المواجهة التي يخوضها العالم ضد التطرف الديني والارهاب، هي مواجهة هدفها النهائي إنتصار قيم السلام والتعايش السلمي بين الشعوب والقضاء على الافکار الظلامية والاساليب الدموية من أجل تحقيق الاهداف المشبوهة، وولم يعد سرا بأن مرکز وبٶرة التطرف والارهاب هو النظام الايراني الذي أصبح أکبر خطر يهدد السلام والامن والاستقرار في العالم.
هذه المواجهة التي کلفت المنطقة بشکل خاص والعالم عموما، الکثير من الضحايا والمآسي والمصائب، لم تتمکن لحد الان من حسم المسألة لصالح العالم والقضاء على تلك الظاهرة المعادية للإنسانية والتقدم، ذلك إنها مواجهة مع الفروع والاغصان لکنها تتجاهل الجذور والتي هي أساس إستمرار هذا البلاء وبقائه، وإن الدعوة لمقارعة الارهاب والتطرف الديني من بٶرته الاساسية في إيران، هي دعوة عملية ويمکن أن تحقق النتيجة المرجوة منها وهي القضاء على التطرف الديني والارهاب فيما لو تم تفعيله و تطبيقه کما دعت وتدعو المقاومة الايرانية على مر ال41 عاما المنصرمة وبشکل خاص خلال التجمعات السنوية لها من أجل التضامن مع نضال الشعب الايراني من أجل الحرية.
المواجهة ضد التطرف الديني والارهاب في معقله أي في طهران يميط اللثام عن حقيقة هامة وهي إن الشعب الايراني هو الضحية الاکبر والاکثر تضررا من ظاهرتي التطرف الديني والارهاب، ذلك إن النظام الايراني قد قام بإستهدافه قبل الجميع وإن الاوضاع الوخيمة التي يعاني منها حاليا والتي تعدت وتجاوزت کل الحدود بعد أن أصبح أکثر من 60% من الشعب يعيشون تحت خط الفقر الى جانب مايدفعه يوميا من ضريبة من دماء أبنائه، شهادة إثبات على ذلك، وبطبيعة الحال فإن آلية هذه المواجهة تتطلب بالضرورة دعم تطلعات الشعب الايراني من أجل الحرية والاعتراف بالمقاومة الايرانية التي تعتبر ممثلة عن الشعب الايراني ومعبرة عن طموحاته وأمانيه، ذلك إن القضاء على هذا النظام وتغيير الاوضاع السائدة في إيران وبدأ عهد جديد فيه تکون أهم ملامحه الحرية وحقوق الانسان والمرأة والتعايش السلمي وجعل إيران خالية من أسلحة الدمار الشامل وغيرها من الامور التي جاءت في برنامج العشرة نقاط للسيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، ستجعل إيران أکبر ضمانة لإستتباب السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم.
النظام الايراني القمعي الذي يفرض ومنذ 41 عاما، نهجا قمعيا إستبداديا على الشعب الايراني ويصادر أبسط حرياته، يمکن لتمهيد الاجواء من أجل تمتع الشعب الايراني بحريته أن يشکل خطرا جديا على النظام، ذلك إن الشعب الايراني ممنوع من التعبير عن آماله و أمانيه و يتم التصدي له بوحشية فيما لو قام بتحرکات معادية ضد النظام کما حدث في الانتفاضات الاربعة عموما وفي إنتفاضة نوفمبر2019 خصوصا، وإن وقوف العالم الى جانب الشعب الايراني و دعم المقاومة الايرانية بإمکانه أن يکون عاملا حاسما في تغيير معادلة الصراع والمواجهة الدولية ضد التطرف الديني والارهاب ليس لصالح الشعب والمقاومة الايرانية فقط وإنما لصالح شعوب المنطقة والعالم ولصالح السلام والامن والاستقرار في العالم، وإن العالم مدعو لکي يشارك في التجمع السنوي لهذه السنة للمقاومة الايرانية والذي قد يصبح منعطفا إستثنائيا في إيران خصوصا وإن کل الظروف والعوامل مهيأة من أجل ذلك.