18 ديسمبر، 2024 11:09 م

قال الأصمعي دخلت بادية فأذا بأمرأة حسناء متزوجة من اقبح الرجال وجها فقلت لها اترضين لنفسك ان تكوني زوجا لهذا الرجل فقالت: :
(اسكت فقد أسأت في قولك لعله احسن فيما بينه وبين خالقه فجعلني ثوابه ولعلي أسأت فيما بيني وبين خالقي فجعله عقوبتي, افلاترضى بما يرضى الله).
كلنا صفق للحكمه وهز رأسه عجبا واستحسانا لقول المرأة ولاأحد يسأل نفسه السؤال ان كان الأصمعي يغازل المرأة ام ماذا؟ وكيف اتيح له ان يقول كلامه؟ هل بحضور الزوج ام بغيابه وكيف أختلي بزوجة الرجل ليعبر لها عن جمالها او قبح زوجها ولولا خجل الرواة وقلة حياء لاخبرونا كيف جلس الأصمعي امام المرأة وهو يبثها لواعج الغرام ويعبر لها عن مكنونات نفسه.
اغلب الظن ان الاصمعي لاعلاقه له بالأمر البته وانما يقولون مالايقوله ويستغلون شهرته لكسب الجمهورونشر الفضيلة حسبما يفكرون.
الاصمعي ولد بالبصرة في في فترة الخلافة العباسية وكان يجمع الاخبار ويرويها وروايته عن المرأة التي تزوجت دميما لم يخبرنا ان كان الزوج الدميم اطرش فلم يسمع مايقوله عنه الأصمعي لزوجه ولكن اغلب الظن ولأن الاصمعي عالم اللغة والشعر فان الرواة كانوا يستعيرون أسمه كعلامة تجارية من منطلق الاسم يكفي ماقيمة البقيه.
ثم فكر معي ماهذا التجذيف على رب العباد هل يجعل الله الحكيم العليم الجمال هبه للدميم لان الجميل قبح في أعماله وهل يحتقر الله القبيح ليجعل منه عقوبة للناس، مااذي يخبرنا به الرواة وينسبونه للاصمعي.
مالذي يريدونه منا الرواة او حتى الأصمعي نفسه ان كانت الرواية له حقا ماالذي يبتغونه ان يمر كلامهم مرور الكرام دون تشريح وتأويل وان نفهم الأمور على ظاهرها ولانعمل فيها نبشا وحفرا عن استدلال ومعنى. أم يكفينا ان الأصمعي قال ماقال وانتهى الأمر. قد قال الأصمعي ان كان ماقاله قد قال ولكن الكلام ينطوي على مقاصد غير نزيهة وهي واضحة لالبس فيها، الجمال هبة للدميم وثواب له على مافعله فعليك بالتقوى لان الجمال جائزتك الكبرى وانت ياأمرأة يامن وهبك الله الحسن الرباني عليك بالأعمال الحسنى والا فأن ربك لواهبك ابشع خلقه. هل رجل بحكمة الأصمعي يبلغ رسالة بهذا الكم الهائل من التهديد والوعيد بكلام ظاهره جميل وباطنه أمر من العلقم. لم نعرف عن الرجل غير سعة الأطلاع وبعد النظر وكان يتمتع بثقافة غزيرة وله مؤلفات لاتحصى رغم سفرياته وترحاله وتجواله ويبدو انه لم يتزوج ابدا فلم تردنا اي معلومات عن حياته العائلية فلازوجة ولااولاد ، واي زوجة ترضى به زوجا كل وقته للشعر والكتابة ورواية الاحاديث بل حتى الحيوانات رعاها بمؤلفات عدة فلم يبخس بحقها . الأصمعي عرف عنه طراوة الروح فربما تكون المرأة وحكايتها من وحي خياله رغم اني أصر على انها من نسج الرواة الغير معروفين ونسبت لاسم لامع مثل الأصمعي للتزكية والتبرك.