18 ديسمبر، 2024 7:44 م

ظاهرة الدستور السياسة في الدولة

ظاهرة الدستور السياسة في الدولة

ظاهرة السياسة من المواضيع القديمة والحديثة ، مورس وكتب عنها قبل عشرات القرون وحديثة لان القلم ما زال يخط الجديد عنها بأشكال مختلفة .. وقد مرت تدريس السياسة بمراحل عديدة .. بدءاً كمادة منفصلة عن الدستور والقانون إلا انهما دمجت في في الجامعات تحت عنوان واحد في كليات القانون والسياسة وظهرت فيما بعد الدراسات والابحاث السياسية .. كان لدول حالة استقرار دستوري وعُـرف دول كثيرة بالتشابه الدستوري لكن بأختلاف اصول وكيفية توزريع السلطات ، فكان هناك الدستور العرفي ( البريطاني ) والدستور المكتوب ( الامريكي ) .. ودالدستور السويدي والفرنسي .. لكن علم السياسة دخلت عالماً جديداً واعمق بازدياد الدول .. التي تعد الدستورية في حكمها .. وظهر الاختلاف الواضح في هذه الدساتير .. من دولة الى اخرى .. بسبب نظام الحكم و البيئة التي ظهرت فيها الدستور وتأثرت هذه البيئة بالدساتير القديمة، ففي فرنسا كانت توجه الدراسة الدستور مقرونة بدراسة المؤسسات السياسية المعتمدة على معرفة ودور العلوم السياسية على واقع المؤسسات وكيفية القيام بوظائفها داخل المجتمع … كما دخلت دراسات العلم السياسية الى مجال التحليل والتقيم .. للدساتير .. والمؤسسات وتأثيرات الجزانب الاقتصادية والجغرافية والبيئية على النظان السياسي .. إلا أنه ظل مجتمعات عديدة بعيدة عن هذا المجال الدراسي او السياسي ولم يدخلوا مرحلة كتابة التاريخ السياسي او الفلسفي او الجوانب الحياتية .. برأي سبب هذا التأخير العلمي الفلسفي ناتج عن عدم وجو دول مستقرة في هذه البلدان .. او .. عدم تجانسهم الفكري والقومي .. وفي احيان اخرى عدم وجود دولة قومية لمجموعة معينة في هذه الدول وحرمانهم من الحقوق القومية والشرعية والطبيعية .. وهذا بدروره يؤدي الى ضعف في التعليم والدراسات .. بسبب الحروب المفروضة على هذه الشعوب وانشغالهم بالدفاع عن الوجود بدلاً من الانغماس في المجالات العلمية والفلسفية وكتابة تاريخ وسياسة خاصة بهم .. ومن ثم محاولات دولة او حكومة المركز المسيطرين على الحكم في هذه البلدان في إذابة القوميات في القومية المسيطرة على الحكم حتى ولو كانت نسبتهم اقل من القوميات التي تعيش معهم .. ولكن بسبب الدعم الخارجي ومصالح الدول الكبرى تم بسط البساط الاحمر لهم ليسطرا على مقاليد الحكم .. وربما يكون هؤلاء الحكام ليسوا من اهل البلد بل استوردوا كأي بضاعة .. وتم صبغهم بالوان معينة ليمتزجوا كالنحل مع المجتمع التي اصبحوا سادة وحكام عليهم ..

الدستور يكون واعداً عندما يكون الساسة واعدين وعاقدين العزم على خدمة بلدانهم ول يفرقون بين الابيض والاسود .. عندما يحترم الدستور وينفذ كما كتب ولا جل ما كتب .. ولا يكون هناك من يلعب بها او يختار بنود ومواد ويقوم بتنفذ هذه البنود بمزاجية قومية وطائفية ويثير النعرات من خلال هذا الاختيار .. الدستور لا يكون مقدساً كما الكتب السماوية .. يتغير بنوده بتغير الوعي عند الانسان وتغير الحالة الانسانية وحاجة المحتوع للتتغير في الحالة الاجتماعية ، السياسية ، الاقتصادية .. وحت العسكرية والثقافية .. وهذا ديدن المجتمع الانساي الذي يتغيير ولا يبقى على حاله ..

الحالة العراقية منذ تأسيس الدولة العراقية بعد الحرب العالمية الاولى .. حالة شادذة لعدم وجود دستور دائم في البلد .. والدستور المؤقت اصبح بيد الحكام الذين لا يشاهدون ابعد من اوفهم الذي لا يشمون بها حتى رائحتهم التي تقززت منها الانوف البعيدة .. وإلا كيف لرئيس دولة يسخر من الدستور ويقول انا القاون وانا اغير فيالقواميم حسب ما اريد ومتى ما ريد .. اما اليومفالدستور في غرفة الاضابير لا يعرج عليه احد إلا عندما سحتاجون مادة او بند تلبي مصالحهم الفردية والحزبية .. وربما امور اخرى غائبة عن ذهن المواطن وحموحاته وهواجسه .. عندما تكون السلطة ضعيفة وغير قادرة على حماية نفسها يخرج من لا علم له بعالم السياسة ليرقص بلا خوف ويحكم بلا دراية ويتمادى على كل كبيرة وصغيرة ..