هناك أسواط تلسع ظهرك في نهاية كل عام وستجبر على المشاركة في تعبيد الشوارع وتكون لك حصة في الجسور لأنها من مبالغك، فهل فكرت يوماً في ان يكون لك جسر؟ فمن نِعم الحكومة أنها ستجعلك تتذكر كلما تمر قرب أحد الجسور أنك شاركت بتشييدها ولا مانع إن كان لديك وقت فراغ لترتدي خوذة كما المهندسين وتعطي للعمال استشاراتك! لا تنقل قدمك بغير مكانها المجاني ولا تحرّك الأخرى إلا على نقطة تعرف أنها مجانية مسبقاً لا تكلفك أي دينار أليس هذا جيداً لك لتخلد اسمك حتى لو مع حشر من الناس في شيء؟ فيجب ترك شيء لك في دنياك حتى لو كنت جائعاً، وحتى لو كنت سائق سيارة أجرة لن تتمكن من توفير قوت يومك مع ضغط الكورونا فبالمشاركة ستشبع بطون عيالك، فالضرائب ستجعل منك متسولاً أو مجنوناً في أحد مستشفيات التأهيل العقلي وقد يجعل منك الصيف رجل كهوف لتخرج لنا متعرقاً بثوب ممزق في أذياله، ولأنك لم تذهب الى الحلاق سيكون شعرك مجعداً ولحيتك تغطي كل معالم وجهك، ولو اختلطت بداعش لن يتعرفوا عليك الا بتلسكوب، فهنيئاً لحكومتنا، وشكراً على موازنتها المليئة بالغبن والاستجداء والقسوة فكل شيء اصبح بالمقابل المولد والماء والمجاري والمستشفى فلا تخط على دارك لافتة (للإيجار) أو (للبيع) كيلا تتقاسم معك الحكومة مبلغ بيتك، واحذر أن تشتري أيضاً، فهي تضع عمولاتها مقدماً في كل بيع وشراء كأنها دلاّل لعين لا يشبع من حفنات النقود، فقد حضّرت دوائرها لبتر المبالغ حين تحاول أن تنتقل لبيت أصغر وتبقي على بعض النقود لتزويج ابنك أو سد بعض الدين الذي في رقبتك، فهي ستشفطه كما غسالة الملابس من دون أن تعير لمستقبلك وعائلتك اهتماماً، تأخذ نصف ربع ما بعت به لتبقي أكداس القمامة في ركن زقاقك، تأخذ نصف ربع مبالغك لتبقي مجاريك طافحة وكهرباءك تعطي فرصة للحر كي يلسع وجهك وظهرك، وقد يبررونها بأن التعرق حالة صحية فتصنع منه أوقاتاً للتعرق الإجباري لنحافظ على رشاقتنا، وتساعد في إجرائها هذا لحرق الدهون!ولا تشتري سيارة فبالاضافة للبنزين الرديء