ظهرت في السنوات الأخيرة ظاهرة قيام المسؤولين في الوزارات بإجراء لقاءات مع شخصيات محلية أو أجنبية أومسؤولين أجانب لهم وزن سياسي أو شهرة مهنية وثقافية. تظهر في هذه اللقاؤات الابتسامات العريضة والضحكات الباهتة، ولا نعرف ما المقصود من هذه اللقاءات التي لاتغني من جوعٍ أو من…!
يعمل مدير إعلام المسؤول ( ولا نقول الوزارة) بترويج أخبار هذه اللقاءات، التي لا تبحث في شيء محدد وإنما كل اللقاء عبارة عن كلام عشوائي يتم فيها الترويج لعبقرية المسؤول وفطنته وكيف توصل الى موضوع اللقاء، بدون أي سياسة عمل أو جدول زمني واضحين للأعمال لغرض متابعتها. البارز في هذه اللقاءات الضحك والابتسام وبيان طويل وعريض عن النية في العمل المستقبلي…. تنتهي المقابلات ويعتقد المسؤول، متوهماً، بأنه قد أنجز ملفاً في وزارته ويعدُّ العمل الذي دار النقاش حوله منجزاً. هنا يقوم مدير إعلامه بتسجيل اللقاء منجزاً من إنجازات المسؤول ولا يتوانى عن القول بأنه يحصل لأول مرة في تأريخ عمل الوزارة والسابقون كانوا غافلين عنه! ولكن هل من نتيجة لمثل هذه اللقاءات؟ كلا!!
هذه التصرفات التي نعدها جازمين بغير المهنية ماهي إلاّ إيهام للجمهور بأن المسؤول يعمل ويعمل ويكدُّ في عمله. وهكذا تمر الأيام ولا يتحقق شيء على أرض الواقع وتبقى هذه اللقاءات الفارغة حبيسة الأدراج ضمن الماكنة الاعلامية للمسؤول للمباهات بها لاحقاً. أدعو إلى حصر لقاءات المسؤولين كافة مع أية شخصية كانت. وفي نهاية السنة يتم التحقق من أيّ إنجاز حصل لموضوع اللقاء، بعد الإفصاح عن طبيعة اللقاء وبعد الدعاية الإعلامية التي قام بها مدير إعلام المسؤول. ولا نقول مدير إعلام الدائرة أو الوزارة! إذْ لاهم له إلاّ إرضاء المسؤول الأعلى وتجميل تصرفاته، وإيجاد الاعذار له في حالة الاخفاق في العمل الوزاري، وما أكثره.
إذاً ننتظر اللقاء…وموضوع اللقاء…والمتحقق على أرض الواقع…ومن هم المستفيدون.