القائد الذي يتميز بالجرأة والشجاعة، ويواجه الأزمات بالصبر والتحدي، ولا يتعامل مع الحدث وفق المثل القائل (راح يطلع صفر ويخش ربيع وأحنه سالمين) ويبتعد عن مسلسل الأكاذيب والترهات، هو الحاكم المطلوب إثباته في معركة الوجود والمصير، والتي أشارت إليها المرجعية بعد إتساع مساحة التظاهرات السلمية المطالبة بحقوقنا كبشر، وهي تؤكد على ضرورة توفير الخدمات، وصولاً الى إصلاح النظام القضائي والسياسي، لنشعر وكأننا في عصر رسول مصلح، وقيادي محنك في أحلك الظروف.
أن يبقى العراق مجرد لعبة للكلمات المتقاطعة، تجول وتصول فيه الأجندات الإقليمية والدولية، فهذا أمر لا يمكن تجاوزه أو السكوت عليه، نظراً للإنتكاسات التي يعيشها عراقنا الجريح في الوقت الحاضر، فبأي الأمور يقاتل بلدنا الآن دون وجود المصلح الحقيقي، ليكون محط اهتمام المتابعين، ويدرك خطورة وتأثير كلامه على العراق بأكمله، ويصبح الدستور النافذ على جميع العراقيين.
أنبياء الإصلاح الذين ينتظرهم العراقيون، من المفترض أنهم يتبنون قضية ثورة عارمة، لنبذ الخلافات وتجاهل الخصومات، وتوحيد الرؤى، وإيقاف نزيف الفساد، ومحاربة السراق دون النظر الى القوميات والمذاهب والطوائف، فليس من المعقول أن السياسة تقتل الأنبياء المبدعين، ليخلو العراق من صانعيه ومصلحيه.
ما زال فراعنة العراق الجدد ينادون نحن ربكم الأعلى، فلا إصلاح ولا أمان إلا تحت رعاية الطواغيت، وإن كان الثمن نصب محرقة للشرفاء ورحيلهم في عالم النسيان، لذا يجب الدعوة وبشدة للإسراع بالإستجابة، لمطالب الجماهير لأن الشعب مل إنتظار الإجراءات الفاعلة، التي تحدث التغيير على مراحل مؤثرة، وليس مجرد دعايات للتسويف والمماطلة والتسويق، فولادة الإصلاحات بحاجة الى قادة أكفاء وأنبياء على مستوى الحدث، لتكون مخرجاتها مبدعة ومبهرة تماماً!
ختاماً: إن زعزعة العملية السياسية، وإفشال التجربة الديمقراطية، وتقسيم العراق، وتحطيم معنويات أبطال القوات الأمنية، ورجال الحشد الشعبي، وشرفاء العشائر الأصيلة، هي من أهم أهداف الفاسدين والقتلة، دواعش السياسة وها هو العراق يدفع ثمناً باهظاً شعباً وأرضاً، لذا ندعوا الله ليلاً ونهاراً، بان يخرج لنا رجل شريف يحمل اخلاق النبي وآل بيته من أبنائنا الابرار، ليقود العراق الى بر الأمان، وهذا حلم يراود كل عراقي شريف.