ما أصعب الكتابـة عن الحالة العـراقيــة .. كل اسبوع ، والعثـور على موضوع يسـتحق التعليـق عليه ، بعد ان دخلت محن الـعراق .. السياسية والاقتصاديـه والصحيــة وحتى الاجتماعية ضمـن محـن العـــراق الطافيـة على السـطح .. فمن ازمة انخفاض سعر النفط وآثـاره .. وجائحـة كورونا ، وتفشي البطالة ومشـكلة الكهـرباء .. الخ . واصبح العراق غارقا في مشـاكله ..
وهنـاك ، من حـين لآخـر ، وكلما افتقـد الزعمــاء والسـاسـة الى حـدث يـبرز صـورهــم في الفضائيـات والصحـف .. يعـودون الى الحـديث عن الوطـن والســيادة والدسـتور والكرامـة والاصـــلاح السـياسـي … الخ .
الزعمـاء والسـياسـيون والقـادة لا بـد لهم من تبريـر وجـودهـم حتى وهـم يعـرفون ان أدوارهـم فـي المأسـاة العـراقيـــة بـاتـت ثـانـويـة ، وحملـة الأقـلام ، من مفكــرين أو صحافيين ، لابــد لهم من مـلء شـاشات الفضائيـات والاذاعات واعمـدة الصحـف وتشــغيل عـقلهـم أو يدهم حتى وهم يعرفون ان افكارهـم أو كتاباتهـم هي مجـرد أمنيـات مجانيـة . وهـــم بـين هـذا وذاك ، يـنجـرف العـراق تـدريجيـاً نحو مصيـر مجهــــول . ..
كـل هـذه الطاقـات البشـريـة التي أدهشــت العالـم بنشـاطها وذكائهــا وتأريخها … باتـت اليوم مضطرة للاعتـراف بعـجزها عـن انقـاذ العـراق من براثـن المصـــالح الاقليميــة والدوليـة التي عصفـت بالعـراق ..
لـم يبــق للعـراق _ للعـراقييـن _ سـوى الله _ عز وجل ، مـلاذاً . أو الاسـتسلام للقضـاء والقـدر .. وهما غالبـاً ما يـرتـديان ثيـاب المليشيات او الاحـزاب ويـتحـدثـان بلغـة الرصاص .. .. كان الاحـــرى بالسـاسة وزعماء الاحـزاب لو انهـم حـّدقـوا في أنفسـهم وفـتحوا قلوبهــم على بعضـهم البعض .. وامنـوا ، فعـلاً . بما يـّدعون بالإيمــــان والتعاليــم السـماويـة .. لو تـحرروا مـن الانانــيـة والوصوليـة او الطائفيـة وعبـادة الـدولار .. إذن لاكتـشفوا إن الحـل أقـرب اليهـم مـن حبــل الوريـد .. وان انقـاذ العــراق إنمـا يبــدأ بـعدم إيــلاء إنقــاذه الــى غيرهـم .
خـــروج مصــير العـــراق مـن أيـدي ابنــاءه بــدأ يوم خــرج الزعمــاء السـياسـيون عن الولاء للعــراق .. وربـطوا مصـيره ومصيرهم بالخارج .. ولن يـعـود العــراق الى أهله إلا اذا خـــرج ” الخـارجون ” عـن الولاء للوطـن من السـاحـة .. أما كـيف .. فتلك مسألة اخـرى.