18 ديسمبر، 2024 11:39 م

الإعلام العربي و تَحدّيات المرحلة

الإعلام العربي و تَحدّيات المرحلة

الإعلام وكما يَعرِف الجميع أُطلق عليه مُصطلح (السلطة الرابعة) وذلك لإعطائِها نوع من السُلطة الحقيقية بعد السلطات التشريعية و التنفيذية و القضائية بِمُمارسة دوره الرِقابي على الحُكومات وهو الحريص على مصالح الناس من خلال نقل الحقائقْ لَهُم بِمِهنيّة وإلتزام وتوعية المجتمع لِما يدور حوله من أحداث ،، لم يعُد الإعلام حُرّاً كما درسناه في الكُتب بالمرحلة الجامعية إنما هو في الغالب إعلام مُمَوّل مِن جِهات ٍ ثَريّة أو مُتنفِذة للترويج عن أهدافها وأفكارِها وسِياساتِها .
بَقِيتْ وسائل الإعلام المقروءة قادرة على إيصال المُحتوى بشكل نصّي إلى الفئة المستهدفة ونوعاً ما توفر لجمهورها معلومات مُوثّقة كونها تخضع للرقابة قبل النشر ولأجله بَقِيتْ مُحافظة على مكانتها و قيمتها بين وسائل الإعلام الأُخرى ،، أما الإعلام المرئي فهو يستهدف الشريحة الأكبر بالمجتمع ويُساهم في زيادة وعي المُتلقّي وتعريفه بالثقافات الأُخرى من خلال تقديم نشرات الأخبار ومواكبة الأحداث أولاً بأول كذلك تنوّع برامجه منها الثقافية والتأريخية والفِكرية والرياضية والفنية والحِوارية حتى الوثائقية .
ما يؤخذ على الإعلام العربي هو قِلّةْ إنتاجه لبرامج الأطفال حيث يجب الإهتمام بها أكثر وإعطائِها مساحة أكبر على الشاشة وتنويعها من خلال إعداد البرامج التي تُناسب أعمارهم وإنتقاء النص والحِوار لذلك لإكساب هذه الشريحة المُهِمة مهارات جديدة وتوسيع مدارك عُقولهم وغرسْ القيم والمبادئ بداخلهم التي سيحتاجونها حتماً بحياتهم فيما بعدْ .
لمْ تَعُدْ خدمات البث المُباشر وتوجيه الخِطابة للجمهور حِكراًعلى الإعلام المُتخصص سواءً المرئي أو المسموع وذلك يعود للعديد من وسائل الإعلام الحديث التي تدعم ذلك ولا يتطلب البث عِبر هذه الوسائل المُتاحة الكثير من التعقيد فإنتاج المادة بسيط إلى حدْ ما .
وسائل الإعلام الحديثة أنهتْ عُنصر الوقت المُحدد لِمُشاهدة ما تريد مُتابعته من البرامج وقللت كثيراً من ضجرّ المُتلقي من طول مُدة الإعلانات لأنها في الغالب تكون مُختصرة جداً ،، كذلك السُرعة في الحصول على المعلومات والوصول لمصادر العِلْم والمعرفة المختلفة ،، وجود الكاميرات بأغلب الهواتف النَقّالة إضافةً لتوفر شبكة الإنترنت بالهواتف جَعَل إزدياد سُرعة نشر الأخبار سواءً كانت أخبار الأزمات والكوارث أو تغطية التظاهُرات والحوادث حتى أحياناً قبل المحطات الفضائية ،،، هذا ما لَمْ يستطع إدراكه الإعلام التقليدي .
أما سِلبيات الوسائل الحديثة بالإعلام فهي نشر معلوماتٍ مُضلّلة وخاطئة في بعض الأحيان ،، التشويه التأريخي للكثير من المواقف والأحداث وقلب الحقائق من خلال البث المُتكرر عِبر وسائل التواصل المتنوعة من خلال توظيف الأفراد لإنشاء فِرقْ مُختصة لنشر الزيف والكَذِب والخُرافة ،، ظُهور عناصر وشخصيات ومجاميع لا يُمْكِن أن تظهر في وسائل إعلام مرموقة بل وتسويقها على إنهم أبطال !!
بعد هذا كُلّه مِن حق الجميع إستخدام وسائل الإعلام الحديث ولكن تبقى الأدوات والمعرفة والخِبرة الميدانية هي الفيصل كالدِراسة الأكاديمية للإعلام ومُمارسة المهنة في وسائل الإعلام كالتلفزيون والإذاعة والصحافة .