عود على بدء..
يتجسد التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية العربية بأقبح صوره فنظام الملالي كما تبين يمارس التقية السياسية وهو يضمر الشر للدول العربية، إنه نظام أخطبوطي تمتد أذرعه من المحيط الى الخليج العربي، فالبوابة الشرقية للوطن العربي المتمثلة في العراق تحطمت وصار الإرهابيون واللصوص يعيثون فسادا في العراق والأمة. وسقون بالتوقف في محطات قصيرة عن هذا التدخل، ونقارن ما بين تدخل النظام الإيراني ونظيره الإسرائيلي في الدول العربية وغيرها.
تعتبر سوريا الحليف الاقوى لنظام الملالي وهذا حقيقة يمكن رؤيتها بوضوح في المشهدين العراقي واللبناني. وهذا التعاون يرجع الى الحرب العراقية الإيرانية، حيث كان نظام الأسد يرسل الصواريخ أرض ـ أرض الى نظام الملالي لتضرب بغداد، ويُسخر أرض العروبة للطيارين الإيرانيين لشن الغارات على عراق العروبة، وقد ظهرت إعترافات بأن طيارين سوريين شنوا غارات على العراق خلال الحرب العراقية الإيرانية، ويدعون القومية والعروبة.
سار بشار الأسد على خطى أبيه في إكمال المجزرة، فقد أعلن تصريحا اثار إستغراب العالم بإدعائه ان الدور الإيراني في العراق مبالغ فيه!!! وان الموقف العربي من إيران خطأ !!! لأن هدفه هو إيجاد عدو بديل من إسرائيل!!! بمعنى التهرب من المسئولية القومية من قضية فلسطين بإيجاد عدو إيراني، ويبدو ان الرئيس الاسد تناسى بأن الأيرانيين هم من يتعامل مع العرب بشكل عدائي وليس العكس، وان تصدير الثورة شعار فارسي وليس عراقي أو عربي! كما أن إحتلال الجزر العربية والمطالبة بعائدية البحرين والإمارات وضم اجزاء من جنوب العراق تم من قبل إيران وليس الكيان الصهيوني! ولا فرق بين إحتلال القدس والجزر العربية وبين إحتلال الجولان، فكلاهما احتلال، علما أن مساحة الأحواز هي أضعاف مساحة فلسطين، وان 80% من النفط الإيراني يستخرج من الأحواز!
عندما إنفجرت الثورة في سوريا سارع النظام الإيراني الى دعم حليفه الأسد ـ ردا لدعم سوريا لإيران خلال الحرب العراقية الإيرانية ـ ودفع بحزب الله اللبناني بإرسال عناصر الإرهابية الى دمشق بحجة الدفاع عن مرقد زينب الوهمي، مع ان الحزب كان يقاتل في حلب وغيرها وليس في دمشق. علاوة على دفع الميليشيات العراقية الولائية والإفغانية والباكستانية لحماية نظام الأسد، وتحولت دمشق العروبة الى مرتعا لدواب القوات الروسية والأمريكية والتركية والإيرانية والباكستانية والعراقية والأفغانية، ويتحدث جزار دمشق عن السيادةّ!!
أما لبنان الذبيح فهي على موعد مع صرف شك حرب اهلية جديدة مجيرلصالح ايران بقيادة ابنها العار حسن نصر الله، المتمرد على الإرادة الوطنية اللبنانية، فقد أشاح عنه الأبصار، وقزم حجمه، وقلل من قيمته بتبعيته الذليلة الى إيران معلنا ولائه الأول والأخير لنظام الملالي وليس لوطنه لبنان، متباهيا بوضع صورة الخميني دون حياء خلف مقعده في المكتب. ويبدو ان الملالي أجادوا نفخ بالون نصر الله ففاق حجمه الطبيعي من خلال الحرب التي خاضها ضد الكيان الصهيوني المسخ ،وبغض النظر عن النتائج المروعة التي جناها لبنان من هذه الحرب، ورغم إعجابنا وتكاتفنا مع الصمود اللبناني لكن ما يجب ان يعرفه السائرون في طريق السراب، ان الصمود لا يعني النصر، يمكن أن يكون أحدى مقومات النصر لكنه لا يمثل النصر كله!
لقد نجح النظام الإيراني بتأسيس فرع للحرس الثوري في لبنان تحت مسمى حزب الله، وتم دعمه بالسلاح والمال والرواتب، حتى ان زعيمه الذيل حسن نصر الله إعترف ان رواتب وسلاح وعتاد وطعام الحزب مرجعها ايران، وأطلق تسمية (حسين العصر) على أرذل إرهابي عرفه العالم بعد الحرب العالمية الثانية، بل ان الشعب الإيراني وصف الخامئي بالمستبد والطاغية وفرعون. إبتلع حزب الله لبنان، وهيمن على كل مقدرات الدولة، وما الإنفجار الأخير الذي طال مرفأ بيروت إلا أحد منجزات حزب الله، لأنه يسيطر على المنافذ الجوية والبحرية والبرية كافة، سيما ان العنبر رقم (12) يضم مخزونات حزب الله من الصواريخ والمواد الكيمياوية ونترات الأمونيوم، لقد دمر حزب الله لبنان، وحولها من سويسرا الشرق، الى مكب نفايات كبير. أصبح القرار اللبناني مرهونا بحسن نصر الله، وقرار حسن نصر الله مرهونا بالخامنئي، وقرار الخامنئي مرهونا بالمهدي المنتظر، وكان الله في عون الشعب اللبناني الي طالب بعودة الإستعمار الفرنسي تخلصا من الإستعمار الإيراني، ليس رغبة بعودة الإستعمار، بل بمن هو أرحم.
فيما يتعلق بمملكة البحرين، فهي أشبه بجندي جريح يتوكأ على عصا مجتازا حقل من الألغام! فهي لم تدرك بعد ان ولاء الاقلية الوطنيه للمملكة يعتبر هشا أمام ولاء الأكثرية غير الوطنية المنحازة لنظام الملالي، وإن تصريحات القادة الفرس بعائدية البحرين لهم ليست ومضة عابرة وإنتهت، فالحرب تبدأ بالكلام وتنتهي بالأفعال. وان الأنطباعات التي ولدتها تلك التصريحات غير المسئولة عند الإيرانيين طلائها قوي وغير قابلة للإزالة بإسيتون الأعتذار! البحرين بعد هذه التصريحات الاستعمارية أمست برميل بارود وعود الثقاب بيد الملالي والمسألة مسألة وقت ليس إلا ما لم تدرك البحرين الخطر الايراني، وتكبح جماح البحرانيين الموالين لإيران! من المؤسف أن يقصر على البحرانيين فهم الدرس العراقي والسوري واللبناني واليمني، فهم لم يستفيدوا منه ولم يستوعبوه بجد! أليس المفروض بالمؤمن أن لا يلدغ من جحر واحد مرتين؟ ورغم ان خيوط اللعبة بيد ايران لكن ما يزال هناك بريقا من الأمل للبحرين لإعادة أوراقها ولات ساعة ندم.الحقيقة انه لولا التدخل السعودي في البحرين، لكانت البحرين لقمة سائغة في فم الولي السفيه.
بالنسبة الى مصر، عبر الرئيس السابق حسني مبارك عن التدخل الايراني بقوله” أمست بفضل حركة حماس لنا حدود مباشرة مع إيران”. وقد طالت التفجيرات مصر في عقر دارها وألقي القبض على إيراني ومتطرفين من البحرين والباكستان من موالي إيران! وقد جاء العمل الإرهابي بعد هجمة إيرانية إعلامية شرسة قادها على خامنئي ضد مصر بسبب أحداث غزة مطالبا الجماهير المصرية بالثورة على حكامها وهو تدخل سافر في الشأن المصري الداخلي. وتعمل المخابرات الأيرانية من خلال عملائها العراقيين بإرسال خلايا بشرية مدعومة ماليا لشراء قصور وفلات في القاهرة ولاسيما حي 6 اكتوبر والاسكندرية، لبناء خلايا جديدة نائمة ونشر الدعاية المذهبية لأيران من خلال توزيع الكتب و المنشورات الإيرانية الطائفية مجانا وتقديم المساعدات المالية والعينية تحت اغطية متعددة. وقد عاشت مصر علاقة مميزة بعهد الرئيس محمد مرسي، حيث كانت أول زيارة له الى إيران، كذلك قام الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجادي بزيارة القاهرة والتقى الرئيس مرسي وشيخ الأزهر، ورفع علامة النصر في مسجد الحسين ومع شيخ الأزهر، ربما تلك العلامة تعبيرا عن قول الخامنئي عندما وصف تسلم مرسي الحكم (الربيع المصري)، ومن المعروف ان الإخوان المسلمين ونظام الملالي وجهان لعملة واحدة، كلاهما يحذو حذو النعل بالنعل، بل أن نظام الملالي وتنظيم القاعدة وداعش وبقية الحركات الإسلامية المتطرفة جميعها من مخرجات أبيات الإخوان المسلمين.
بالنسبة الى المملكة المغربية في اقصى الغرب وجدت نفسها أمام غول الملالي وجها لوجها رغم بُعد المسافات فقد وصل السرطان الإيراني اقصى مدياته للعبث بخلايا الجسد المغربي من خلال النشاطات اللامقبولة للمؤسسات الإيرانية والعراقية الدائرة في الفلك الصفوي، والتي أججتها الملحقية الثقافية الإيرانية في إثارة الفتنة الطائفة وبناء طابور خامس من جيش الفقراء والسذج بقيادة مرشد الثورة علي الخامنئي, وبما يتناقض مع نشاطاتها التي حددتها اتفاقيات فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية، ورغم التحذيرات المغربية وسياسة الهدوء والتعقل التي انتهجتها تجاه تلك الخروقات الفاضحة وتفضيل سبل الحوار والتنبيه، لكن الغطرسة والعجرفة الفارسية المعروفة تعالت عن سماع صوت الحق، مما حدا بالسلطات المغربية الى تقليم أظافر الوحش الفارسي بقطع العلاقات الدبلوماسية معه لتكون عبرة لمن إعتبر وتسول له نفسه التدخل في شئون الغير.
أما فلسطين فأن نظام الملالي هو المسؤول المباشر عن تشتت وتشرذم المواقف الفلسطينية، فقد رفع موجة حماس للتغطية على بقية الفصائل الفلسطينية واضر بالوحدة الوطنية الفلسطينية، وجعلها في مفترق طرق في حين إنها تشكل القاعدة الاساسية للتحرير. كما ان إعتكاف حماس في محراب مرشد الثورة الاسلامية علي خامنئي قد افقدها الكثير من بريقها الوطني وجعل الشكوك والظنون تدور في فلكها، بعد ان اعترف خالد مشعل بأن ” حماس هي الإبن الروحي للإمام الخميني” علاوة على إعلانه بأنه ارسل تقريرا حول معارك غزة الأخيرة ” الى الخامنئي ولي أمر المسلمين” ولا نعرف كيف وليً خامنئي أمر المسلمين. ربما يقبل البعض ان يكون ولي أمر حماس! وحماس حرة في أختيار ولي أمرها! لكن ليس من حقها أن تقدم له عرش العرب والمسلمين ليتربع عليه طاغية هو عدو العرب والمسلمين. يبدو أن حماس ما تزال تعيش في نشوة خمرة الملالي ولم تستفق منها بعد، والدروس التي افرزتها المزايدات بالقضية الفلسطينية منذ اكثر من نصف قرن لم تنفع حماس في شيء. وربما آن لها الأوان لتفهم معنى قول (شمعون بيريز) بأن بعض الأنظمة العربية ” سعيدة بما فعلته إسرائيل في غزة وتتمنى القضاء على حماس”، جراء إنقيادها الاعمى لأيران!
فيما يتعلق باليمن السعيد، فقد تبخرت سعادته بنيران الإرهابيين والمتمردين الحوثيين الذين يدعمهم نظام الملالي، مما حدا بالسيد سلطان البركاني الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي أن يحذر إيران من مغبة دعم المتمردين الحوثيين. مؤكدا بأن التورط الإيراني لا يحتاج الى دليل فقد اعترف وزير خارجيتها خلال زيارته لصنعاء بدعم المتمردين شعبيا. وقدم البركاني دليلا صاعقا على التورط الإيراني بقوله “هذه القضايا لا تحتاج إلي وثائق ولا تحتاج إلي شواهد مادية ملموسة، لأننا لو سألنا الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف والعالم أجمع ـ وإيران لاعب رئيسي في العراق اليوم- هل تستطيع أن تقدم دليلا واحدا علي تورط إيران في العراق؟ بالتأكيد لا. لأن من يعمل بهذا الشكل لا يترك بصمات”. ومن المعروف ان حسين الحوثي لا يقل عن السيد حسن نصر الله إفتنانا بجاذبية وسحر سيدهما علي الخامنئي، فقد ناشد أئمة المساجد بكيل اطنان من المديح لإيران خلال خطب الجمع. ويذكر (زكريا المختار) وهو من القربين للحوثي بأن إهتمام ملالي إيران بالحوثيين جاء مبكرا، كاشفا الستار عن زيارات السفير الإيراني لمدينة صعدة وهو نفس الدور الذي يمارسه السفير والقنصل الإيراني في مدينة البصرة العراقية. وما يزال النظام الإيراني يدعم الحوثيين بالأسلحة خاصة الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية التي طالت مكة المكرمة والعديد من المدن السعودية، وما تزال قوات التحالف السعودي تصفع الحوثيين بغارات قوية، الحرب مستمرة بين الشرعية التي تقودها المملكة العربية السعودية والحوثيين المتمردين.
بالنسبة الى الكويت فأن الخلايا النائمة فيها وصلت الى بدأت نفقس، وتحول البعض منهم الى خلايا يقظة وتغلغلوا في مجلس الأئمة، والبعض من النواب الشيعة يدافع عن النظام الإيراني بطريقة أقوى من الفرس أنفسهم في باحة البرلمان. حتى في موضوع خلية العبدلي تصرفت الحكومة الكويتية بطريقة لا تتناسب مع حجم الكارثة، وهذا الأمر لا يفسر إلا بالضعف والتخاذل، وليس بالتعقل والهدوء، الأمن الوطني يرفض سياسة التهدئة، بل الحسم. وما لم تتنبه الكويت الى الخطر الإيراني سيما بعد سقوط البوابة الشرقية، وما لم تلجم الكويتيين المتفرسين، فأن مصيرها سيكون على كف عفريت، ونود أن نشير الى حقيقة وهي ان الكويت صار لها حدود مع ايران بحكم سقوط البصرة بيد الإيرانيين.
المملكة العربية السعودية كالعادة هي العدو اللدود لنظام الملالي كما جاء في تصريح لمسئول كبير في المخابرات الإيرانية نشرته مجلة مختارات إيرانية في عددها (71) عام 2006 بقوله” إننا نعتبر المملكة السعودية هي منافسنا الأول في المنطقة والعالم الإسلامي، لذلك فإن نشاطاتنا في العراق ودول الخليج هي وسائلنا لتحقيق الموازنة معها”. قبل الفتنة الطائفية التي جرت في البقيع كان الملالي يحيكون المؤامرة بذكاء وصمت وخبث لا مثيل له، فالملالي لا يتورعون بالتعبيرعن تفضيل اليهود على السعوديين، بل جاهر احد الملالي بالقول أنه يفضل ان يحكم مكة الأنكليز وليس السعوديين! وبدأ بحفر أساس الفتنة من يسمى بالشيخ ياسر الحبيب (الخبيث) مطالبا محبي آل البيت بتحرير مكة والمدينة بدلا من القدس! تلاه عاشق الهوى الفارسي المقبور(نمر النمر) بدعوة المؤمنين من محبي آل البيت للجهاد – بالطبع ليس ضد الأمريكان والصهاينة- وإنما ضد النظام السعودي الذي أمن له العيش الرغيد ولأولاد وبناته الدراسة في دول الإستكبار العالمي على نفقة الحكومة السعودية، لكنه كفر بنعمته، فلقى جزائه العادل.
هؤلاء الذيول الايرانية يعزفون نفس أنغام الملالي في ايران، فآية الله السفلى ( حسين الخراساني) وكان أحد الموقعين على غزو العراق، استعار مقولة ماركس الشهيرة وطالب كل شيعة الأرض بأن يتحدوا لتحرير مكة والمدينة لأزالة الرجس عنها. والذي زاد الطين بله إن (هاشمي رافسنجاني) نفسه صرح عام 1987 عندما كانت جيوشه تندحر بخزي وذل أمام الجيش العراقي البطل بأن ” بلادي على أهبة الإستعداد للحرب من اجل تحرير مكة”! رسمت فتنة البقيع بذكاء مخابراتي إيراني عالي المستوى وهي الشرارة المتطايرة من نار المجوس على كومة التبن السعودي! وليس من السهل إطفاء الحرائق التي نجم عنها، ناهيك عن الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالسعوديين لكن خيوط اللعبة ما تزال بعد بإيدي السعوديين. وما لم يرعوي أهل القطيف ويقارنوا وضعهم وعيشهم الرغيد ورفاهيتهم بالشعوب التي خضعت لولاية الفقيه كالعراقيين والسوريين واللبنانيين واليمنيين، فحري بالحكومة السعودية ان تلجمهم بقوة، ولها العذر كل العذر في ذلك. ليس من المعقول ن يتمتع السعودي بإمتيازات كبيرة من حكومته، ويكون ولائه لدولة معادية للسعودية، فهذا ليس نكران معروف فحسب بل انها تمثل خيانة كبرى، سيما ان السعودية في حرب غير مباشرة مع النظام الإيراني في اليمن.
مقابل هذه التدخلات الايرانية في الشأن العربي، نجد ان الكيان الصهيوني أرحم بكثير من النظام الإيراني، كل ما عمله النظام الإيراني انه جمل صورة صورة الكيان الصهيوني وقبخ صورته البشعة أصلا، ، فقد حلٌ بالمحل الأول كعدو للعرب. كما ان الكيان الصهيوني ليست له خلايا نائمة في الدول العربية، بالطبع له جواسيس ولكن ليس خلايا نائمة كبيرة ومسلحة ومدربة. والكيان الصهيوني لم يتدخل في الكويت والبحرين والسعودية، ويعلن عائيتها له، ربما تدخلاته تنحصر في الدول المجاورة له بما يحفظ أمنه الوطني. كما أن اليهود الموجودين في الدول العربية ولائهم لأوطانهم وليس للكيان الصهيوني، على العكس من الشيعة العرب فمعظمهم ولائهم لإيران وليس لأوطانهم. والكيان الصهيوني منذ تأسيسه لحد الآن لم يقتل من الفلسطينيين 1% ممن قتلهم النظام الايراني في العراق وسوريا واليمن. الكيان الصهيوني لم يشرد اكثر من مليوني فلسطيني منذ عام 1948، في حين شرد النظام الايراني (8) مليون سوري و(6) مليون عراقي خلال بضعة سنوات. والكيان الصهيوني لم يواجه التظاهرات الفلسطينية بالذخيرة الحية، ولم يغتال ويختطف الناشطين الفلسطينيين، بينما في العراق بلغ عدد الشهداء من المتظاهرين السلميين (600) شهيد، و(25000) جريح من ضمنهم (3000) معوق، علاوة على اختطاف (176) ناشط، ومسلسل من الإغتيالات ليس له نهاية. وأخيرا الكيان الصهيوني لم يخلق ميليشيات رديفة في الدول العربية أقوى من الجيش الوطني كما جرى في لبنان والعراق واليمن.
فمن الأخطر؟ نترك الحكم للقراء، وهذا بالطبع ليس مدحا للكيان الصهيوني، فالقضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية، وانما لبيان الحقيقة بين عدوين وايهما أخطر على الأمة العربية.