17 نوفمبر، 2024 8:31 م
Search
Close this search box.

الحكمة.. وليد المخاضات الصعبة

الحكمة.. وليد المخاضات الصعبة

من أراد أن يتابع نتائج كل مشروع عليه أن يبداء به من اللحظه الأولى لانبثاقه، أي بالمعنى الاعم معرفة القاعدة التي بني عليها ، مع ملاحظة الأسباب التي انبثق من اجلها؟
نرى في العراق مجموعة من التيارات التي ظهرت بعد عام ٢٠٠٣ ، منها من كان له صوت عالي في المطالبة بحقوق الانسان كأنسان ، ورفض الظلم والطغيان والدكتاتورية التي تتسلط على الشعوب بقوة الحديد، وهو ذاك المجلس الأعلى الإسلامي، ومنها لم نسمع لها صوت إلا في هذه السنوات العجاف! جاءت من أجل مصالحها الشخصية وكيفية الارتقاء للوصول إلى دكت السلطة.
ورب سائل يسأل وهو محق، فأين كانت هذه التيارات والمؤسسات في زمن كان الكلام حتى بالاشارة ممنوع! بل التحدث باسم السلطة ممنوع! فيما كنا نرى صوت العراق الثائر السيد محمد باقر الحكيم قدس، في إيران بعد خروجه من العراق بسبب الملاحقات التي طالته وعائلته وكل أنجال المرجع محسن الحكيم ، حيث استشهد أكثر من ٦٠ شخص من ابنائه وأحفاده مما اضطره للخروج إلى إيران، وتأسيسه لكيانه السياسي في المنفى في إيران بتاريخ 17 تشرين الثاني 1982 .
اهتم أيضا بإنشاء المؤسسات ذات الطابع الخيري، فأسس “مؤسسة الشهيد الصدر” والمؤسسات الصحية، ثم المركز الوثائقي لحقوق الإنسان في العراق ومنظمات حقوق الإنسان في العراق المنتشرة في ارجاء العالم.
على الصعيد الإنساني أيضاً شجع انصاره على تأسيس لجان الإغاثة الإنسانية للشيعه المتضررين من نظام الحكم، والتي قدمت خدمات جليلة للعوائل المستضعفة وعوائل القتلى والمعتقلين.
عاد إلى العراق في 10/5/2003 وقد حظيَ لدى عودته باستقبال حاشد في البصرة التي كانت مدخله إلى العراق، ومن ثم في المدن والبلدات التي مر بها في طريقه إلى النجف الاشرف واستقر في مدينة النجف الاشرف في 12/5/2003 وبعد وصوله بأسابيع قليلة أقام صلاة الجمعة في مرقد الإمام علي بن أبي طالب ورغم كثرة مشاغله فقد واظب على إمامته لها.
كان يدعو لمقاومة سلمية وسياسية للاحتلال لأنه كان يرى أن الشعب منهك من ظلم صدام ولذا يجب استخدام طرق أخرى وإن لم تأت بنتيجة سيكون هناك كلام آخر.
بعد إستشهاده ورحيل أخيه السيد عبد العزيز، ومع تغيير الظروف السياسية والاقليمية والدولية، وظهور أجيال جديدة لم تعش فترة حكم البعث وطاغيتهم صدام أستكملت المسيرة الجهادية ليكون تأسيس تيار الحكمة الوطني كتيار وطني عراقي يريد بناء دولة عصرية عادلة على أساس الهوية الوطنية والاسلامية، وتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية.. وشعبنا أمة عراقية تمتاز بالتنوع والتعدد، وهي تفتخر بحضارتها الإنسانية العريقة، وإننا ننطلق من مصلحة العراق وشعبه .
يعتقد ان المنهج الإسلامي هو الحوار، “ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة”، هذا هو الخطاب القرآني.. والفاصل بين النجاح والفشل خطوة واحدة، فإما ان تكون جريئاً لتتقدم أو متأرجح الفكر فتتراجع، فاتخذ السيد عمارالحكيم بيد القادة الشباب لاتخاذ الخطوة الصعبة، لينبثق بتيار حديث الفكر، مرتكز على التأريخ الجهادي للمجلس الأعلى الذي قاده عمه شهيد المحراب، ووالده السيد المرحوم عبد العزيز الحكيم، مع تقديره لجهاد الثلة المجاهدة.
التطور الفكري الوطني، لم يأتي عن طريق الصدفة، فقد مر بمخاض عسير ولكن بصمت الرجولة الثائرة وصبر الحكماء المعروف فتمت ولادة تيار يحمل الأمل، فالعراق لا يحتمل التأخر، والمواطن ينتظر من يحمل معاناة القطيعة ليبدلها بتواصل القيادة بالقاعدة.
فكانت فكرة الحكيم أن يأخذ
بيد الشباب العراقي الواعي الذي صارع المحن عبر أجيال تحملت ما تحملت من الظلم والاضطهاد، حاملا لكثير من المشاريع الوطنية، الجامعة لكل المكونات، لم تجد الطائفية والتعصب، طريقاً للتغلغل إلى مكوناته، فهل سينجح في مشروعه الجديد؟
الأمر متروك للمواطن، فهو من يقرر ويتخذ الخطوة للأمام، لتحقيق النتائج التي يراها هي من تخرج البلد إلى شاطئ الامان، أو يبقى متأرجحا ليعيش قابعاً في المحاصصة والفشل السياسي.

أحدث المقالات