موقع العراق الإستراتيجي الهام، يجعله محط أطماع الكثير من الدول ومنها أمريكا التي تعمد إلى إبقاء العراق دولة غير مستقرة وبلد دائم الأزمات والإقتتال؛ ونعتقد بأن الإعلان الأمريكي عن الإنسحاب من العراق وسحب ثلث القوات الموجوة ماهي إلاّ بداية وإيذان لبدأ الأزمات الخطيرة، التي قد تؤدي الى حدوث إقتتال وتصفية حسابات لصالح الدول التي تطمح وتطمع للبقاء في العراق تحت أي ذريعة، فهل يعلم رؤساء الكتل ما سيحصل؟!
من خلال الأحداث المتباينة، نجد أن العراق حالياً ساحة خصبة لأي صراع قد يحتدم، فالقوى السياسية المتناحرة من أجل المكاسب باتت لا تؤمن بالوحدة الوطنية، والمصالح العليا للشعب؛ والإتهامات فيما بين قادة الكتل والرئاسات والسلطات، تثبت ضعف المنظومة السياسية وعدم قدرتها على إيجاد حلول ناجعة لجميع الملفات الساخنة، بل ذهب البعض بالتنكيل وتأنيب المكونات الأخرى وإتهامها بحيازة “سلاح منفلت”!
إذن ماهي النية الحقيقة لدى الولايات المتحدة لإعلان الإنسحاب، هل هي إشارة لنجاح السيد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على إقناعهم على الإنسحاب المجدول ووفق زمن معلوم، لإبعاد ذرائع شتى ومنع إستهدافه من قبل القوى الرافضة والمطالبة لإخراج القوات الأمريكية من العراق ولو بالقوة، وأولو الألباب يعلمون جيداً بأن العراق يتجه إلى التصفيات النهاية، فمن سيتمكن من المناورة والتلاعب وتسديد ضربات الحظ، سيظفر ببعض الغنائم.
(الشيعة) هم المكون والمتضرر الوحيد من المعادلة، وهم الهدف المرسوم لدى العديد من القوى الخارجية، والغاية تشتيت قوتهم وإيقاعهم بالفخ وإعادة تأهيل المكونات الأخرى لتسنم السلطة، وبالتالي ستخسر الأحزاب الشيعية والأحزاب السنية الإسلامية مكاسبها، وإذا ما تمكن السيد ترامب من الفوز بولاية ثانية فسيؤسس لشرق أوسط جديد ويقيناً هناك تغيير ديمغرافي قادم بكل حال من الأحوال، سواءاً فاز ترامب أو بايدن وفوز ترامب ربما يكون أهون ! فلا حل سوى (الدبلوماسية) والتعامل مع الولايات المتحدة وإرادتها بحذر وإن لا تسمح أي من القوى السياسية الإنجذاب نحو الإعصار القادم.