ليس من باب التفاخر الشخصي ، لكن إعتزازاً وزهواً بالحرية التي حصلت عليها بفضل العيش في الولايات المتحدة الأميركية .. هذا الزهو بالحرية هو من دفعني للحديث عن هذا الموضوع .. فأنا لست ممن تسكنهم النرجسية والبحث عن إعتراف الآخرين بهم ، فقناعاتي الفلسفية نشرتها عن طريق الفيديوهات على اليوتوب وفي مقالاتي والتي تتخلص بعد إختياري لقرار الإلحاد في : (( ان الإنسان كائن أناني شرير .. والوجود عدم ليس له غاية وجدوى )) ولهذا أعتبر نفسي منفصلا عن الناس والحياة ولست بحاجة للشهرة وحب الظهور، وما أكتبه وأبثه في الفيديوهات هو إلتزام أخلاقي نحو البشر والحياة و مشاركة مني في محاربة الشر والدعوة للعدالة بغض النظر عن رأيي العدمي .
بدأت ترجمة بعض مقالاتي الى اللغة الانكليزية دون علمي منذ سنة 2007 وقد تركز نشرها في المواقع الأميركية وأشهرها موقع CNN ومؤخرا عثرت عن طريق الصدفة على قيام حوالي ثلاث وسائل إعلامية إسرائيلية بترجمة لأحد مقالاتي الذي عبرت فيه عن تأييدي لضرب الجيش الإسرائيلي للوجود الإيراني وميليشياته في العراق ، فأنت إن كنت تفكر سياسيا بشكل صحيح وفق قانون ممكنات السياسية من أجل مصلحة بلدك يصبح من الواجب الوطني عليك البحث عن الفائدة والخلاص حتى على يد إسرائيل ، وعند حساب الأعداء والمحايدين والأصدقاء سنجد إيران هي العدو رقم واحد للعراق والعرب وليس إسرائيل .
كنت أول كاتب عربي بعد ان تطهرت من الأيديولوجيات القومية والدينية ، وغوغائية الفكر السياسي العربي .. أعرب عن إعجابه بإسرائيل بوصفها بلداً يتمتع بأعلى درجات الإنتماء الوطني لدى أفراد الشعب ، وأكثر بلد ناجح في النشاطات الجماعية ، ويعد معجزة عسكرية واقتصادية وعلمية في تاريخ الشعوب ، وقد نشرت سلسلة مقالات حول الصورة الإيجابية لإسرائيلية وفي أحد تلك المقالات طالبت بتدريب الأجهزة الأمنية العراقية على يد جهاز الموساد الإسرائيلي من أجل التصدي للإرهاب وإنقاذ حياة أرواح العراقيين ، وقد نشر موقع وزارة الخارجية الإسرائيلي باللغة العربية حينها أحد تلك المقالات .
من الضروري تغيير زاوية النظر من أجل رؤية الحق بعيدا عن التعصب الديني والقومي فيما يخص اليهود وإسرائيل .. فاليهود قسم منهم هم سكان أرض اسرائيل منذ آلاف السنين ، وقسم جاءوا هاربين من جريمة الإبادة الجماعية على يد النازية .. إذا نظرنا من هذه الزاوية سنرى العرب هم المعتدون حينما جمعوا الجيوش وشنوا الحرب عام 1948 بدلا من القيام بواجبهم الإنساني وتقديم المساعدة لليهود الناجين من محرقة النازية ، ثم رفض العرب تقاسم الأرض معهم .. طوال تاريخ الصراع كان العرب هم المعتدون وإسرائيل في حالة دفاع عن النفس ، ثم بأي حق يتم الإعتداء على المواطنين اليهود في الدول العربية ، وفي العراق تاريخ اليهود يعود الى قبل 2500 سنة سكنوا فيه حتى قبل العرب ، لكن تم معاملتهم بوحشية وتوجيه التهم اليهم وإسقاط الجنسية عنهم ونهب ممتلكاتهم !
أغلب الظن كانوا في إسرائيل مندهشين من شخص مسلم شيعي عربي يجهر بإعجابه بالدولة الإسرائيلية بهذا الوضوح الذي يعلن لأول مرة في الإعلام العربي ، وقد إتصلت بي إحدى الشخصيات الإسرائيلية ( أمنية – سياسية ) من العاصمة تل أبيب للتعارف وطرح أسئلة حول أمني الشخصي .. لحظتها شعرت بزهو الحرية وقيمتها في ان تعيش في بلد مثل أميركا و تستطيع تكتب ما تشاء ، ويتصلون بك من اسرائيل دون ان تشعر ان أجهزة المخابرات في هذا البلد تلاحقك وتعتقلك .. مع العلم ان درجة الأمان الشخصي ليست متوفرة بشكل مطلق ، فأنا أعيش في ولاية ميشغان وفيها العديد من خلايا المخابرات الإيرانية داخل الجالية العربية والإيرانية والأفغانية والباكستانية وغيرها من الجاليات التي تغلغلت فيها إيران ، وكذلك بحكم ان كندا مجاورة لولايتنا تدخل منها هذه الخلايا والأمر لايخلو من الخطورة ، لكن دافع التعبير عن الأفكار والقناعات أكبر من الخوف .. وهذه هي روعة الحرية تزودك بطاقة هائلة على التمرد وتحطيم السجون وتكون أنت ذاتك الاصيلة المدفوعة بقيم العدالة والإيمان بحق العيش للبشر ، علما ان اليهود طوال التاريخ تعرضوا للظلم في كل مكان بسبب تميزهم وذكاؤهم ونجاحهم الذي جلب عليهم الحسد والأحقاد.
* هامش من يريد الإطلاع على مقالاتي المترجمة إسمي في محرك البحث غوغول khudayr taher