23 نوفمبر، 2024 6:04 ص
Search
Close this search box.

اساليب خبيثة تنتهجها وزارة الكهرباء لمواجهة أزمة الطاقة

اساليب خبيثة تنتهجها وزارة الكهرباء لمواجهة أزمة الطاقة

جميع وزارات الدولة العراقية عبارة عن يافطات على مبان ليس إلا ، هكذا ينظر المواطن العادي المنتمِ إلى الأغلبية الصامتة المغلوب على أمرها ، لكن أكثرها إثارة للحنق والتبرم بل الكراهية والإستصغار ومثار للنكات اللاذعة هي وزارة الكهرباء ، التي وعدتنا كثيرا بتحسين توزيع الطاقة ، والمواطن يعلم أن كل تلك الوعود ما هي إلا ورقة توت تسقط عن أول هبة هواء ساخنة فتكشف عن عورتها المألوفة جدا لدى المواطنين ! ، حالها حال جميع المرافق الخدمية الأخرى التي تكشف عن عورتها عند ابسط محك ! ، وزارة لم تنقصها التخصيصات المالية الفلكية التي تكفي لتحديث الشبكات ، وإنتاج ما يكفي لتغذية نصف الشرق الأوسط بالطاقة ، لكن المواطن لم يلمس اي تحسن منذ عام 2003 ،بل أن هذا العام أسوأ الأعوام ! .

صلب الموضوع هو الأساليب الخبيثة والمتخلفة والخاطئة التي تنتهجها هذه الوزارة لمواجهة الأزمة ، أي معالجة الخطأ بخطأ أفدح منه بكثير ، ولكوني مهندس كهرباء ، أعرف هذه الأساليب التي لم تنتهجها الدول الأكثر تخلفا في العالم ، منها أنهم كانوا بقطعون التيار عند زيادة الحمل بعد وصوله لمدة دقيقتين فقط ، ويستمرالإنقطاع لربع ساعة ، ثم يواصلوا تجهيزه لدقيقتين أخريين ، وهكذا حتى تنتهي فترة التجهيز البالغة ساعتان ! ، دون أن يشتغل مكيف هواء واحد يمدنا بنسيم هواء ، أو دون أن تواصل الثلاجة عملها ، لأن أجهزة الحماية لها تحتاج إلى 3 إلى 5 دقائق لتعمل ، وبعد الإحتجاجات لجأوا إلى حيلة أحقر من سبقتها ، فقد قام العاملون في المحطات الفرعية (Sub Stations) ، بتقليل الفولتية بحيث أن أجهزة الحماية لا تعمل إطلاقا بعد أن تعطي ضوء التحذير الأحمر الكريه (فولتية قليلة Under Voltage) ، وبهذا يقومون بإخراج المكيفات والثلاجات من العمل بإعتبارها المستهلك الأكبر للطاقة ، فلا تعمل إلا المراوح السقفية والمبرات بنصف سرعتها ، فتزداد الرطوبة الخانقة ويزداد الجو ضيقا ، فنضطر أحيانا إلى إطفاء المبردات ، ولا يقف الأمر إلى هذا الحال ، فأحيانا لاتنهض المبردة بسبب نقص الفولتية ، ويتحول محركها الكهربائي إلى حالة نسميها (حالة السكون Stand Still) مع استهلاكه للتيار الذي يتحول إلى حرارة بدلا من الطاقة الميكانيكية ، فيصحو المواطن المسكين سابحا في عرقة ويكلله دخان إحتراق المحرك ! ، والمواطن لا يميّز بين دخان المحرك المحترق ، أم دخان الأزبال المحترقة في الحي الذي عادة ما تسحبه المبردة .

مسألة أخرى هي أجهزة التكييف الغالية الثمن ، والتي تتحول هي الأخرى إلى التوقف بسبب هبوط الفولتية (المبرمج) ! ، والتي لا يسعفها جهاز الحماية بعد فوات الأوان ، فيحترق الضاغط (Compressor) ، أو في أحسن الأحوال ستشتغل آلية (الحمل العالي Over Load) ، والتي عادة لا تعمل إلا بضع مرات ثم يحترق الضاغط ! ، وسيحتاج إلى فترة لاتقل عن ساعتين لإعادة عمله مرة أخرى بعد تبريد الضاغط وهي فترة إعادة التوصيل (Reset) .

عند وصول التيار الكهربائي (اللاوطني) ، أجد محولة تنفجر هنا ، وسلك يسقط مشتعلا هناك ، وأسلاك (الفيزات Phases) المقطوعة لا يتم تصليحها إلا بعد التوسل ودفع الأتاوات ، وعند سقوط أحد هذه الفيزات ، يضطر المواطن ، وبكثير من المخاطرة إلى التحول إلى فيز آخر ، ويعمل جاره نفس العمل وما هي إلا أيام حتى يسقط الفيز الثاني وهكذا ، وفي منزلي هنالك فيز عاطل منذ ما يقرب السنتين ! ، أما إحتراق المحولات ، فيستغرق تصليحها اسابيعا أو أشهرا ، ولا يتم إعاداتها إلا بعد دفع أتاوات مجزية ، ترى الترقيع في الأسلاك وأساليب الربط المتخلفة ، والبُعد الشديد عن اي معايير .

تمر هذه الأيام ودرجة الحرارة تزيد عن 51 درجة سيليزية ، فمنطقتنا هي الأشد حرا في العالم ، نتحسّر على هبة نسيم بارد ، وتحولت منازلنا إلى أقفاص تشتعل فيها النيران ، نسأل الله أن يحترق بها من كان السبب في إيصالنا إلى هذه الحالة ، كل فاسد وسارق وكذّاب ومتخلف ، ولو كنا دولة محترمة ، لقامت الوزارة بتعويض المواطنين بسبب العذاب وتدمير نفسيته ، وعن هدر المال الهائل الذي يخرج من جيوب الفقراء ، من أجهزة محترقة ، وإضطراره ليضع نفسه تحت رحمة المولدات الأهلية التي لا تعترف بتسعيرة الأمبير الذي أعلنت عنه الدولة لأنها غير محترمة ولا تمتلك الحدود الدنيا من الهيبة وقوة فرض القانون ، وحجة اصحاب المولدات جاهزة ، أن مولداتهم غير حكومية ، عذر أقبح من ذنب

أحدث المقالات

أحدث المقالات