الإرهاب له عقيدة واحدة, ودينه واحد في كل بقاع الأرض, إذا لحقت به الهزيمة في أرض ما توجه صوب المناطق الرخوة ليشعلها بنار حقده على الإنسانية..وسيلته القتل بشتى الطرق, وغايته إلغاء الحياة.
لا نحتاج إلى تأويلات وتفسيرات أجتماعية أو حتى دينية لهذه الظاهرة الدموية القذرة, فليس خافياً على أحد كيفية تعامل هذا النهج الساديّ وماهيَّ آلياته في توزيع الموت على الشعب الآمن الأعزل. ليس علينا أنتظار التفسيرات المبيحة لفجائعنا اليومية ونحن نرى مصارع أهلنا من أبناء الوطن المنحور ونعجز عن تقديم شيءُّ يُذكر, سوى الدموع والغصات التي تذهب بعصارة أعمارنا قبل أفكارنا وعقولنا..الإرهاب قال كلمته بكل صراحة, وإن لم تصدّقوا, فهذه دمائنا شاهدة على الأرصفة وفي دور العبادة والمطاعم والمقاهي…في كلِ مكان, قد نعذركم عن قصور الرؤية, لأنكم فضّلتم الأختباء خلف الأسوار العالية, فلم تشاهدوا تلك المناظر المروعة!
الإرهاب قدّمَ نفسه كعدو صريح واضح الملامح للشعب, وأنتم قدّمتم أنفسكم كحامي للشعب وأمين على ثرواته ودمائه. فمن نجح في المهمة ومن أخفق فيها؟! وليس لنا أو لأحد محاسبة الناجح, “فالتاريخ لا يكتبه إلا المنتصرون”. ما الذنب إلا ذنب الفاشلون, ولا جريرة لمن نجح في مشروعه..وعد ووفى, وأنتم نكصتم وتخاذلتم.
ثمة أمر لا مناص منه, قد يؤلمنا ذكره, بيد أنه سؤال كلما خطر في رؤسنا أخذنا الرعب إلى عالم مجهول عنوانه (الدمار)..أين يعيش أؤلئك الذين أمتهنوا الموت, وهل تأتي تلك المفخخات من “جحر” الطاغية, أم إن لها حواضن على الأرض؟!
لا شك, ولا نبرح الحقيقة إن ذهبنا لما هو أدهى, هناك غطاء سياسي للإرهاب..هم من جعل القوات الأمنية مرمى لسهامهم وأنتقاداتهم على أي تحرك تقوم به القطاعات العسكرية, وهؤلاء ذاتهم من خدع دولة الرئيس, فصّدقهم ودخلوا “التنفيذ والتشريع”, إما بطريقة المصالحة أو ضمن سلسة الصفقات, ومن منا لا يتذكرها؟!
إن كنا شعب له هويته الجامعة, فالقتلة لهم أنتماءهم القومي والديني والعشائري والمناطقي, ولعلهم يتواجدون تحت منصات فتاوى التكفير. وإن كان لنا حكومة, فمتى توقف حفلات الموت؟!