استشهد النقيب بهاء الدين الشمري، من دون ان يدري بان زوجته، انجبت ولدا، هي ايضا لا تعلم باستشهاده؛ حجب المحيطون بها الخبر؛ موهمينها بأنه منقطع عن وسائل الاتصال بواجب شديد السرية.
مات ملهوفا لمعرفة أخبار مولوده، القادم بعد بضع ساعات من استشهاده، وهي ما تزال ملهوفة لتبشره “فبأي آلاء ربكما تكذبان”.
ما ذنب الوليد ينشأ في كنف الحرمان، يتيما، وماذا تحقق للارهاب العالمي، حين يَتَمَ هذا الوليد قبل صرخة المخاض “تبت يدا ابي لهب وتب”.
هل وقف قادة الارهاب وحكومة العراق المتواطئة معهم، بين يدي الله وضمائرهم، يحتسبون؟ كلا! كلاهما لاه بمصالحه الشخصية، وقناعاته الموتورة، يسوغها بادعاء الدين والحاق الموت بالآخرين، في سبيل الله، بدل الحياة في سبيله تعالى.
حسرة تكيست في وجدان كل من يعرف النقيب بهاء وزوجته، يقنتون بين يدي الله: ربنا ما ضرنا الارهاب، لكن ضرنا حلمك على حكومة تذره يعيث دمارا وتعنى بمصالحها!
تلهو الحكومة بالنعيم، والشعب يتلظى.. لا خدمات ولا امان ولا… لاعدل.
كم بريئا.. سواء أكان عسكريا ام مدنيا، وئدت احلامه وآمال المرتبطة حياتهم به، لحظة انفجار سيارة مفخخة تنشد رضى الشيطان، مدعية الجهاد في سبيل الله، ولا احد يعرف ما هي الدرجة التي يشكلها هؤلاء الابرياء في سلم الارتقاء الى رضى الله؟ وبماذا اغضبوه؛ كي تعاقبهم زمر الباطل باسم الحق جنفا.
وهل الله عاجز، كي يدافع هؤلاء عنه؟ انه.. سبحانه وتعالى، ارجأ العقاب والثواب الى الآخرة، و هؤلاء يستعجلونه في الدنيا؛ فهم مرضى يتقربون للشيطان باسم الله، يتخذون من بهاء ويتم وليده، قربانا.. ساء ما يأفكون.
استشهد بهاء الدين الشمري، قبل ان يسعد بمرأى مولوده البكر، وسبق المجرمون زوجته الى خطف الفرحة، ورسموا طريقا معبدا بإذلال اليتم على مستقبل ابنه، في ظل حكومة لن تعنى بشعبها.. لا راهنا ولا مستقبلا.
المشكلة في هذا الضياع، مجهول المصدر، الذي يخلط الاوراق في حياتنا، بقدرة فائقة، توفرت على عناصر التمكن، نظير اهمال الدولة، من قبل حكومة، مكتفية بالمغانم والامتيازات المترتبة على المناصب…
اما الشعب؛ فليذهب هو وربه، حكومة نوري المالكي في المنطقة الخضراء قاعدون… يموت الاباء ويتيتم الاولاد وتترمل الزوجات وتثكل الامهات.. والحكومة ومجلس النواب لاهون برواتب تفوق المثل الشعبي (علج المخبل ترس حلكه).