منذ عقد من الزمن وهم يسيطرون على مفاصل الدولة,منها البنك المركزي ومؤسسة النفط وشركة الاستثمارات الخارجية ولهم اعضاء بارزين بالمجلس الرئاسي وهم من يسيرونه,ناهيك عن مجلس الدولة “الاستشاري” الذي جل اعضائه من الاخوان او المتعاطفين معهم,اما الاخوان بمجلس النواب فرغم قلة عددهم إلا انهم استطاعوا اغواء بعض النواب وشراء ذمم نواب اخرين وانشقوا عن مجلس النواب وكونوا جسما موازيا له في طرابلس,في محاولة منهم لإضفاء الشرعية المحلية للمجلس الرئاسي.
واستطاع هؤلاء التواصل مع “اخوانهم” الدوليين ونعني بذلك قطر وتركيا,وأثمرت عن دعم غير محدود لحكومة الوفاق من خلال الاتفاقيتين اللتين يدور حولهما جدل كبير وبالأخص ترسيم الحدود البحرية,واستغلال النفط والغاز ودعم الوفاق عسكريا,بجلب المرتزقة من سوريا, وإمدادها بالطيران المسير ومختلف انواع الاسلحة الاخرى,والتي ساهمت في قلب الموازين المحلية وتنفس الاخوان الصعداء بعد ان كانوا قاب قوسين او ادنى من السقوط المدوي.
عندما يشعر الاخوان بالخطر يلجئون ظاهريا الى ما يعرف بالتقية عند بعض الفرق الشيعية فيقومون بمراجعة سلوكياتهم ومن ثم يقومونها,بعض قادة الاخوان في ليبيا ومنهم على سبيل المثال لا الحصر رئيس مجلس الدولة,اعلنوا في السابق انسلاخهم عن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين,وهو مجرد ذر للرماد في عيون الشعب للاستمرار في مراكزهم الوظيفية وأملا في اعادة انتخابهم,ليعودوا وبقوة الى المشهد السياسي وانتهاج الاساليب الرخيصة لأجل السيطرة على مقدرات الشعب لينعموا بحياة الرفاهية,بينما المواطن يعاني حياة البؤس والشقاء وتردّي الخدمات العامة.
الاخوان في لبيبا منتشرون طوليا وافقيا,ربما المتواجدون بمدينة الزاوية غرب العاصمة يعتبرون الاخطر والأدهى والخزان الرئيس الذي يغذي الاخوان في بلادي,ترى ما الذي يحدث لان يقدم هؤلاء على حل انفسهم؟ في بيانهم المقتضب اشاروا الى ان ذلك نابع من حرصهم على المصلحة العامة وقطع الطريق امام الانقلابيين من العسكر.ان مثل هذه الحيل لن تنطلي على احد ولن يصدقها البسطاء من الناس,لأنهم يعيشون واقعا مؤلما بائسا,فلا امن ولا امان ولا استقرار,بل سرقة ونهب وسلب وخطف وقتل وتشريد على الهوية ووصل بهم الامر الى حد الطلب من تركيا التدخل في الشأن الليبي واثبتوا انهم عديمي الوطنية,ومثل هذه الافعال لم يقم بها اي نظام ديكتاتوري جائر في التاريخ.
لقد حشروا انفسهم بالزاوية,ولم يعد بمقدورهم المراوغة,انهم يسعون من خلال حل تنظيمهم الى كسب الراي العام العالمي والمهادنة ما استطاعوا الى ذلك سبيلا,خوفا من العقوبات التي قد تطالهم,فهناك دول كبرى تسعى الى ادراج تنظيمهم ضمن المنظمات الارهابية,وبالتالي فهم يدركون جيدا العقوبة التي تنتظرهم ان لم يكن الاعدام,فالسجن المؤبد خلف القضبان,نكالا بما فعلت ايديهم ونطقت به السنتهم.
انهم الاخوان آفة الزمان,المنتشرون في كافة اصقاع العالم كالوباء بل هم اشد فتكا,انهم (فيروس) صنعته بريطانيا وهيأت له البيئة المناسبة للتكاثر في بلاد العرب والمسلمين خاصة,فألبسته ثياب الورع والتقى,والإسلام منهم براء,ينقضون على بني جنسهم(لو اعتبرناهم مجازا من جنس البشر)لا تأخذهم بهم شفقة ولا رحمة.
نتمنى وبفارغ الصبر ان يبعدوا عن المشهد السياسي,وان تتم محاكمتهم بعدالة.