17 نوفمبر، 2024 4:31 م
Search
Close this search box.

نبذة عن الكلمات الكوردية الشائعة في لهجة العرب في العراق؟

نبذة عن الكلمات الكوردية الشائعة في لهجة العرب في العراق؟

إن كتب التاريخ المعتبرة والمعتمدة تؤكد وجود الشعب الكوردي في بلاد الرافدين التي هي امتداد طبيعي لأرض كوردستان، بأنهم – الكورد- ذكروا على أديمها قبل أن يأتي الآخرون إليها كغازين، أو مع الاحتلال، أو نازحين بآلاف السنين. لقد ذكرهم أشقائهم السومريون 4500-1900 ق.م. في ألواحهم الطينية باسم كوردا. وهكذا ذكر الكورد مع نمرود ونبي إبراهيم 2324-1850 ق.م. وذكروا أيضاً باسم ماداي وهي إحدى قبائله التي ذكرت في كتاب التوراة إبان حكم الملك الآشوري شلمنصر الثالث 835 ق.م. وذكر اسم هؤلاء الكورد في عهود الأنبياء الذين جاءوا بعد النبي موسى، كالنبي عيسى، والنبي محمد. وأحد هؤلاء الكورد كان صحابياً مع النبي محمد واسمه كابان (جابان) الكوردي، وابنه ميمون ابن كابان وهو من التابعين، روى الأحاديث النبوية عن أبيه عن النبي محمد. وذكر الكورد باسمهم الصريح في كتابات الكثير من المؤرخين العرب والمسلمين في صدر الإسلام، كالبلاذري ، والمسعودي، وياقوت الحموي، والبغوي، والطبري وابن كثير، وابن أثير، وابن حوقل، والدينوري، والكاشغري، وآخرون كثر من فطاحل المؤرخين والآثاريين العرب، والفرس، والأتراك، والأوروبيين وغيرهم.
عزيزي القارئ الكريم، لقد كتبنا هذه المقدمة المختصرة جداً لكي نبين لك قدم وعراقة الشعب الكوردي في بلاد الرافدين (عراق) التي قلنا جيولوجيا هي امتداد لأرض كوردستان التي أصبحت مهد البشرية الثانية بعد الطوفان. للعلم، قبل فترة وتحديداً في 25 07 2019 كتبت مقالاً بعنوان: إلى المفكر العربي الكبير الأستاذ (حسن العلوي) مع التحية. وكان البيت القصيد في المقال كلام الأستاذ العلوي الذي قاله بغضب وعصبية في وجه محاوره… في قناة سامراء: “نحن -العرب- جئنا قبل 1450 سنة، صار لنا 1450 سنة – في العراق- بينما الكورد موجودين هنا منذ 6000 سنة” أي: 4500 سنة قبل مجيء العرب إليه؟. وشهد شاهد من أهلها.
فعند مجيء العرب إلى العراق من الصحراء التي تفتقد لكل مفردات الحياة، كانت لغتهم فقيرة مثل أرضهم التي لا توجد فيها لا نهر ولا شجر ولا حيوانات، ولا بيئة صالحة للحياة، فلذا اختار غالبيتهم الخروج منها تحت أية ذريعة كانت إلى البلدان المحيطة بهم ومنها العراق الذي استولوا على غالبية أرض البلاد التي يجري فيها نهرى دجلة والفرات، واقتبسوا رويداً رويدا الكثير من المفردات الكوردية التي افتقرت إليها لغتهم الدارجة، وهذا ليس عيباً، فعندما لا توجد مادة معينة في وطنك كيف تجد لها اسماً؟ على سبيل المثال وليس الحصر، شجرة الجوز التي تنبت في مناطق باردة وجبلية مثل كوردستان افتقرت إليها جزيرة العرب، فعندما وصلت إليهم أو عند مجيئهم إلى العراق وكوردستان ولمسوها وسمعوا أن الكورد يسموها ” گوێز= Gwyz” بما أن اللغة العربية تفتقد لحرف الـ”گ = G” كالعادة قلبوه جيماً، وحذفوا يائه وقالوا: جوز. وهكذا اسم “بوسان” الكوردية، ربما مخفف من “بوستان” الذي حرفه العرب إلى بستان. إن اسم “بوسان” الكوردية بهذه الصيغة الكلهورية، الفيلية مكون من كلمتين “بو” تعني العطر، لأن الـ”بوسان” تزرع فيها أنواعاً مختلفة من الفواكه والنباتات فلذا تطلق عطوراً فواحة، وكلمة “سان” أو “ستان” تعني مكان، موطن، أرض الخ، مثل كوردسان، أو شارسان. وهكذا جولسان العربية هي گلسان الكوردية أي: محل الورد. فـ”گوڵ” بالكوردية تقال للورد. وسان شرحناها أعلاه. للعم، باللهجة السورانية “بوسان” تسمى “بێستان” وهي -السورانية- لهجة حديثة قياساً باللهجة الكلهرية، الفيلية التي عمرها آلاف السنين. لنذهب الآن إلى اسم آخر إلا وهو اسم “دولاب” هو الآخر مكون من كلمتين “دو” بمعنى اثنين، و”لا” بمعنى جانب، أي: ذات جانبان، ذات بابان. وحرف الباء لاحقة. لزيادة معلومة، أن الكورد يكتبون الـ”دو” بواوين “دوو” لكن العرب حذفوا إحدى الواوين، وذلك بسبب عدم التقاء ساكنين، أو بسبب التلفظ، أو شيء آخر. ثم كثيراً ما نسمع من أفواه العرب في العراق اسم “خانه” بمفرده، أو كلاحقة، كـ: چایخانە (مقهى). “جامخانه” جدار زجاجي، في واجهة المحلات يعرضون فيها أشياءً للبيع. حقيقة غير متأكد من اسم “جام” هل هو كوردي أم لا، لكن الكلمة الأخرى وهي “خانه” كوردية، حتى أن البيت باللغة الكوردية يسمى “خانوو”. وهكذا “كَرخانه” (کەرخانە) التي تستعملها العرب في كلامهم، إنهما كلمتان كورديتان مكونة من “کەر” حالة الفاعل المفرد للفعل؟ يقول الكورد للذي يعمل:”ئییش کەر” للمستجدي “سواڵ کەر” للخباز “نان کەر” الخ، فكلمة “كَر” تعني إنك تؤدي عمل ما. وكلمة “خانه” كما بينا أعلاه، مكان، بيت الخ، وكلمة كَرخانه تعني بيت الدعارة. لكي لا يساء الفهم، الكورد لا يسمون بيت الدعارة كَرخانه، فقط أن الكلمتين المقتبستين عربياً صيغت منهما الاسم هما فقط كورديتين؟. للعلم، أن الكورد يسمون بيت الدعارة “جندەخانە”. وهناك اسم الـ”كارخانه” عند الكورد ويعني المعمل، المصنع. وهناك أيضاً كلمة “نجارخانه” المتداولة عند العرب في العراق والتي تعني معمل النجارة، أن صدر الكلمة “نجار” عربية وعجزها “خانه” كوردية. و”خَستخانه- خەستەخانە” أي: مستشفى. إن “خَسته- خەستە” بمعنى مريض، عليل. وكلمة “خانه” كما شرحاناها تعني مكان، بيت الخ. وهذا يعني أن اسم “خَستَخانه” يعني مكان المرضى، بيت المرضى. إن كلمة “خانه” لوحدها تستعملها العرب في العراق بمعنى قسم أو تقسيم مكان ما في موضع ما إلى خانات، أي: أقسام. و”خان” أيضاً كان قديماً مكان لمبيت المسافر، كـ”خان النص” على طريق كربلاء. وخان ضاري الذي تحول إلى بلدة قرب مدينة بغداد. و”خانچول” الذي يقع قرب بغداد هو الآخر أصبح بلدة قرب بغداد واستعرب الاسم إلى خان بني سعد؟. وكلمة “كردان” أو “گردان” التي تعني القلادة هي الأخرى متداولة عند العرب في العراق ومنتشرة بين عرب بغداد، هي الأخرى كلمة كوردية، لأن الرقبة التي تطوق بالقلادة تسمى عند الكورد “گەردن- گەردان”. هناك من العرب من يحمل إلى اليوم اسم ” سَگبان- صَگبان” الصيغة الصحيح وغير المحرفة للاسم تكتب بالسين وليس الصاد؟ إن تاريخ التسمية بهذا الاسم للذكور يعود إلى الأيام القديمة يسبق مجيء العرب إلى وادي الرافدين، إلى أيام حكم الرومان الذين امتلكوا أعداداً كثيرة من كلاب الصيد وهذه الكلاب وظفوا لها شخصاً ما يرعاها ويدربها على الصيد فلذا أصبح اسم على مسمى “سَگ” باللغة الكوردية كلب، و”بان” أو “وان” يعني حارس الكلاب. بنفس صيغة “سَگبان- صَگبان” إلى اليوم الكورد يقولون لحارس البستان باخَوان- باخەوان، وحارس الأشياء الأخرى “پاسَوان- پاسەوان” الخ. واسم “شواڵ- شەواڵ” المحرف عند العرب إلى سروال. إن حرف الشين مختصر لـ”شۆڕ” بمعنى طويل ،متهدل، هاطل الخ. و”واڵ” بمعنى مفتوح، فضفاض، واسع، تماماً كما هو الزي الكوردي إلى يومنا هذا. و كلمة “تَنَك” و “تَنَكه” المتداولة في العراق، تعني صفيحة، وعاء من الصفيح يحفظ فيه ماء، بنزين، ونحوهما. ويقال للسمكري في العراق تَنَكچي؟. و”تَنك – تەنک” باللغة الكوردية تعني خفيف، رقيق، قليل السمك؟. وكلمة “چَفچیر” هي “كَفگير- کەفگیر” لقد قلبت حرفي الكاف إلى حرف “چ” وهي كلمة كوردية امتزاجية مكونة من “كَف” أي: الرغوة التي تظهر على سطح القدر. و”گیر” حرف موصول بآخر الكلمة تعني الفاعل. مثل “دەس گێڕ” تعني: بياع متجول. “پييلان گێڕ” متآمر، مدبر المكائد، دساس، راسم الخطط الخ. شۆڕش گێڕ” ثوري، ثائر الخ. وهو اسم على مسمى لأنها أداة لكشط الرغوة عند غليان الطبخ في القدر. لكن هنا يستوجب الأمر وقفة قصيرة، يا ترى لماذا العرب غيرت حرف الكاف في اسم “كفگير” وهو حرف عربي و موجود في الأبجدية العربية إلى حرف الـ”چ” الكوردية ويقولوا چَفچیر؟؟!! هذا ما سنشرحه في نهاية المقال. لقد شرحنا سابقاً البون الذي بين اللغتين الكوردية والعربية ولا أريد أن أغوص فيها مجدداً فقط أشير له، أن الكوردية لغة امتزاجية، التصاقية، والعربية بعكس الكوردية لغة اشتقاقية، أي: الكوردية تبتكر من عدة كلمات كلمة واحدة. بينما العربية تبتكر من جذر الكلمة الواحدة كلمات أخرى. ومن الكلمات المقتبسة من الكوردية إلى اللهجة العربية في العراق، كلمة “سەرمایە – سَرمايه” هي الأخرى تتكون من كلمتين، “سَر” بمعنى رأس. و”مايه” بمعنى مال، ثروة، مبلغ، وجمعهما معناً؟ تعني رأس المال؟. وهكذا اسم “سَركال” لقد قلنا أن “سَر” يعني رأس، واسم “كال” هو تحريف لـ”كار” الكوردية أي: العمل. و اسم “سركال” يعني رئيس العمل، مشرف على العمل في الحقل، أو في المزرعة،أو في البستان الخ. ومن المقتبسات كلمة “ياردلي” التي قيل حتى في الأغنية الموصلية “ياردلي سمرة قتلتيني” غناها عدداً من مطربات ومطربون كـ” عفيفة اسكندر، وسعدون جابر، وكاظم الساهر، وآخرون” فـ”يار” بالكوردية حبيب، عشيق، خل، محب. و”دڵ” هو القلب. وكلمة “ياردلي” تعني: حبيب قلبي؟. ومن الكلمات التي استعارتها العرب كلمة “بخور” وهي مبتكرة من كلمتين “ب” مختصر لـ “بۆ” أي: رائحة، عطر. و”خور” الترجمة الحرفية لها أي: تأكل، تبتلع،والكلمة تعني إنها تعطي رائحة طيبة، زكية عند إحراقه، وتقضي على الروائح الكريهة. وذكرت المصادر العربية والفارسية كثيراً “بخور الأكراد”. لقد ذكرها العلامة الفارسي (علي أكبر دهخدا) في دائرة معارفه الإيرانية المسمى (لغت نامە دهخدا) طبع جامعة طهران ج 3 ص 4426 . وفي حقل الألوان تقول العرب للون البني الذي يميل إلى لون التراب “خاكي” أي: بلون التربة. والتربة باللغة الكوردية اسمها “خاك” وياء حرف النسب إليها يصبح خاكي؟. من الكلمات الأخرى المستعملة عند العرب في العراق كلمة “چنگال” أداة من الحديد معقوف لها رأس حاد يستخدمها العتال (حمال) لسحب الحمل، أو مسكه كي لا يسقط من على ظهره. وأيضاً يقال لشوكة الأكل. وهكذا الكورد يقولون لقبضة اليد بأصابعها الخمسة “چنگ” والكلمة مأخوذة من صورة الكف “چنگ”. ومن الكلمات الأخرى التي استعارتها العرب كلمة “شكردان” المكون من “شكر” (سكر) وكلمة “دان” تعني: مكان، والاسم كاملاً “شەكەردان- شَكَردان” يعني الأداة التي تحفظ فيها الشكر. و”قَندان” الصفيحة الصغيرة التي تحفظ فيها مكعبات السكر. لمن لم يزر شرقي كوردستان،أن غالبية سكر إيران زراعة وإنتاجاً مصدره شركات الشكر(سكر) في مدن شرقي كوردستان في كرمانشاه، إسلام آباد، هَفت تَپە الخ. دعني عزيزي القارئ أن أشرح لك اسم الـ”شكر” نفسه، أعتقد ولا أجزم، أن حرف الشين في اسم شكر مختصر لكلمة شرين،أي: حلو، و”كَر- کەر” أي: حالة الفاعل، ومزجهما معاً تصبح الكلمة شكر، أي: شرينکەر – شرين كَر. أي تحلي الأشياء التي توضع فيها هذه المادة البيضاء. كما أسلفت لا أجزم مجرد تحليل وتفسير للاسم؟. من الكلمات المقتبسة، كلمة “سَنگر- سەنگەر” كالعادة غيرت العرب سينها إلى صاد وتقول صَنگر. جاء الاسم أيضاً في إحدى أشهر قصائد الشعر الشعبي للشاعر (مظفر النواب) إلا وهي قصيدة (عشاير سعود) يقول فيها: سعد يسعود يا مصنگر على الحومه… . أي: متموضع على الحومه، واقف خلف متراس. والحومة أشد موضع في القتال. ومعنى “سَنگر” أن حرف السين مختصر لكلمة “سان” التي تعني صخر، و”گر- گەر” مرتفع دائري، موضع خلف الصخر، و”مصنگر” يعني متموضع خلف الصخر. دعونا الآن نذهب من الوقوف عمودياً خلف الـ”صنگر” إلى الاستلقاء أفقياً على الـ “چرپایە” وهي الأخرى مكونة من اسم “چر” مختصر لـ”چوار” أي: أربعة. و”پا” تعني: رِّجل. و”يه” لاحقة، و كلمة “چرپایە” تعني أداة للنوم ذات أربعة أرجل. وهكذا كلمة “چەرچوبە- چَرچوبە” التي تقال إنها فارسية، لكن هي كوردية فارسية مشتركة اقتبسها العرب في العراق، وأيضاً “چەر- چَر” تحريف لعدد “چوار” أي: أربعة. و”چوب”ه ‌تعني الخشب. وتتداول العرب بكثرة في بغداد كلمة “داده” إنها كلمة كوردية تقال للأم، والأخت الكبيرة احتراماً وتبجلا، وهي على وزن “نەنە” الجدة، “مامه” العم، و”بابه” الأب، و”كاكه” الأخ الأكبر. هناك أغنية مشهورة من التراث البغدادي بهذا الاسم “داده حسن” غنتها المطربة (أنوار عبد الوهاب). من المواقع التي لا زالت تحمل اسماً كوردياً في وسط مدينة بغداد سوق “شورجه” بفرعيها التجاري التي تقع بين شارعي الرشيد والجمهورية والسوق قريبة من نهر دجلة. وشورجه علاوي لبيع الفواكه وتقع بين شارعي الكفاح والجمهورية. إلا أن الذي يهمنا منها اسمها “شورجه” المكون من كلمتين “شور” بمعنى: سبخة ذات نَزّ وملح. عزيزي القارئ الكريم، أنا كنت في هذا السوق التجاري منذ عام 1966 إلى عام 1980 وكان لي محل فيها، ورأيت بأم عيني كيف أن الماء تخرج من تحت العمارات وآثار الأملاح تشاهد من الداخل على جدرانها. والكلمة الثانية في الاسم هي “جه” المخففة لـ”جاه” والتي تعني: مكان. وتوجد امتداد لهذا الاسم في المدن الكوردستانية الأخرى مثل حي شرجه في مدينة كركوك الكوردية. وقرية شورجه التابعة لمدينة (مراغه) التي تقع قرب بحيرة أرومية في شرقي كوردستان. وعن اسم مراغه يقول (أحمد كسروي) في كتابه (آذرى يا زبان باستانى آذربايجان): بلا شك أن اسم مراغه هو مراوا أو ماراوا وهذا يعني أن الاسم أطلق على المكان كموطن للماد، الميديين. للعلم، أن في اللغة الكوردية يقال للمعمورة “ئاوا- آوا” والكلمة تعني “مادئاوا” معمورة الميديين. ومن الأسماء الشائعة في بغداد اسم “تَنور” وهو تحريف لاسم “تەندوور- تەنوور” الكوردية حيث أن الـ”تەن- تَن” تعني جسم، بدن، أداة. و”دوور” ترخيم لـ”دەوور” التي تعني: دائري. أي: الأداة، أو ذات الشكل الدائري. وهذا الاسم ينطبق على التنور شكلاً ومضمونا. وكلمة “دايه” مربية أطفال هي الأخرى كوردية، لأن صيغة النداء للأم باللغة الكوردية هي “دايه”. هناك كلمة مستعملة كثيراً في الأسواق إلا وهي “دەستە- دَسته” التي تعني حزمة، كمية ونحوها. وهي كلمة كوردية خالصة لأن اليد في الكوردية تسمى “دەست- دَست” وهاء لاحقة، ودسته تعني قبضة من الشيء، حزمة من الشيء الخ. لزيادة معلومة، أن كلمة دَست ابتكرها الكورد من عدد الأصابع الذي في اليدين وهي عشرة وتسمى “ده” و”سته” لاحقة. ومن الكلمات الكوردية الأخرى التي تستعمل وتسمع يومياً في أسواق وشوارع وبيوت بغداد كلمة “كڵاو- كلاو” أي: طاقية، غطاء الرأس. وکڵاوچی، أي: حيال، مخادع. وكلاوات، تعني: خداع، مخادعات. إن “كلاو” قلنا غطاء الرأس، و”چي” لاحقة، مثل چەرخەچي، أي: حارس ليلي. تنكچی، أي: سمكري. چایچي،أي: نادل المقهى. على ذكر كلمة “چایچي” هماك كلمة أخرى يستعمل في “الچایخانات” المقاهي، وهي “چاي سەنگین” الترجمة الحرفية لها: شاي ثقيل. أي: قليل الماء. إن كلمة چاي ليست كوردية، لكن سَنگين كوردية. فكلمة “چای سنگین” صيغة كوردية؟. ما دمنا في ذكر المشروبات دافئة هناك كلمة كوردية أخرى مستعملة في العراق وهي :قەنداغ- قَنداغ. عبارة عن ماء دافئ توضع فيه سكر. وهي عبارة عن “قند” بمعنى سكر بالكوردية، أو مكعبات السكر، و”داغ” و “داخ” بمعنى دافئ، حار بالكوردي. ومن الكلمات المشتركة بين الكورد والفرس التي اقتبسها العرب كلمة “مەیخانە- مَيخانه” حانة الخمر، خمارة، بار. إن كلمة “مەی- مَي” تعني بالكوردية نبيذ،خمر، صهباء، مشروب. و”خانه” لقد شرحناها في سياق المقال أعلاه. هناك كلمة كوردية أخرى، إلا وهي “سێبەندی- سيبندي” أي: المكر والحيلة. وكلمة “سێ – سي” تعني ثلاثة والعرب ينطقون كلمة الـ”سێ” في هذه الكلمة كما هي في اللغة الكوردية تماماً، بينما الفارسية تقول “سه” و”بند” تحريف لـ”بەن- بَن” أي: الخيط، الحبل. والكلمة تعني المحتال الذي يلعب على الحبال؟. وهناك كلمة “سێ وەرەق- سيوَرَق” وهي لعبة من لعب القمار بثلاثة أوراق، الـ”سێ” تعني:ثلاثة. والـ”ورق” لا أعتقد بكورديتها. وهكذا كلمة “سێپایە- سيپايه” إن “سێ” شرحناها قبل قليل، و”پایە” الرجل لأن الـ”پا” بالكوردية رجل، و”يه” لاحقة. وتعني الأداة التي بثلاثة أرجل، ركيزة ثلاثية القوائم توضع عليها القدر. وكذلك تقال للرافعة اليدوية بثلاث قوائم التي تسمى في بغداد بكرة وسێپایە. وكلمة “ديوان” أصلها “ديو” الكوردية و”ان” لاحقة. إن الغرفة في اللغة الكوردية تسمى “ديو” والجانب، جهة يسمى “دييو”. والجدار، الحائط يسمى “ديوار” والمضيف أو غرفة الاستقبال يسمى “دييوەخان – ديوان”. و المكتب، محل إدارة العمل كما تقول المعاجم الكوردية يسمى: دييوان الخ.
عزيزي المتابع، لقد دخلت الكلمات الكوردية حتى في الشعر والأمثلة العربية، ومنها: حسن كَچل کَچل حسن. إن هذا المثل يضرب حين لا يجد الشخص فرقاً يذكر في الشيء الذي يقوله. يقابله المثل الدارج: بدلنا عليوي بعلاوي. والمثل الآخر الشبيه به: نبيع تمر نشتري خورما. والخورما باللغة الكوردية هي أيضاً تمر. يضرب للعمل الذي ليس فيه فائدة. وفي الشعر، هناك أعداداً من شعراء العرب القدامى والمحدثين وضعوا كلمات كوردية وفارسية كثيرة في أشعارهم لكن لكي لا نرهق القارئ كثيراً نذكر شيئاً لأعشى 570-629م يقول فيه: وطنابير حسان صوتها… والصنج يبكي شجوه أن يوضعا. إن طنابير جمع طنبور وهي آلة موسيقية كوردية، واسمها في اللغة الكوردية “تەموور”ە مكون من “تە” التي تحولت في العربية إلى “طَن” وهي مختصر لـ”تەن” الكوردية التي تعني أداة، آلة، صفيحة، جسد الخ. و”موور” تعني: النعي، مناجاة دينية. إن آلة الـ”تمووره” المحرفة إلى طنبور هي آلة دينية مقدسة عند الديانة الكوردية اليارسانية (كاكائية). ويستعملون كلمة “صنج” التي وردت في شعر الأعشى أصلها “چنگ” و “چەنگ” تكتب وتلفظ بالطريقتين في اللغة الكوردية، لكن بما أن العربية تفتقد لحرفي الـ” چ” و”گ” كالعادة قلبوا حرف الـ”چ” صاداً والـ”گ” جيماً وقالوا: صنج. عبارة عن صفيحة مدورة من النحاس يضرب بها على الأخرى، وأيضاً آلة موسيقية ذات أوتار. إن الاسم في الكوردية كما قلنا هو “چنگ”. وفي اللغة الكوردية يقال للأصابع الخمسة “چنگ”. لقد قدمنا هذا العدد القليل من الكلمات الكوردية في اللهجة العراقية واللغة العربية كنماذج وإلا هناك أعداداً كثيرة من المفردات الكوردية التي تزخر بها اللغة العربية ولهجاتها.
عزيزي القارئ الكريم، هناك أيضاً كلمات عربية، لكن العرب في العراق يلفظوها بصيغ كوردية ويزينوها أيضاً بأحرف كوردية بعد أن يرفعوا منها الأحرف العربية التي تفتقد إلى رخامة ونغمة موسيقية. مثلاً كلمة منطقة يلفظونها منطگة؟ وهي مقبرة تقع قرب جامع براثا، وهذا الأخير كانت كنيسة حولوها إلى جامع إسلامي؟!. قصيبة وهي الخصلة الملتوية من الشعر يقلبوها إلى گصيبة. كف التي في اليد يغيروها إلى چَف. قمر ينطقوه گمر؟. حكي تصبح حچي. كلمة قتله تصبح چتله؟. مقبرة تصبح مگبرة. سكة ينطقوها أثناء الحديث سچه. سكين تصبح سچين. صقر يصبح صگر. جديلة عبارة عن ضفيرة من الشعر تصبح گذلة؟. كبير ينطقوه چبير. كان يصبح چان.كلب يصبح چلب. قال يقولون گال. قعد يقولون گعد. مثلاً لشخص عديم الغيرة، غير سليم، يستخدمون أداة النفي الكوردية (بێ) ويقولون له بيعار؟ “بێ- بي” كوردية و”عار” عربية الخ الخ الخ. السؤال الذي يطرح نفسه هنا، يا ترى لماذا يجرون عملية تجميل على الكلمة العربية ويزينوها بحرف كوردي؟؟!! إذا هم عرب أقحاح ولهم لغتهم الخاصة بهم إلا وهي العربية فلا يحتاجون إلى أحرف غريبة عن لغته وجنسهم يدخلوها في جسم كلماتهم؟؟ إن هناك كلام ما قد لا يعجبهم إذا نضعه على الورق، وهو، من المرجح أن الغالبية العظمى لهؤلاء أصولهم كوردية واستعربوا بحد السيف العربي لكنهم لم يستطيعوا مغادرة كل شيء مرتبط بلغتهم الكوردية فلذا بقية أشياء منها لم تفارقهم فلذا تجدها في الكلمات الكوردية أو كما أسلفنا تجد الكلمات عربية وفيها حروف كوردية؟؟ أو كما يقول المؤرخون أن هؤلاء الكورد سبقوا العرب في هذه البلاد بآلاف السنين فلذا حين جاءوا إلى هذه الأرض لم يكن أمامهم سوى الاستعارة من اللغة الكوردية لسد النقص الذي في لغتهم العربية. إذا هناك من يقول غير هذا الذي قلناه لا يبخل علينا به ونكون له من الشاكرين. حقيقة أنه حقل خصب وغني للبحث والتقصي وذلك بسبب الكم الهائل من الكلمات الكوردية التي تزخر بها اللهجة العامية العربية في العراق، وإلى حد ما اللغة العربية الفصحى ذاتها استعارت من اللغة الكوردية.

أحدث المقالات