وسط غضب واستغراب العراقيين جاء تكليف رئيس الوزراء نوري المالكي نعيم عبعوب المنتمي الى التيار الصدري بأمانة بغداد خلفا للامين عبد الحسين المرشدي خاصة مع الاتهامات التي يواجهها عبعوب بالفساد وفشله في المساهمة بحل ازمة مياه الامطار وغرق بغداد وتحميله كذبا لاحد السياسيين الذين لم يستطيع ذكر اسمه مسؤولية رمي صخرة كبيرة وزنها 150 كيلو غرام في المجاري لسدها ومنع تصريف المياه لاثارة الناس على السلطات وهو التصريح الذي جوبه بسخرية المواطنين .
فعبعوب هذا سبق وان كان بطل فضيحة الاستجواب البرلماني لامين بغداد السابق صابر العيساوي والذي قام به على مدى عدة جلسات النائب عن ائتلاف دولة القانون شيروان الوائلي قبل اشهر وفشل خلاله في اثبات اي مخالفات ضد العيساوي فيما تركزت المخالفات على عبعوب الذي ينتمي الى التيار الصدري والذي كان العيساوي قد اعفاه من منصبه عام 2008 وكيلا له بعد ثبوت تورطه بصفقات وعمولات. كما كان مجلس الوزراء قد الغى بجلسته التاسعة والعشرين في الاول من تموز عام 2008 تكليف عبعوب وكيلا لامانة العاصمة بغداد للاسباب نفسها.
وقد استغرب العراقيون الصمت المطبق الذي لاذ به النائب الوائلي عن تعيين رئيس ائتلافه المالكي لعبعوب بامانة بغداد وكالة حيث يبدو ان الخوف والخشية من غضب رئيس الوزراء قد كبل لسانه خاصة مع اقتراب الانتخابات وامكانية معاقبته بمنعه من الترشح على قائمة دولة القانون.
واشار العراقيون الى ان تكليف عبعوب بأمانة بغداد ومع المليارات من الدولارات المخصصة لتعميرها واعادة ترميم بناها التحتية والمشاريع الضخمة المقدمة عليها ينطبق عليه المثل الشعبي العراقي القائل “سلم البزون شحمة” .. واوضحوا ان شحمة العاصمة دسمة وسيكون اول المنهالين على اكلها عبعوب هذا بالتعاون مع شركاء ومقاولين ورجال اعمال لم يبخسوه “حقه” سابقا كما لن يبخسوه لاحقا بالمكافآت المجزية والعمولات الضخمة من قوت الشعب وأمواله.
وردا على تعيين عبعوب فقد اكدت تنسيقية بغداد اليوم انها ستنظم تظاهرة كبيرة في المناطق المتضررة من بغداد تطالب فيها رئيس الوزراء بالتراجع عن قراره بتعيين نعيم عبعوب امينا لبغداد بالوكالة .
وقال الناشط جلال الشحماني ان ” تنسيقية بغداد ستنظم تظاهرة كبيرة في المناطق المتضررة تطالب فيها رئيس الوزراء بالتراجع عن قراره غير القانوني بتعيين الوكيل الاداري لامانة بغداد نعيم عبعوب امينا لبغداد وكالة ” عادا القرار بـ” الشخصي وغير القانوني لانه لم يصوت عليه من قبل مجلس الوزراء اضافة الى ان المنصب يجب ان يسند الى وزير او من هو بدرجة وزير”. واضاف ان ” التظاهرة ستطالب الحكومة الاسراع بسحب مياه الامطار ومنح المتضررين مبالغ مالية تساوي الضرر الذي لحقهم ماديا ومعنويا ” .
وضمن الحملة التي يقوم بها ائتلاف المالكي ضد التيار الصدري مع قرب الانتخابات والتنافس الشديد على اصوات الناخبين بين الطرفين فقد طالبت النائبة عن ائتلاف دولة القانون حنان الفتلاوي المالكي بـ”اقالة وزير البلديات الصدري ومحاسبته وإحالته لهيئة النزاهة للتحقيق معه، لمعرفة اين تصرف المليارات منذ اعوام من دون انجاز أي مشروع مجاري لحد الان”، مشيرة الى ان “هناك تقارير رسمية وصلتني من لجنة الخدمات في البرلمان تثبت ان نسبة انجاز وزير البلديات لبعض المشاريع خلال السنوات الاربع الماضية تتراوح بين الصفر٪ او ٢٪ وأفضلها لم يبلغ الـ20%”.
وقالت الفتلاوي “اننا كنا نتمنى من وزير البلديات متابعة المشاريع لانجازها بدلا من ارسال كتب رسمية لشركات يفرض عليها وضع صورة على تلك المشاريع، مع تحديد قياسات الصورة بالأمتار لتكون واضحة للعيان”، مثمنة “جهود بعض التنفيذيين والمحافظين ومنتسبي بعض تشكيلات الجيش الذين قضوا ليالي بأكملها وتحت المطر في الشوارع لحل الازمة ضمن إمكانياتهم”.
يذكر ان العاصمة بغداد وعددا من محافظات العراق شهدت خلال الايام الثلاثة الماضية هطول الامطار وبغزارة ما ادى الى انسداد الطرق وطفح المياه وغرق الكثير من المدن.