(الجزء الاول)
على الرغم من الدهاء والفطنة التي تتمتع بها السياسة الامريكية بتعاقب رؤساءها برسم السياسات في منطقة الشرق الأوسط،إلا انها ارتكبت خطأ جسيم في بلاد مابين النهرين دون ان تشعر بذلك.
فتخبرنا مذكرات حاكمها المدني للعراق بول بريمر الذي وضعت بعد ازاحة الصنم بذلك، فلو قرأنا مابين سطور مذكرتاه لوجدنا الاجابة الواضحة للسؤال.؟
فقد كان بريمر هو المّجس الاساسي ومصدر ثقة ادارة بوش الابن وعلى ضوء ذلك اوكله شؤون العراق.
خاصة وان الولايات المتحدة الامريكية كانت وقتها منشغلة بملفات اخرى منها مطاردة بن لادن ومخطط الربيع العربي ونشوتها بالانتصار على نظام صدام حسين جعلتها تترك نقطة على نهاية سطر العراق.
ليتجسد الغباء الامريكي بشخص الحاكم المدني للعراق فقد ابلغ ادارته الامريكية بهشاشة الوضع السياسي في العراق وسطحية العقلية السياسية لاغلب قياداته.
لتطمئن قيادة بوش اكثر كونها امسكت بخيوط اللعبة في العراق ارضا وجوا وفكرا لتؤجل وضع اللمسات الاخيرة لوقت اخر او ربما وضعتها بطريقة رديئة.
وهنا كان خطأها الجسيم الذي ارتكبته ككل الامبراطوريات والمستعمرين على مر التاريخ.
اللذي سيندمون عليه لاحقا وسيحاولون اصلاحه مجددا.
وفي خضم هذه الاحداث،دخلت العبقرية الفارسية على خط الاستثمار الفكري طويل الامد لستغل الفرصة في فرض ارادتها وصنع مستقبلها منطلقة من العراق صعودا الى سوريا المهددة ولبنان الهشة.
هنا بدأت تتضح الصورة للادارة الامريكية لكن بعد فوات الاوان، ولكن المخطط الامريكي لابد له ان يستمر بأي ثمن لتعود الحنكة الامريكية تقول كلمتها من جديد ليصبح العراق مسرحا للصراع بأساليب جديدة.
وبما ان الزمان والمكان لايتحملان حربا عسكرية لتأخذ الحرب شكلا اخر فالصراع هذه المرة سيكون فكري دبلماسي او حرب (دافئة).
بعد ان اصبح العراق شيعي الحكم والنفوذ ادركت امريكا خطورة الموقف، لتدخله في صراع طائفي خبيث عام ٢٠٠٦-٢٠٠٧ ولتحقق اكثر من مكسب فنظرتها لشعوب العالم الثالث دونية ولا تأبه بزهق الارواح.
اما عن مكاسبها:الأول استنزاف الشعب ماديا وبشريا والثاني زرع الفتنة الطائفية التي ستستفيد كثيرا منها لاحقا.
لكن مراحل الهدف الامريكي لاتنتهي لهذا الحد على الرغم من استمرار النزيف العراقي لسنين قادمة.
ولكي تستفيد من بذرتها التي زرعتها لتنبت فيما بعد جيش جديد سنطلق عليه جيش تشويه الافكار وايقاض الفتن، والسلاح المستخدم في هذه الحرب العمامة الشيعية.
لينطلق مشروع ياسر الحبيب واخرون ليستمر المشروع في تحقيق اهدافه لسنين ولأن بعض المشاريع والمخططات يمكن اكتشافها على الرغم من تدني المستوى الفكري والعقائدي للسواد الاعظم من شعبنا.
ولكون الجيل القادم سيكون اكثر انفتاح وتعلق بالتكنلوجيا فلابد من تشكيل جيش جديد ولنسميه جيش القلم..
يتبع…
في الاثنين، ١٣ يوليو ٢٠٢٠ ١٢:٤٨ ص Alabbase Aad <[email protected]> كتب:
انا اعرف من قتل الهاشمي.!
الجميع متفقون ان العراق مسرحاً للصراعات الاقليمية والدولية… فمن يخطط لاغراقه في وحل الصراع الدموي.
سيناروهات النزيف العراقي بمختلف اشكالها لاتخلو من ايادٍ خفية وبصمات شيطانية وسنفتش اليوم في هذا النفق الغائر والمظلم عن السبب والمسبب والمتظرر والمستفيد من كل هذه السيناروهات.
وهل انتاجهات هوليودي محترف.؟
ام فارسي منافس.؟ او انتاج محلي متواضع.
وربما عربي متآمر..
كل هذه الفرضيات سنسقطها على عملية اغتيال الخبير الامني هشام الهاشمي ونحكم لغة العقل والمنطق لنصل للحقيقة الواضحة التي لايمكن حجبها بالغربال.
فمن من هذه السيناروهات تنطبق على عملية اغتياله.؟
ولعل الخبير في شئون الجماعات المتطرفة هشام الهاشمي افضل من يجيب على هذا التساؤل..
فعودوا الى ارآه واسمعوها جيدا
ان نزيف الدم العراقي لايمكن اغتزاله بمشهد مأساوي واحد.
فالحرب الطائفية… والقتل على الهوية… والتفجيرات الدموية شهادات معتمدة لدى اصحاب العقول الناضجة والراجحة.
فمسلسل الاغتيالات من اطوار بهجت….الى الهاشمي يحمل ذات الرسالة والهدف.
فتشوا جيدا فستجدون القاتل نفسه لكن الهدف متغير بحسب مقتضيات المصلحة
فمن الممكن ان تكون حالة الفزع والفوضى التي تخلقها هذه العمليات الارهابية يراد منها تغيير الخارطة السياسية اوتمرير صفقات تجارية فاسدة او مصالح اقتصادية ضيقة
وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر مثلا بعيدا جغرافيا متشابه نوعيا
فقد ذهب البعض من اصحاب نظرية المؤامرة لاتهام ال5g بسبب انتشار وباء كورونا ليصدقهم البعض الاخر.
فوسط كل مصائب كورونا يتشكل تحالف غربي من ٣٠ شركة حول العالم لخوض السباق وجميعهم بمواجهة شركتين صينيتين فقط.
وربما لم تكن حرب اقتصادية فحسب فنحن نعلم على طول التاريخ ان من يمتلك معلومات اكثر والممسك بالبك داتا هو الاقوى في العالم.
فلا تستغرب ايها المواطن العراقي ان تكون دمائك ثمننا لاقل من هذا الهدف بكثير.
فأصعق ذاكرتك جيدا ستجد انك دفعت الكثير من اجل ان تمتلئ جيوب الفاسدين دون ان تشعر.
فدور الماكنة الاعلامية المأجورة يقود افكارك ويتحكم بها لاشعورياً ويوجهك كيف مايريد من خلال دس السم في العسل ولانأخذ مثلاً ليس بعيدا
فبعد اغتيال الهاشمي شاهدتم كيف تصدت ماكنات الاعلام الغير موضوعية للحادثة لتحلل .وتستنتج. وتصدر التهم. وكأنها جهة قضائية بشكل غير مباشر ومباشر احيانا وتصنع رآي مترسخا في عقول المتابعين.
كل هذا بمواجهة اعلام حكومي هزيل.
هذا وصناع القرار في بلادنا يغطون في نوم عميق.
فأن كانو يعلمون بما يجري فتلك مصيبة
وخوفنا ان تكون المصيبة اعظمُ