ما زالت اغلب الوية الجيش العراقي خاوية على عروشها ,حيث اكدت بعض التقارير ان ستين بالمئة فقط من الجنود هم الذين يتواجدون في تلك الالوية خصوصا في القطعات العاملة فيما يعرف بالمناطق الساخنة.
وقد سلطت احد القنوات الفضائية قبل ايام تقريرا عن ظاهرة الهروب الجماعي لجنود الجيش العراقي(افضل اسم جنود المالكي على اسم جنود الجيش العراقي) ,وصنفت ذلك الهروب وفق ثلاث اصناف,
الهروب الكلي من الخدمة ويعني عدم التزام التحاق الجنود نهائيا بقطاعتهم.
والهروب المتقطع وهو يعني التحاق اولئك الجنود احيانا وتغيبهم احيانا اخرى خصوصا عند اشتداد الازمات .
والهروب اثناء المعارك ,وهو اكثر انواع الهروب خطرا واكثرة فداحة في سمعة جيش المالكي حيث يترك الجنود مواقعهم لحظة الهجوم .
ورغم ان ظاهرة هروب جنود المالكي هي ظاهرة قديمة,الا ان حالة الهروب الجماعي اثناء الهجوم الاخير على سجن ابو غريب والتاجي الاخيرة قد اظهرت تلك الظاهرة على السطح ,خصوصا وان الهروب لم يقتصر على الجنود وانما شمل كبار قادة الجيش وعلى راسهم قائدهم اللواء الركن ناصر الغنام .
ورغم اصدار المالكي العشرات من قرارات العفو عن هروب اولئك الجنود, ورغم زيادة رواتب الجنود الذين يخدمون فيما يعرف بالمناطق الساخنة كالموصل والانبار وديالى الى الضعف,ورغم كثرة الامتيازات التي تمنح الى الجنود الذين يخدمون في تلك المناطق, الا ان حالات الهروب ما زالت في ازدياد, حتى اصبحت ظاهرة.
اخطر حالات الهروب هي تلك التي ظهرت في بعض اللقطات التي تبثها الجماعات المسلحة ,حيث يظهر الجنود وهم يهربون تاركين اسلحتهم واحذيتهم لمجرد ان يسمعوا صوت اطلاق النار.
وقبل ايام اكد الكثير من سكان مدينة الموصل ان الجنود هربوا بملابس مدنية عند اول انفجار بسيارة مفخخة استهدف قيادة عمليات الموصل.
والامر ليس مقتصرا على الجنود العاملين في العراق, فقد اكد الكثير من جنود لواء ابي فضل العباس العائدين من سوريا ان هنالك حالة هروب جماعي لاؤلئك الجنود ,وقد اظهرت لقطات الفيديو كيف كان الكثير منهم يرتجف وهو يسمع صوت الانفجارات ولا يكاد يستطيع ان يرفع راسه من الخوف!.
وقد تحجج بعضهم بان شدة المعارك ونوعيتها في سوريا تختلف عن نوع وشدة المعارك في العراق , فهنالك في سوريا حرب عصابات حقيقية,وهنالك الانتحاريون يفخخون حتى الدبابات وليس السيارات والشاحنات فقط,لذلك فانهم بعد الخسائر التي تعرضوا لها فضلوا الهروب والعودة الى العراق خصوصا بعد المجزرة الاخيرة التي راح ضحيتها العشرات من لواء ابي الفضل العباس وحزب الله .
يقول احد قادة ابي الفضل العباش التقت بهم احد الفضائيات: ان اغلب جنودنا من الشباب غير المدربين على خوض حرب المدن,وان تلك الحرب لها مهارات وتدريبات خاصة ,وان احد اهم شعارات حرب العصابات هو ان الارض تقاتل مع اهلها. لذلك فقد كانت الارض تقاتل ضدنا,ورغم انهم قالوا لنا ان هدف وجودنا في سوريا هو الدفاع عن مرقد السيدة زينب,الا انهم خدعونا ونقلونا الى ساحات معركة حقيقية خارج دمشق, لذلك فضلنا العودة الى العراق تخلصا من جحيم تلك المعارك هناك.
يقول الاعلامي فيصل قاسم ان المالكي يمنح عشرة ملايين دينار لمن يخدم في سوريا,وخمسة عشر مليون دينار تقدم لمن يقتل منهم هناك, ورغم ان لجنة تعويضات ضحايا الارهاب كانت قد اقرت بالامس بان مجلس الوزراء رفض ادراج “شهداء” ابي الفضل العباس ضمن قائمة تعويضات “ضحايا الارهاب” بحجة ان القائمة اصبحت طويلة جدا!,الا ان المالكي كان قد شملهم ضمن فقرة “الخدمة الجهادية” بالاضافة الى المخصصات التي تمنح لهم من قبل وزارة الدفاع والداخلية.
الحل الوحيد امام المالكي لتفادي ظاهرة الهروب الجماعي لجنوده هو تشكيل فرقة اعدامات كالتي شكلها هتلر في الحرب العالمية الثانية,او كالتي شكلها صدام حسين والخميني في حرب الثمانينات.وعندها سوف يضمن المالكي امرين الاول هو عدم هروب جنوده من المعركة,والثاني سوف يضمن لنفسه مصيرا “مشرفا” كمصير هتلر او مصير صدام حسين, وعليه حينها ان يختار!.