15 نوفمبر، 2024 11:24 م
Search
Close this search box.

الشيعة بين الهزيمة واوهام الانتصار

الشيعة بين الهزيمة واوهام الانتصار

منذ اكثر من عشر سنوات اخذ الصراع الطائفي في العراق ابعادا وتطورات سريعه سرعان ماتحولت الى ذبح دموي وليس صراع طائفي وذلك لانعدام كفه الصراع وسيطره طائفه على اخرى وفق معتقد الاغلبيه المدعومه عقائديا بنظريه الجهاد والتكفير . ولان الشيعه يفتقدون الى خاصيه العمق الستراتيجي للطائفه وافتقادهم لعقيده الجهاد والتكفير وفق المعتقد الجعفري كانو ضحيه وكبش فداء لاكبر حرب اباده مورست عليهم وبدلا ان يحول الامريكان الشيعه الى احرار بفضل تحريرهم العراق من اعتى طاغيه في العالم الثالث تحول هذا التحرير الى بلاء على الشيعه ليس بفعل قبول الاكثريه الشيعيه بسقوط صدام وقدوم الامريكان ولكن بسبب تغير اليه الحكم الديمقراطي وحكم الاكثريه . فالامريكان موجودين في كافه دول الطوق ولهم قواعد بحريه وجويه ويقيمون علاقات ستراتيجيه مع انظمة الحكم السنيه ولكن ان تتغير رقع الشطرنج ويتحكم الشيعه في ادراة العراق فهذا البلاء بعينه ليس على شيعه العراق فحسب وانما الشيعه في العالم تحولو الى اشلاء بفعل العجلات المفخخه والاحزمه الناسفه في باكستان وافغنستان وسوريا ولبنان وكشمير … ولان عقيده الجهاد عند السنه اولويات فجهاد الشيعه افرض من جهاد اليهود والنصارى والمشركين فان تحرير العراق جعل السنه يجاهدون الشيعه وليس الامريكان والدليل معدل القتلى من الشيعه بالقياس بالامريكان ومن منا لايتذكر رساله الزرقاوي لاسامه والظواهري وتذكيرهما بوجوب الجهادضد الشيعه . وعلى حد قول الشاعر المصري احمد مطر ( لو غير الاسرائيلين عقيدتهم واصبحو شيعه لتحررت فلسطين على يد الاسلامين السنه ) وهذا يبين مقدار الطائفيه ومقدار التكفير ..
كل هذا لم يكن محسوبا لدى الشيعه الذين يتبنون عقيده مغايره في معامله المخالف او الخصم فبينما دفع الشيعه اكثر من مليون قتيل في حرب اباده منظمه وممنهجه تشبهه ماتعرضه له الارمن في تركيا وماتعرض له اليهود في اوربا . الشيعه لم يدركو ابعاد هذا الحرب بسبب كونهم يقودون السلطه ويتلذذون بمحاسنها بينما عوامهم يتعرضون لحرب اباده جماعيه وبأسلحه فتاكه للقتل الجماعي .
والشيعه بين مرجعيه كهنوتيه يمارسون عادات بوذيه في التقشف والتواضع وتحريم الدم وعدم التحريض على القتل او اخذ الثائر اعتبرت المرجعيات الدينيه المخالفه ان الذله والمسكنه والرعب في قلوب الشيعه امر الهي وليس اخلاقي بل على حد قول احدهم ان الشيعه منهارين منهزمين لامحال . لانهم يحبون الحياة الدنيا ونحن نحب الاخره وصدق الشيخ طه الدليمي في ذلك الوصف .
وبينما يعتصم الاخوه السنه في محافظاتهم مطالبين في تحقيق التوازن في استلام السلطه واطلاق سراح السجناء وتقديم الخدمات ولاتكاد تمضي خطبه جمعه من جمع الاعتصامات الا وتسمع سباب وشتائم والفاظ نابيه ليس على الحكومه فحسب بل على مكون رئيسي يطعن في دينه وعرضه ويتهمونه بالتبعيه والكفر والرده . بينما نظرائهم في خطب الجمعه من الشيعه لايكاد يذكرون السنه او اي من خصومهم بسوء نهائيا . ان لم يكن يدعون الحكومه الى تحقيق مطالب المتظاهرين التعجيزيه .
المشكله ان الشيعه يدركون الهزيمه والسنه يدركون الانتصار وذلك بفعل العوامل الدوليه والاقليميه والعقائديه . فبينما السنه لهم علاقات قويه مع السعوديه وقطر وتركيا وجميعها محسوبه على امريكا ومدعومه من اسرائيل تجد الشيعه لهم ايران المحاصره من امريكا وحزب الله الضائع في احلامه الثوريه وجيش وقوه امنيه يقول عنها الشيخ علي سليمان صادقا . ( ان هولاء جيش رواتب وانهم منهزمين وحقيقتنا انه يدرك مايقول بسبب فضاعه وارهاب خصومهم وعدم تبنيهم مفاهيم قتال الخصم في الحفاظ على الاسير ومعالجه الاسير فالجندي يدرك انه يقاتل اوباش مجرمين بعقيده دينيه تكفيريه .
ووفق هذا الصراع هل تستطيع الاقليه الشيعيه من خلق توازن يسمح لها بالبقاء والعيش بفرص احسن مما عليه الان .
ان الالوف من العمليات الانتحاريه التي قام بها السعوديين والليبيين والتونسيين وبقيه الدول العربيه في العراق وسوريا ولبنان سوف تعجل في انهيار الشيعه وان عدم تبني الشيعه للعقيده الجهاديه المنظمه والتخلي عن الاعتماد على المؤوسسات العسكريه والامنيه سيلحق ضررا بالغا بالطائفه .
فبينما يذهب مئات الالوف من الشيعه الى المقابر بفعل العمليات الانتحاريه يذهب الالوف من السنه الى فنادق الدرجه الاولى من سجون الحكومه . التي سرعان ماتطلق سراحهم بفعل الفساد او عمليات اطلاق سراح منظمه من قبل القاعده رغم انف الحكومه .. او مطالب جماهيريه من متظاهرين المناطق او مطالب اعضاء البرلمان او ضغوط الاعلام الخارجي المدعوم من قبل اللوبي السني الديني والسياسي .
كل هذه دلائل الهزيمه .. هل لك من بشائر انتصار ؟
نعم هنالك بشائر انتصار يعتمدها الغيارى من الشيعه وليس المرجعيه المنهزمه او الحكومه المتواطئه .
نعم بامكاننا ان نصبح اسرائيل الذين كانو يوما اكثر شعب ومعتقد تعرض للظلم والبطش واصبح الان قوه افرطت بقوتها لمتلاكها السلاح الذي يردع خصومها  . فصارت غاشمه . واقل ما فيها نحن لابد ان نحافظ على هويتنا وحياتنا ولن نكون قوه غاشمه  باعتماد استراتيجيه العمليات الاستشهاديه في قتل الخصوم بعد ان عجزنا في الحصول على السلاح الرادع ولك ان تتخيل ان ينفذ عشره الف شيعي عمليات استشهاديه  في مساجد السعوديه وتونس وليبا وبعض مناطق البؤر المتطرفه في العراق مثل ديالى او سامراء . سوف يخلق حاله من التوازن اقل مافيها توازن القتلى الذين رحلو من الشيعه بمئات الالوف واكراما لملاين اليتامى والارامل والثكالى .
واما اذا اصرت المرجعيه على الحل الجعفري والحكومه على الحل الامني سوف نصبح اقليه بين اكثريه .
ان التوازن هو الحل  . وليس ان تصبح ماندلا وغاندي ومارتن لوثر على حساب الابرياء الذين تذهب اشلائهم الى السماء تشكو ظلم الصديق والعدو معتقدين بقول (من مثلي لن يشبهه من مثله) او ننتظر رحمه اهل السنه والجماعه باعتماد مذهب الشيعه في التعبد لله سبحانه وتعالى اسوه بباقي مذاهب المسلمين. نحن نريد ان يعاملنا المكون السني مثلما يعامل الشيعه الصابئه والمسيحين واليزديه . ولو سئلت اي من الاقليات الوارده فيما تريد ان يكون جارك من المسلمين الشيعه والسنه وعند الاجابه ستعرف الحق والحقيقه ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات