ثمة نظريات متعددة بين علماء الاخلاق والسلوك في طبيعة العوامل التي تساعد الانسان على الانتصار في معركته مع نفسه , لكبح جماح تطلعاتها في الحصول على كل شيء من متع الحياة المختلفة .. ولقد اُتفٌق على { العقل , العلم , الضمير , التربية السليمة , قوة القانون , وآخرها في تسلسله في الاهمية .. الرقابة الاجتماعية .. او الامر بالمعروف والنهي عن المنكر } … هذه العوامل فاعلة في الوضع الاعتيادي اما في حالة الازمة , وذلك حين تطغى غرائز الانسان وتتجاوز الحدود الطبيعية . . فلا تاثير حينئذ لاي من هذه العوامل في ضبط غريزة الانسان المنفلتة … وفي العراق كان التغيير عاصفا والمخاض عسيرا في صناعة السلطة … واذا علمنا اهمية
الطريقة التي يتم من خلالها صناعة السلطة في أي بلد , الدور الابرز في تحديد معالم الاتجاهات والمسارات التي تنتهجها النخبة المهيمنة او القافزة لها .. ومن خلال طبيعة العنصر البشري الذي ملىء الفراغ السياسي وبطريقة الاواني المستطرقة … بعد زوال النظام المقبور , والذي تميّز بخلفيات غير جيدة .. للبعض منها .. وتاريخ غابر , وانعدام او ضعف الكفاءة للكثير منهم … ومن هنا فان اهم عوامل ظهور المحاصصة , هو رغبة النماذج التي فازت بالمراكز المتقدمة بالسلطة , في استحداث معايير او قواعد جديدة لشغل المناصب في السلطة او الدولة , وبسبب الاسس الغير عادلة بشغل المناصب , فان السياسي الحالي مشكوك في كفاءته ونزاهته , ولان الديمقراطية كثيرا ماكانت حصان طروادة الذي يتخفى في جوفه الكثير من اصحاب الغايات والمآرب الخاصة ومزوري الشهادات … ولهذا لاغرابة ان كان المشّرّع والرقيب الاول في النظام العراقي , بهذه الدرجة من الفساد واللامسؤولية الاخلاقية , وليحصل على مرتبة المؤسسة الاكثر فسادا في العالم … ان الشخص ذو العلم او صاحب الكفاءة المبدع , يطبع السلطة بطابعه وليس العكس , وكما ان استعداده لذهابها بالاستقالة امر ممكن جدا , بخلاف الحاكم ذو الخلفية الساذجة الذي يعني عنده التخلي عن السلطة فناءه الذي لا يرضاه , وان افنى آخرين , ولهذا لا اتوقع استقالة احد من منصبه في السلطات الثلاث , بالرغم من الذي يسمعه من توصيف بحقه يردده عامة الشعب العراقي الذي طفح به الكيل من سجل النكسات والاخفاقات في كافة ملفات الدولة .. فعبارة :: حرامي :: قاسية جدا , ولكن الاغلب يسمعها ويتجاهلها , وهذا التجاهل واللامبلاة , يوضّح بجلاء لكل ذي بصيرة .. ان هؤلاء الفاسدون .. عدا البعض النادر .. لايمتلكون ذرة من حياء , وليس عندهم الاستعداد للتنازل عما شرعوّه لانفسهم من امتيازات فلكية غير مسبوقة ورواتب تقاعدية مدى الحياة لاتخطر على بال , وان ضل الشعب العراقي يردد كلمة حرامي بوجوههم ليل نهار .. واخيرا اقول لقد قال الشعب العراقي كلمته الفصل واعلن موقفه بوضوح وعلى وسائل الاعلام المستقلة في 31 آب 2013 , ومن خلال كلمته الشهيرة في توصيف الامتيازات الفلكية للرئاسات الثلاث , والسائرين بفلكهم , بمجالس المحافظات والمجالس البلدية , وعموم ذوي الدرجات الخاصة بانهم {{ حرامية }} وهي كلمة قاسية جدا على مسامع كل انسان يعتز بكرامته .. ولنقل ايها النائب من المعيب ان تاخذ ما ليس لك .