تعاقب على أستلام حقيبة وزارة النقل في جمهورية العراق منذ عام 2003 عددا من الوزراء لشغل هذا المنصب الحيوي والمهم الذي يخدم شريحة كبيرة من المواطنين العراقيين في مجال الخطوط الجوية والسكك الحديدية والملاحة البحرية والنقل العام وغيرها … ومنهم السادة هادي العامري وباقر جبر صولاغ وعامرعبد الجبار وكاظم فنجان الحمامي وعبد الله لعيبي باهض وأخيرا تسنم هذا المنصب الكابتن ناصر حسين الشبلي في حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ، وقد تم طرح موضوعا مهما يخص الجالية العراقية في السويد على جميع هؤلاء الوزراء وعلى فترات متعاقبة ، ولكن ما من مجيب ، واليوم كلنا أمل في شخص الوزير الجديد الأستاذ الكابتن ناصر حسين الشبلي لأيجاد حلا سريعا لمطالب الجالية العراقية في السويد والتي ستحقق الفائدة للجميع في حال تنفيذها .
تتلخص المشكلة بأن مدينة غوتنبيرغ السويدية وهي ثاني أكبر المدن السويدية بعد العاصمة ستوكهولم تحتضن أكثر من ( 50 ) الف مهاجرا عراقيا وصلوا اليها خلال السنوات الماضية ، وتعتبر الجالية العراقية من الجاليات الاكثر تواجدا في هذه المدينة التي تسمى ( لندن الصغرى ) لجمالها ، وتقع وسط مملكة السويد لأحتوائها المساحات الخضراء والغابات والقوارب والممرات المائية الخلابة ، فضلا عن احتوائها على المتاحف التأريخية والثقافية والفنية ، فيما تعتبر من المدن المهمة التي تجذب السياح اليها ضمن الدول الأسكندنافية من خلال مدن الألعاب الكبيرة والألاف من البحيرات ، ولهذا نجد الجاليات العراقية والعربية ( تتكالب ) للعيش في هذه المدينة الجميلة والساحرة ، والتي تجدها مزدحة بالناس من جميع الجنسيات .
العراقيون المتواجدون في مدينة غوتنبيرغ يعانون من مشكلة سفرهم وتنقلهم الجوي الى العراق رغم وجود مطارا كبيرا تنطلق منه العديد من الرحلات الجوية اليومية والمنتظمة الى كافة دول العالم القريبة والبعيدة من السويد بأستثناءمدن ومحافظات العراق فقط ، وتجد لدى العوائل العراقية هموم كبيرة و ( غصة ) في نفوسهم بغياب النقل المباشر الى بلدهم العزيز العراق ، لاسيما وان الخطوط الجوية العراقية تتمتع بأسطولا جويا حديثا بعد وصول العدد الكبير من الطائرات الحديثة الى بغداد ، ليشكل هذا الاسطول نقلة نوعية وطفرة كبيرة ونجاح منقطع النظير لعمل الشركة ، فضلا عن السمعة الحسنة للناقل الوطني العراقي الذي يكون في مصاف شركات الخطوط الجوية الاخرى ، بل ويضاهي هذه الشركات في مجال تقديم الخدمات المتميزة للمواطن العراقي والعربي والأجنبي .
ان الجالية العراقية في مدينة غوتنبيرغ السويدية تعاني جدا من هذه المشكلة ، وان اغلب المسافرين مجبرين السفرعلى الخطوط الجوية الآخرى ومنها التركية والنمساوية والفرنسية والقطرية والدنماركية او الهولندية وغيرها مما يتسبب لهم التعب والمشقة والأرهاق ، فضلا عن أرتفاع أسعار التذاكر على هذه الخطوط ، فيما يكون هناك ( ترانزيت ) للتوقف في أحدى الدول كون هذه الخطوط الجوية لا تمتلك مسارا مباشرا مع العراق ، وفي حالة تخصيص طائرة لنقل المسافرين بشكل مباشر من مطار مدينة غوتنبيرغ الى كل من مطارات بغداد والنجف والبصرة واربيل ستكون جميع العوائل في سعادة كبيرة ، كون الطيران سيكون مع الناقل الوطني العراقي الوحيد ومع شركة الخطوط الجوية العراقية التي تتمتع بالسمعة الحسنة ودقة المواعيد وأعتدال أسعار تذاكرها أضافة الى أنها لم تسجل أي حادث يذكر منذ تأسيسها ولحد الأن … نقترح هنا على المسؤولين في الخطوط الجوية العراقية ووزارة النقل ان تكون رحلة واحدة في الاسبوع لغرض التجربة والمثل يقول ( التجربة أكبر برهان ) ونحن واثقون بأنه سيتم زيادتها لتكون رحلتان او أكثر خلال الاسبوع الواحد لكثرة حجم المسافرين المتواجدين في مدينة غوتنبيرغ السويدية ، وان الخطوط الجوية العراقية وبعد أنطلاق الرحلات الجوية ستقدم خدمة كبيرة للعراقيين في هذا المجال والتخفيف عن كاهلهم ومعاناتهم التي أمتدت لسنوات طويلة دون أستجابة من قبل المعنيين في هذا الشأن ، وأملنا كبير في حسم هذا الموضوع لآنقاذ الألاف من المواطنين والعوائل العراقية من محنتهم .
أن العوائل العراقية في مدينة غوتنبيرغ السويدية تختار السفر على متن شركة الخطوط الجوية العراقية لمحبتها واعتزازها وعشقها لكل ما هو عراقي في بلد الغربة ، كما انهم يساهمون بشكل كبير في الدعم المادي والمعنوي للناقل العراقي من اجل الاستمرار في النجاح والارتقاء بالطائرات العراقية الى اعلى مستوياتها وتألقها بين طائرات العالم ، وان الخطوط الجوية العراقية تمتلك حاليا ( 34 ) طائرة حديثة وسيتم افتتاح خطوط جوية جديدة مع مختلف بلدان العالم ، لاسيما وان الحظر الجوي الذي تعرضه المنظمة الاوروبية لسلامة النقل الجوي والمنظمة الامريكية المتخصصة بهذا الميدان بصدد مراجعتها لقرار رفع الحظر الجوي ، حيث اكد السيد الوزير ناصر الشبلي في تصريح خاص له قبل ايام ( على اكمال متطلبات رفع الحظر عن الخطوط الجوية العراقية الممنوعة من دخول الاجواء الاوروبية بسبب وضعها في القائمة السوداء لعدم استيفائها المعايير الخاصة بالمنظمة الدولية للطيران المدني ) .. وبهذا نجد ان العراق قد نجح من خلال الناقل الوطني من تحقيق الفائدة للمواطنين العراقيين الذين يختارون الطائر الذي يحمل اللون ( الاخضر ) والذي يرمز الى الحب والسلام والطمأنينة وهم يحلقون في الاجواء العراقية والسويدية وجميع الدول الاوروبية والعربية .
ان شركة الخطوط الجوية العراقية قادرة على تحقيق هذا المطلب الذي يعد مطلبا جماهيريا لحل مشكلة الألاف من العوائل والشباب العراقيين الذين يتوسمون خيرا بالسادة المسؤولين في وزارة النقل العراقية ، وان هذا الموضوع ليس بالشيء الصعب بل من الامور البسيطة والسهلة جدا ، كما له مردودا ماليا كبيرا لصالح شركة الخطوط الجوية العراقية ، وان العوائل العراقية حاليا تتجه الى العاصمة الدنماركية ( كوبنهاكن ) لغرض السفر الى العراق من هناك بعد معاناة الطريق ومنها النقل بواسطة الباصات او القطارات والتي تستغرق اكثر من اربع ساعات لحين الوصول الى المطار ، وبهذا يشعر المواطن العراقي بالتعب والارهاق اضافة الى المصاريف الاضافية التي ينفقها خلال تنقله بالباصات او القطارات ، ولهذا سيكون املنا كبير في تحقيق الفائدة للجميع من قبل وزارة النقل التي نتأمل منها ايجاد حلا سريعا وانقاذ العوائل العراقية من هذه المشكلة العصيبة التي ارهقت العراقيين ، وان الجالية العراقية في السويد يزيدها فخرا حينما تجد الطائرات العراقية تهبط في مطارات اوروبية وتحمل العلم العراقي ويكون قائد الطائرة ومساعده والطاقم الاداري والفني من العراقيين ، فضلا الى وجود المضيفات العراقيات( الجميلات ) ، وهنا نوجه الدعوة مجددا الى الاستاذ الكابتن ناصر حسين الشبلي وزير النقل وايضا السيد مدير عام شركة الخطوط الجوية العراقية وكل من يهمه هذا الامر بتخصيص هذه الطائرة التي أصبحت حلم العراقيين في السويد .