23 ديسمبر، 2024 6:17 م

هشاشة الدولة و لا أبالية الحكومة  

هشاشة الدولة و لا أبالية الحكومة  

لايمكن لاي متابع للشأن العراقي الا ان يصرخ باعلى صوته وهو يشخص حالة مؤلمة جدا وهي وصولنا الى  مرحلة عدم الاكتراث لكل شيء ونسير كالمخدرين بأتجاه لا نعلم نهايته معتمدين على ما ستحمله لنا الاقدار.
ربما نكون معذورين في ذلك فحجم المصيبة والكوارث المتعاقبة والمتوالية بلا انقطاع جعلت منا أجسادا مسيرة بدون وعي وبدون فكر وهو ما يفسر على انه عدم اكتراث، هذا ما يتعلق بعامة الشعب لكن هل يعذر من تحمل الأمانة والمسؤولية ان يكون حاله حال البقية فلماذا اذا تحمل المسؤولية ، الا ينبغي لمن تحملها ان يكون ذي مواصفات خاصة تعينه على تحمل الصعاب في بلد مبتلى كبلدنا.
اذا كانت الحكومة  قد ابتليت بمثل ما ابتلينا فعليها ان تعترف بان فيها تقصير وخلل، اما انها قادرة على اصلاحه وتجاوزه واما ان تخلي مكانها لمن يستطيع إصلاحه وتغيره لا ان تظهر لنا من ينعق بدلها بأحاديث وتبريرات تزيد السوء سؤا من قبيل ان رئيس الحكومة ليس مذيعا يذيع نشرة الإخبار ، اذن ماهي وظيفة الحكومة ان كانت لا تمر على احداث تجري على اراضيها ويدفع سكانها دمائهم واموالهم ثمنا لها فهلا تستحق مثل تلك الإحداث ان تتحول الحكومة الى مذيع يشخص ويحلل ويعطي الحلول والوعود بدلا من استعراض فارغ للعضلات من اجل الفوز بدورة مقبلة للانتخابات بالحديث عن انجازات  لا يشعر حتى أنصاره بوجودها فكل ما يعرفه الناس عن فترة الحكم هذه هي تهريب عتاة المجرمين بطرق  وسيناريوهات عجزت حتى افلام الهنود على كتابتها خوفا من افتضاحها لبلاهتها وسخفها وايضا عرفت الناس سلسلة انفجارات انتحارية بتوقيت واحد تضرب البلاد من أقصاه الى أقصاه وتكتفي الدولةبأن تهرع  لنقل الجثث واطفاء الحرائق وإصدار بيانات الادانة والاستنكار وتعيين مزيدا من أيتام الإرهاب والنظام السابق في مواقع امنية حساسة وإبعاد المخلصين الوطنين عنها.
الصور التي تنقلها فضائيات معينة ابتليت بأنها تدار بعقليات التصفيق الساخن للدكتاتوريات او انها باعت شرف مهنتها بدراهم معدودة وبثمن بخس تصيب من يعيش على ارض هذا الوطن بالدهشة والإغماء فحديث الانجازات والتطلع للمستقبل الزاهر والأحلام الورديه لا يطابق ما يكابدوه فهم يودعون عوائلهم الوداع الاخير كل صباح خوفا من عدم عودتهم اليهم في المساء بعد ان أصبحت سلسلة التفجيرات من الأمور التي لا تؤثر بالحكومة لتمر عليها ولو مرورا كريما من باب المجاملة حتى ، فضلا عن انعدام ابسط الخدمات التي تتعلق بحياتهم اليومية بينما تخرج افواه من لم يكتوون بنار الارهاب ولا يعانوا من نقص الخدمات من حواشي السلاطين والمنتفعين والانتهازيين ليتفننو بقلب الحقائق وتزيفها وينكرون على من  ينتقد عدم وجود حقيقة في كلام تلك الحكومة.
الاجهزة الامنية التي تعطي ارواحها وجهدها وتخاطر بمصيرها وتصرف اموال ووقت كبيرين لكي تمسك بأحد الارهابيين والذي يعترف بارتكابه وبفخر واعتزاز لمئات الجرائم يخرج بطريقة مضحكة مبكية وبمسرحية صارت تتكرر دون ان تستطيع  الحكومة ان تضع لها حلا خصوصا وانها تكون قد وفرت له العيش الكريم في زنزانته من فراش وثير وطعام مميز وخدمة اتصالات وانترنت على اعلى المستويات حتى لا ينقطع من تواصله الجهادي مع من لا زالوا في الخارج وايضا يعطيهم الوقت المناسب لتهريبه بتلك الطريقة مع اقتصار دور المعنين بالتفرج وتسجيل الاعجاب بتلك الطرق ربما.
ومع كل هذه الامور يأتي من يأتي ليكلمنا بضرورة عدم التغير وضرورة الحفاظ على العملية السياسية ويحدثنا عن مخاطر ونتائج وخيمة لهذا التغيير ونحن فينا الكثير من الذين لا يعرفون الا النظر الى قشور الامور ويخدعون في كل مرة بتلك الوعود والعهود ليعيدوا لنا صناعة السوء بطريقة جديدة ولتبدأ معاناة جديدة لاربع سنوات من الوعود الفارغة والازمات وصور الجثث المتناثرة وقوة الارهاب وضعف ولا ابالية الحكومة .