19 ديسمبر، 2024 5:47 ص

ألسيد كمال ألحيدري والسلفية ألشيعية ..الشيخ الكوراني أنموذجاً

ألسيد كمال ألحيدري والسلفية ألشيعية ..الشيخ الكوراني أنموذجاً

في مقال سابق تناولت موضوع السيد كمال الحيدري وتطرقت الى موضوع السلفية الشيعية وردت الفعل التي جاءت على طروحات السيد كمال الحيدري والتي تخص بعض العقائد والموروث الشيعي في مدرسة أهل البيت. وكذلكالأحاديث الموضوعهمن إسرائيليات جاء لنا من الموروث السني.ورغم أن القضية لا تعدو أن تكون عباره عن نقاش علمي في مسأله من المسائل. ألا أن الموقف أنقلب على السيد الحيدري بعد إطلاقه لمشروعه الإصلاحي وتصديه للمرجعيه بجداره.وسوف يتضح أن القضيه مفتعله ولم يكن التطرق الى هذه القضايا بسبب الهجوم على المذهب والمرجعيه. والمريب في أمر هؤلاء أن بعض الحمقى يطالبون بمناقشتها سراً وكأننا فرقة باطنيه أو اننا نخاف أن يفتضح أمرنا.وبالرغم من أن هذه النقود ليس بالأمر الغريب ولا الجديدعلىحوزة النجف العلمية ألا أننا قد شاهدنا أن الأمر تحول الى معركة بين مدرسة السيد كمال الحيدري وبين شخصيات محسوبة على مراجع النجف وبعض المنفعين من أصحاب الچنابر الريزخونيه.
ولكن الغريب أنه في الفترة الأخيرة وبسبب عدم الإنضباط في الطرح  وتدفق الأموال وسيطرة الكثير من الجهال على القنوات الإعلاميةومصارف الخمس والتي يسميها السيد كمال الحيدري بالثالوث المشؤم. وهذا الثالوث يستطيع تحريك وإسقاط كل من يحاول أن يطرح نفسه  مرجعاً للمرجعية في النجف الأشرف. فالأموال موضوعه تحت تصرف هذه المافيات التي ليس لها عهداً ولا ذمماً. وهذا واضح في مأساه الشهيدين الصدرين وكذلك السيد فضل الله رضوان الله عليهم ولعل هذا الأمر لا يقتصر على هؤلاء المتأخرين فمحنه العلامة الأميني والشيخ كاشف الغطاء لا تقل حزناً عن هؤلاء الثلاثة. ومن يريد الأطلاع فعليه مراجعه كتاب (جولة في دهاليز مظلمة) وكذلك كتاب (محنه الهروب من الواقع) للخطيب الحسيني المعروف السيد حسن الكشميري.
وما يؤكد أن السلفيه هي لا تختص بالمذهب السني هو أن الطرف الأخر أصبح لا يؤمن بالحوار بل الغريب أن يهدد علماء ومشايخ من المنطقة الشرقيه لأيقاف برنامج مطارحات في العقيدة وهذه ظاهره غريبة في الفكر الشيعي ولا يجب السكوت عنها.فقد نشرت الوكالة الشيعيه للأنباء خبر يقول عنوانه (يهدم مااسس له.. علماء المنطقة الشرقية يرفضون هجوم الحيدري على اصول المذهب والمرجعية والحوزة) وجاء في نهاية الخبر (ندعو جناب السيد علي الخامنئي وهو المسؤول الشرعي والقانوني الأول في نظام الجمهورية الإسلامية، لإنهاء ما يجري في هذه القناة ووقف مهزلة الحيدريوقد أعذر من أنذر). وهذا المنطق لا يختلف عن منطق أبن تيميه  وهو منطق قطع الرؤوس.. ولكن ربما سبب هذا الإرتباك يعود الى التأثير الذي أخذته مرجعيه السيد الحيدري وألمعيه هذا الرجل خصوصاً انه صاحب مشروع فكري وتوجيهي في ظل الكثير من الإشكالات التي تطرح على تصرفات حواشي بعض المراجع والتصرف الغير سليم في الأموال خصوصاً بعد وفاه السيد الخؤي(قده) وانتقال أموال المؤسسه الدينيه الى حسابات أولاده. وهذه ألصحوه ربما تسبب أفلاس الكثير من المنتفعين من آكلين الحقوق الشرعيه بغير حق. فمن يضمن إذا ذهب السيد السيستاني (حفظه الله) لا سامح الله الى ربه أن يولد لنا جيل كأولاد السيد الخؤي(قده) الذين أتخذوا مال الله دولاً؟ ماهي الأجراءات التي تتخذها المؤسسة الدينيه في حال حدوث أمر كهذا؟ فقد ضاعت وصيه السيد المرحوم الخؤي ولم يتمكن أحد بالكلام عن هذه الأموال التي تحولت الى جيوب أولاده وأحفاده. 

إستغلال المال من قبل بعض الحواشي  والمحسوبين على المرجع في إذكاء الصراعات الصرعات الداخلية كما حدث عندما طبع كتاب(الحوزة تدين الأنحراف) بعد أن أعلن السيد فضل الله تصديه للمرجعيه وكان الكتاب موجه بالضد من مرجعيه السيد فضل الله رحمه الله وقد طبع من الكتاب أكثر من 3 ملايين نسخة ولا أدري من دفع أموال هذه الكتب هل هي من الأخماس أم قام بها متبرع للفتنه.أم أنه نفس الجهه التي تدفع لقناة صفا وقناة فدك.

يقولون أن ما يتطرق له السيد كمال الحيدري هي خط أحمد  ولا يمكن أن نسمح بالمساس بها مع العلم أن الكلام في أحاديث ورويات لا يترتب عليه شيء. فمن ينكر مسأله كسر ضلع الزهراء لا يترتب عليه شيء فهي قضيه تاريخيه فمنشاءفليؤمنومنشاءفليكفر. ويحق لأحد أن يسأل هل أن عقيدة  الشيعه في براءة نساء الأنبياء من الزنا هي من الثوابت والواجب الدفاع عنها؟لماذا لا نجد الى من يتصدى لمن يتهم زوجات النبي بالزناكما يفعل مع السيد كمال الحيدري ؟ نعم من المعروف أن عقيده الشيعه بعائشه أنها ظالمه لحق الأمام علي عليه السلام ولرسول الله لخروجها على الأمام علي عليه السلام في البصرة وهذا مما لا شك فيه. ولكن أجماع علماء الشيعه إلا من شذ أنها منزهه من الفاحشة هي وباقي نساء الأنبياء على نبينا واله وعليهم السلام.
لماذا لا تعتبر قضية إتهام السيد عائشه وزوجات الرسول بالزنا هي من القضايا التي يجب ألدفاع عنها إذا كانت من العقائد الثابته لدى الشيعه؟ما قيمه قصص يدعي البعض أنه شاهد الأمام المهدي(ع) مع الطعن بعرض الرسول؟ لذلك يتضح أن الهجوم على السيد كمال الحيدري ليس سببه إنكار هذه الروايات الضعيفه ولكن القضيه متعلقه بتصديه للمرجعيه.  وهو الأمر الذي يفسر دفاع الشيخ علي الكوراني عن ياسر الحبيب وعما يقوم به فالمال هو المحرك ولأن الأخير لم يكن متصدياً للمرجعيه. ولو أن ياسر الحبيب أدعى الأجتهادوتكلم عن المرجعيه لكان له ما كان للسيد الحيدري من قذف وشتم من أصحاب الچنابر ومرتزقه الشعائر.مشكلة السيد الحيدري أستخدم نفس طريقة السيد محمد صادق الصدر وهي فتح أكثر من جبهه فكان له أكثر من عدو.
 قبل أيام طالب بعض نواب القائمه الكردية عارف طيفور وكذلك نفس الأمر الذي كرره النائب عزة الشابندر وهو مطالبا  المؤسسات الدينية بالكشف عن مواردهم وذممهم المالية أمام الشعب العراقي وتقديمها الى هيئة النزاهة. طبعا لم تكن ردت الفعل بالنسبه لما قاله طيفور مثلما حدث للشاهبندر لأن ألاخير من الطائفه وهذه تعتبر جريمة وخروج عن المسكوت عنه. ولا أدري ما الذي يمنع هذه المؤسسات بالكشف عن مواردها والأموال التي في حوزتهاإذا كانت تتمتع بنزاهه وعفه.فكرة النزاهه والتأسيس لمؤسسه ماليه تدير الأخماس في الحوزة ليس بالجديد بل أن الفكره أنطلقت من الحوزة نفسها.لقد طالب السيد محمد باقر الصدر رضوانه الله عليه قبل أكثر من ثلاثة عقودبمشروع الحوزة المؤسسة وهو أن تشرف لجان من الحوزة على الأموال وتقوم بتوزيعها بصورة عادلة وبدون محسوبيات. ولو تحقق هذا المشروع لكنا اليوم في حل من هذا المأسي أبسطها أن يتحول أول أيام العيد الى مأساة وفوضى. أما الثراء لدى البعض فحدث ولا حرج.فطرح مثل هذه الفكرة كانت واحده من الأسباب التي قضت على الشهيد السيد الصدر رضوان الله عليه وجعلته يحاصر ويستشهد وتمتنع المؤسسة عن الدفاع عنه.
الشخصية الثانيه في چنابر ألهجوم على ألسيد الحيدري بعدالصغير هو الشيخ علي الكوراني العاملي. وهذا الرجل موقفه محير ومريب. فمنذ أن حط رحاله في العراق بالعقد الثاني من عمره. كان يتقلب بالمواقف ويبدل الأدوار من التنظيمات الحزبية  الى وكالة المراجع ومن الولاية المطلقة (ولايه الفقيه) الى الولاية الخاصه. فما أن يقفز في أحضان أحد المراجع ينقلب على المرجع السابق ويبدأ بشتمه. بدأ أمره مع الشهيد الصدر الأول وكان أحد تلامذته ومع أنه لبناني الجنسية ولكنه أنظم الى حزب الدعوة وأصبح من الدعاة أوائل السبعينات. وبعد الخلاف مع الشهيد الصدر إنسحب من حزب الدعوة وأخذ يهاجم الشهيد السيد الصدر ووصفه بالعميل لأمريكا وهذا ما ذكره النعماني في كتابه الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار. مسلسل تهجم الكوراني على السيد الصدر لم ينتهي. قبل بضع سنين نشر الكوراني كتابه (الحق المبين في معرفة المعصومين) يتكلم فيه الكوراني عن النبي واله صلوات الله وسلامه عليهم وعن الفكر الاسلاميوالاتجاهات الأسلاميه  وقد نشر السيد صلاح عبدالرزاق محافظ بغداد السابق نشر مقال مطول في الرد على الشيخ الكوراني وعن كتابه الذي يتهجم فيه على السيد الصدر في موقعه الشخصي قبل عام. وهذا  يعني أن الكوراني لم ينتهي بعد من حملته ضد الشهيد الصدر الأول. وقد ذكر الشيخ الكوراني أحد هذه الاتجاهات وسماه بالإتجاه الإلتقاطي.”الشيعي الالتقاطي الذي يعرّفه بأنه (الاتجاه المتأثر بأفكار السنيين وأحياناً بأفكار الغربيين)، وأن هذا الاتجاه يتمثل بمنهج الشهيد الصدر . لم يفسر الشيخ الكوراني معنى الالتقاطي رغم أن كتابه مكتوب بالعربية، لكنه من شدة تمسكه بهذا المصطلح وكثرة استخدامه له في نعت خصومه ، اعتقد أنه لا حاجة لتوضيح المصطلح. إن كلمة ( إلتقاطي ) لفظة عربية الجذر مأخوذة من كلمة (إلتقط ، يلتقط -الواردة في القرآن الكريم ) أي “عثر عليه” وأخذه. وهو مصطلح غير مستخدم في الأدبيات العربية لكن الإيرانيين يستخدمونه بمعنى آخر قريب من المعنى الأصلي. إذ يستخدمه الاسلاميون الإيرانيون المحافظون لوصف المتأثرين بالثقافة الغربية أو غير الاسلامية، فيقولون (هو إلتقاطي) أي لديه أفكار مأخوذة من الغرب” أنتهى كلام صلاح عبدالرزاق.ثم أن السيد الصدر وصفه بالمنحرف(اي الكوراني)وضروره طرده وتحييد خطه من حزب الدعوة. أنتقل الى الكويت وأصبح أمام مسجد. بعد إعدام الشهداء الخمسه في قبضة الهدى ألشهيد عارف البصري ورفاقه هاجم السيد الخؤي متهمهبالعماله لحزب البعث. كان وكيلاً للسيد الخؤي ولكن لأمر خاص في الحقوق وأرساله الأموال  الى الشهيد السيد الصدر بدون أذن السيد الخؤي  أمر السيد الخؤي بألغاء وكالته. ثم أندفع الى ركوب الموجه مع المهاجمين لمرجعيه  أيه الله السيد محمد الشيرازي(قده). وبعد فتره إنخرط  مع منتظري في إيران فعمل في مكتب الأخير وكتب كتاب (قدوة الفقهاء) الذي يمجّد فيه بالشيخ المنتظري ويصفه بصفات تشبه المعصوم. ثم أصدر كتابه (نظرية حزب الله) الذي ينتقد فيه نظرية الحزب الاسلامي. وما أن انتهى دور منتظري وسحبت كل صلاحياته تحول الى حوزة الشيخ  الوحيد الخراساني حيث قام بتأليف كتاب (الحق المبين) وأعتماد أراء الشيخ الخرساني. ثم توجه نحو الكليبكانيثم إلتحق من جديد بركب السيد السيستاني. أول ما حدثت قضية السيد محمد حسين فضل الله كان أول المتهجمين على السيد فضل الله حسداً. وأخيراً وليس مستغرباً هو الهجوم على السيد كمال الحيدري. وهذا الترنح بالمواقف وعدم الثبات على جهه يسقط دعواه ولايبرر هجومه على السيد كمال الحيدري ويكشف أنتهازيه هذا الرجل الذي تنطقه الأخماس وتسكته المناصب.مواقفه لا تقل خطوره من أفكاره فمن يراجع كتب الشيخ علي الكوراني يجد العجب العجاب فمن أفكاره التي كانت تتعارض مع الأمامه الى أفكار الغلو في منتظري والوحيد الخرساني.
 فلا يشكك أحداً أن في جعبه أصحاب الچنابرالمتنقله خيراً الذين حاربواالحركات التصحيحيه أمثال حركة السيد الشهيد الصدرالأول والثاني والسيد فضل الله والحيدري. وسوف نقف مع شخصيه أخرى ممن يهاجم السيد الحيدري بدافع المحسوبيه والخمس.

 

• جولة في دهاليز مظلمة السيد حسن الكشميري ص 29
• لقاء مع سماحة الشيخ محمد رضا النعماني حول الاتهامات التي أطلقها الشيخ علي الكوراني ضد المرجع الديني الكبير الشهيد السيد محمد باقر الصدر(قدس) الدكتور صلاح عبدالرزاق الموقع الشخصي

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات