17 نوفمبر، 2024 8:23 م
Search
Close this search box.

الإنتخابات المبكرة / الحلقة 3 ائتلاف النصر

الإنتخابات المبكرة / الحلقة 3 ائتلاف النصر

قبل بدء الانتخابات كان هذا التحالف يمثل سفينة نوح التي ركبها الغث والسمين كما يقال، بعد الشعبية التي حظي بها زعيمه حيدر العبادي خصوصًا في المناطق العربية السنية من البلاد نتيجة نجاح عمليات التحرير، وأن كنت لا اعرف حتى الان من قام بتلك العمليات ؟ هل هي قوات التحالف التي قدمت كل شيء لذلك ؟ أم حماة الأعراض ؟! لو أبناء الخايبة في قواتنا الأمنية؟ وبرغم تلك الشعبية التي اتجهت صوب العبادي خصوصًا في نينوى التي حصل فيها على المركز الاول ، لم يتمكن العبادي من حصوله على أعلى الأصوات في البلاد، لأفتقاره إلى كاريزما القيادة، هذا من جانب . من جانب اخر لم تنجح اللجنة الخاصة بإختيار أعضاء مرشحين للأئتلاف من جذب اسماء تمتلك بعدًا شعبيًا تستطيع الحصول على أصوات عالية، كونها اعتمدت على (السي في ) الذي يقدمه المرشح وهذا غير كافٍ لذلك وأن كان بعض المرشحين في هذه القائمة يمتلكون سيرة ذاتية حافلة بالعطاء، إلا أن هذا الأمر لا يمثل طوق النجاة لهم أمام الناخب العراقي الذي ( لا نعرفه ماذا يريد احيانًا) لعدم إكتمال وعيه السياسي والانتخابي تحديدًا . كما أن العبادي لا يمتلك الخبرة الكافية في القيادة ،فوجوده برئاسة الوزراء كان بمثابة الفرصة الأخيرة والوحيدة لإقتلاع المالكي من الكرسي الذي أعلن مرارًا أنه: ما ينطيها ! أضاع العبادي فرصة أن يكون النسخة الجديدة (لإياد علاوي) بعد الدعم الذي تلقاه وهو ما جعل ائتلافه يتشظى حتى قبل أن يفقد الأمل في حصوله على ولاية ثانية لأسباب يطول شرحها . وبما أن هذا التحالف يمثل سفينة نوح كما أشرنا سابقًا ، فأن الذين وصلوا من خلالها إلى البرلمان قد قفزوا منها بعد شعورهم بالاطمئنان وراحوا يعقدون الصفقات دون الرجوع إليه وهو ما جعل ائتلافه يشهد انقسامات لم يتوقعها حتى اعدائه.
اتوقع اننا لن نرى هذا الإسم بهذه الصراحة في الإنتخابات المبكرة اذا ما حصلت، كونه سينصهر مع تكتلات جديدة تحاول إعادة نفسها ثانية عبر إستخدامها لوسائل تأثير مختلفة، وهي لن تنجح بطبيعة الحال كونها لم تتمكن من الحصول على نتائج مرضية وهي على رأس السلطة فكيف بها أن كانت خارجها ؟
إذًا لن يكون هناك ائتلاف للنصر في الإنتخابات المقبلة سواء المبكرة كما يريد الكاظمي او الابكر مثلما قال الحلبوسي او حتى الأبعد كما يريد قادة كتل سياسية شاركت في تراكم الاخفاق وحتى في قمع التظاهرات . العبادي شخصيًا أصبح خارج تأثير صناعة القرار ولا يمكن له التواجد ثانية فيه إلا من خلال استغلال ازمة جديدة كما حصل مع داعش ، وقد يكون الخيار الأمثل للأزمة المرتقبة بين الدولة والفصائل المسلحة او بين الفصائل المسلحة نفسها التي قد تضغط ثانية لعودته إلى رئاسة الوزراء بعد أن حققت أهدافها خلال مرحلة حكمه وهذا يعتمد على حجم تلك الأزمة التي قد تتفاقم منقلبة إلى صراع حقيقي بينها وبين الحكومة الحالية التي تبذل جهود كبيرة في تحجيم دورها، وقد يكون ذلك الصراع بين تلك الفصائل الساعية لأخذ مواقع مهمة ضمن منظومة صناعة القرار في البلاد ولن ترى في غير العبادي منقذًا لها في المرحلة المقبلة .

أحدث المقالات