19 ديسمبر، 2024 7:13 ص

شلونك سيدنا سقطة في بروتوكولات الاستقبال

شلونك سيدنا سقطة في بروتوكولات الاستقبال

تعتبر بروتوكولات الزيارات الدبلوماسية من أهم إهتمامات الحكومات حيث ان اتباعها والالتزام بها يعد مؤشراً لرقي الحكومة وحنكتها وقوتها احياناً وبذلك ينعكس ايجابياً على رقي الشعب الذي تمثله ومن الطبيعي جداً انك حينما تشاهد اللياقة والرقي في التزام الملك عبد الله بن الحسين مثلاً يقفز الى ذهنك انه يمثل شعباً راقياً وكذلك حال الرؤساء بوتن وميركل وجاستن واردوغان وغيرهم .
رئيس الحكومة لا يمثل نفسه بل يمثل شعبه والغرض من زياراته للدول هو تحقيق المصالح لشعبه ولعلنا نذكر الحادثة التأريخية للبطل سعد زغلول حينما رفض الأنحناء امام ملكة بريطانيا عندما كانت امبراطورية لا تغيب عنها الشمس وقال قولته المأثورة ( انني لو انحنيت لشد الملايين من شعبي معطفي من الخلف ) .
سقط رئيس وزرائنا الكاظمي في خرقه للبروتوكول وسقط ايضاً في لغة الجسد فكان دخوله الى المرشد الأعلى خامنائي دخولاً مذلاً وخائفاً ووضع يديه بوضع التقاطع امام الصدر وهي تحية الفرس لكسرى وتحية المغول الى هولاكو كان اول هفواته التي اكتملت بعبارة ( شلونك سيدنا ) ومن ثم ( انا اتشرف ) وهما عبارتان تمثلان اعلى درجات الخضوع فهو ليس بسيدنا فانت تمثل العراق وليس شخصك ولا طائفتك والتي هي ايضاً لا تؤمن بإنه سيدهم . تلك العبارة نسمعها حينما يقابل المواطنون الأردنيون الملك فيقولون ( كيفك سيدنا ) وهي عبارة التحية بين الرعية والراعي . ثم يتوجه الى مكان جلوسه فيلتفت الى نائب المرشد ويحيه ايضاً بتحية الخضوع وانحناء الرأس .
كانت كلمات المرشد كما ترجمها لي احد الأخوة الأيرانيين هي ليست كلمات ترحيب وحفاوة دبلوماسية وحديث نديه مع رئيس بل كانت أوامر وإملاءات وتوجيهات منها مثلاً ( يجب ان تنفذ إرادة الشعب ومجلس النواب بطرد القوات الأمريكية من ارض العراق ) ، وكذلك مسائلته عن مقتل سليماني وقال له هو ضيفك وقتل في دارك وان قاتله هو من اعترف بقتله فكيف ترتضي ذلك وكذلك قال له سترد ايران على مقتل سليماني باستهداف القواعد الأمريكيه في العراق .
خامنائي لم يرى في الكاظمي رئيساً لوزراء العراق بل رأى فيه جندياً من جند الولاية ليس له الا السمع والطاعه .
هذه الزيارة بكل تأكيد ستخضع لعشرات التحليلات والقراءات من قبل الخبراء في الولايات المتحده الأمريكية وفي المملكة العربية السعودية ولذلك جعلوها أولى جولات زياراتك وسنرى كيف ستكون نتائجها وقد تفضي الى عدم استقبالكم في البيت الأبيض ولا في الرياض بعد ان بالغتم بميوعتكم امام الجارة ايران وفشلتم في توجيه بوصلة الزيارة نحو تحقيق مصالح شعب العراق الذي انت رئيس وزراءه .

أحدث المقالات

أحدث المقالات