17 نوفمبر، 2024 10:44 م
Search
Close this search box.

مظاهرات الناصرية الدموية

مظاهرات الناصرية الدموية

امتلأت رئتاي بهواء الناصرية رغم ما يهب علينا من روائح الطمر الصحي بمباركة حكومتنا الرشيدة.
عند اول فرع استوقفني شرطيان بشوارب كثة وبندقيتان من مخلفات قادسية هدام. يقفان خلف كومة من الانقاض وازبال واطارات بالية كحاجز امني وشهرا سلاحيهما بوجهي ووضع احدهم قدمة على مقدمة السيارة
ابلغتهم اني اعلامي واخرجت حزمه من هويات رسميه. ابتسم الشرطي ذو الاربعة اشرطة ابتسامة منتقم وابلغني انني لن اعبر ولو كنت انطويني كوين. ( ويبدو انه الاخ غير الشقيق) لمسؤول امني في الناصرية .
حاولت ان اتبع طرق نيسميه كما يتبعها من يفجر المفخخات ويدخل الى فروع الناصرية .الااني محاولاتي باءت بالفشل .لاحقتني دراجه وابلغني شاب يافع من ان دوريه شرطة (نادت عليك فافلت ).فعدت ادراجي.
تابعت التظاهرات عبر الفيس بوك والقنوات الفاعلة واسجل ما يلي :
لم ارى اي من…..
* رجال الدين او من قراء المنبر الحسيني الشريف اتباع الخط المحمدي الذي قارع الظلم والطغيان .وينادون جهارا ونهارا (ياليتنا كنا معكم )
* الساده النواب او اعضاء مجلس المحافظة الذين اصدعونا بتأييدهم وموافقاتهم. ويبدو انها للاستهلال المحلي.
* الثوريون على الفيس بوك فقط
*صمت القنوات التالية وكأننا في وادي وهي في وادي وظننت انها قنوات لجزر القمر او ميرامار.(قناة العراقية بكل اخواتها والسومرية والانوار وبلادي والمسار ).

بعد التعامل الديمقراطي والحضاري مع المتظاهرين في مدينتي ايقنت اننا لانزال في عهود القرون الوسطى وحكم هامان وفرعون وسابور ذو الاكتاف.
حاولت ان ابكي لأكفر عن خطايا حكومتي وخطايا من منع الا لاف مثلي من المشاركة بهذا العرس الثوري . الا دموعي ابت ان تطاوعني وكان عيوني حجارة صماء .
عند الواحدة طهرا غادرت مسكني الى جهة مجهولة واغلقت هاتفي واوقفت حسابي على شبكات التواصل .حينها استدرجت دموعي وملئتني سحابة من الوهن والخذلان ممن تقلد امر مدينتي واشبع ظهور ابنائها سياط الظلم والجبروت وان الدمعة التي تركتُها، على تراب مدينتي، من قبل ، لا تزال طرية، كما هي اليوم ، يوقظها، في كل حين، الاستبدادُ، والظلم، والإرهاب، وقتال الأهل، وكل أشكال العذاب.

لكن الأكيد أن مَن خرج هاتفا (هيهات منا الذلة ) سيظل يخرج، و يجوب الطرقات، والشوارع، والساحات، ولا يزال يحفظ هتافَه القديم، لا يزال يملك الإرادةَ للتظاهر، وإن لم يتغير شيء، فسيبقى يحلم، ويسعى للعدالة، أبداً، لا يزال يختبر قدرتَه، يوماً بعد يوم، ليكتشف ـ بالتدريج ـ أن العدالة ليست منحة، من رب، أو سلطان، أو غازيٍ، بل إرادة، يحققها هو.

ستفعل تظاهراتُ الأمس في الناصرية فعلها ، و سيكتشف من شاركوا فيها أية طاقة داخلهم للتغيير، وأنهم ليسوا مجرد متلقين، بل هم مغيّرون، فاعلون،. وان الامل معقود على جباههم بالتغيير نحو الافضل

أحدث المقالات