لم يسبق له وإن مر بأزمة تشبه أزمته الحالية على وجه الاطلاق.
ليس هناك من يمکن أن يکون جوابه بالإيجاب على سٶال هل سيخرج النظام الايراني من أزمته الحالية بسلام، ذلك إن النظام الايراني يواجه ظروفا وأوضاع غير مسبوقة من أهم ماتتميز به عن نظائرها في السابق:
ـ النظام يعيش أوضاعا قلقة وحرجة ولاسيما بعد مواجهته لإنتفاضتي أواخر2017،2019، واللتان أسفرتا إضافة لرفع غير عادي في مستوى الوعي السياسي والفکري للشعب الايراني، عن تأسيس معاقل الانتفاضة وتزايد التحرکات الاحتجاجية بصورة غير مسبوقة.
ـ النظام في أسوأ وضع إقتصادي ويواجه مشاکل وأزمات إجتماعية حادة وهو في ذروة إفلاسه وضياعه الفکري.
ـ إن الظروف والاوضاع الداخلية والدولية تکادا أن تکونا ولأول في غير صالح النظام.
ـ المعارضة الايرانية النشيطة والمتواجدة في الساحة والمتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية تحقق تقدما وإنتصارات سياسية على الصعيدين الداخلي والخارجي فيما يوجه النظام رفضا وکراهية متزايدة من جانب الشعب الايرانية وعزلة دولية غير مسبوقة.
ـ شعوب وبلدان المنطقة بشکل خاص والعالم بشکل عام، باتت ترفض هذا النظام وتتمنى زواله أکثر من أي وقت آخر.
من هنا، فإن الحديث عن إمکانية أن يخرج النظام الايراني من أزمته الحالية بسلام ويعود کما کان الحال معه خلال الاعوام السابقة، هو إحتمال ليس ضعيف فقط بل وحتى يقترب من الاستحالة، إذ يبدو أن کل ظروف وعوامل سقوط النظام الايراني متوفرة وواردة أکثر من أي وقت آخر، والذي يلفت النظر کثيرا ويدعو للتأمل هو إن القادة والمسٶولون في النظام الايراني أنفسهم يتحدثون عن خطورة وحساسية الاوضاع وإحتمال إندلاع إتفاضة عارمة تقلب الطاولة على رٶوسهم!