18 ديسمبر، 2024 11:09 م

ارتفع صراخ الحاج محسن (المسؤول في احد احزاب الحكومة) في احد صباحات تموز, وتجمع حوله زبانيته وهم يحملون قطع السلاح المختلفة, حيث اكتشف صباحا سرقة صندوق المجوهرات الذي كان يحتفظ به في بيته, فصاح: “كل اهل الدربونة متهمون! الى ان اكتشف لص المجوهرات”, وقام افراد حمايته بجمع الرجال والنساء عند باب الحاج, بهدف التوصل الى اللص الخطير الذي تجرأ وسرقة من بيت الحاج.

قام سلمان الواشر (هكذا يسميه اهل الدربونة) بإحضار كلبه المدٌرب بشكل محترف على اكتشاف اللصوص.

فقام سلمان الواشر بالاقتراب من اذن الكلب وقال بصوت مسموع : “عو عو بس” كأنها شفرة بين سلمان الواشر والكلب, فانطلق الكلب يتشمم ملابس اهل الدربونة, فاقترب من عجوز بدشداشة رثة وعضها واطلع عوائه.

فسقط العجوز على الارض وانهار, وهو خائف ومتفاجئ من قدرات هذا الكلب العجيب,؟ ثم قال للجمع: ” نعم نعم انا اللص, لقد سرقت بالأمس كيلو خيار وقطعن خبز من سوقنا, الجوع كافر, ولم يكتشفني احد, الا هذا الكلب اللعين, لكن لم اسرق المجوهرات.

تركوا العجوز وهم حزانى على حاله, ثم امسك سلمان الواشر بكلبه وتركوا العجوز وشأنه.

تكررت العملية من قبل سلمان الواشر فقال للكلب: “عو عو بس”, فانطلق الكلب مرة اخرى حتى وصل للأستاذ جواد! فعضه من يده لتصبح مسبحة الاستاذ بين اسنان الكلب, حيث كان الاستاذ كثير التسبيح, وسحبه الكلب بعنف حتى اسقطه ارضا.

فصاح الاستاذ جواد: انا اللص نعم انا اللص, لقد زورت شهادتي فانا لست خريجا, وتعينت في مجلس المحافظة بدعم من عصابة نهب البلد, حيث اساهم في التغطية على سرقاتهم مقابل المال, لكني لم سرق صندوق المجوهرات”.

فتجمع اهل الدربونة حوله وضربوه, وبصقوا عليه, وشتموه, حتى انقطع حبل مسبحته وتفرقت حباتها بعيدا.

الجمهور الحاضر ازدادت اعداده, وهي ترى العجب من هذا الكلب, ومن انكشاف حقيقة بعض الناس.

كرر سلمان الواشر ما يفعله مع الكلب بغية كشف لص المجوهرات, فانطلق الكلب يشم اهل الدربونة ليقف عند الشيخ ابو هيثم ويعلو نباحه ويجره من جلابيب دشداشته, كان الكلب ذو شكل مخيف واقترابه من وجه الشيخ مما جعل الشيخ ينهار هلعا ويصيح: ” انا اللص, قبل اسبوع جمعت من اهل الدربونة اموال بقصد اصلاح الكهرباء, اعطيت نصفها لعمال الكهرباء ونصفها في جيبي, وهكذا افعل في كل مرة, وما سيارتي وبيتي الا من تلك الاموال التي اجمعها في كل حدث يفجع فيه اهل الدربونة, لكني لم اسرق المجوهرات”!

اصاب الذهول اهل الدربونة حيث كانوا يقدسون الشيخ ابو هيثم, فاذا به مجرد جبان تافه, خوفه من الكلب جعله يكشف حقيقته القذرة, رموه بأكياس النفايات, وصاح طفل انه الشيخ زبالة من اليوم, ضحك الناس واتفق الكل على التسمية الجديدة لمن كان ينهب اموالهم.

بعدها اتجه الكلب وحده من دون ان يهمس في اذنه سلمان الواشر, ليقف امام الحاج محسن, ويعلوا نباحه ويسعى للانقضاض على الحاج محسن, فصاح الحاج محسن: “نعم انا اللص, ان صندوق المجوهرات ارث ابناء اخي الايتام, وانا سرقته”.

تفرق اهل الدربونة خوفا من الكلب ومن زبانية الحاج محسن, ثم اتجه الكلب نحو سلمان الواشر وهو يعربد ويزمجر كانه يريد ان ينقض على صاحبه, فقال سلمان الواشر: “نعم انا اسرقك فيعطوني تخصيص لشراء الطعام لك ايها الكلب اللعين, فاشتري بنصفه طعام لك, ونصفه الاخر في جيبي”.

وصلت تفاصيل الخبر للكبار, فجاء اتصال من جهات عليا للحاج محسن بضرورة قتل الكلب فورا, فانقضت عليه زبانيته بمختلف الاسلحة, كي يموت الكلب ولا يكشف امر اللصوص الكبار.