19 ديسمبر، 2024 2:19 ص

بعض من بعض اوضاع المنطقة!

بعض من بعض اوضاع المنطقة!

وسْطَ صمتٍ دوليّ , وَ وسْطَ صمتٍ مُدَوٍ من مجلس الأمن , هنالك غضُّ نظرٍ عن الآلاف من السوريين الذي جنّدتهم تركيا للقتال في ليبيا < العربي يقتل العربي بمحض ارادته الشخصية > , ولم نسمع من المنظمات الدولية ولا الولايات المتحدة بأنّ اولئك تنطبق عليهم صفة الإرهاب بأكثر ممّا اتصفت به داعش .! فهؤلاء ليس لهم تنظيم وليسوا بعقائديين , وهم مرتزقة-

Mercenary بالفعل , وماذا لو وقع بعضهم في أسر الطرف الليبي المقابل ” الجيش الوطني الليبي ” , فهل ستعترض المنظمات الدولية لو صدرت بحقّهم احكام الإعدام آنذاك .! , وماذا يمكن تبرير او تسويغ وجودهم المسلّح على الأراضي الليبية .!

ثُمّ , وبما هو اوسع من ذلك فالصمتُ من اعضاء مجلس الأمن تجاه الحضور العسكري للجيش التركي في شمال سوريا وشمال العراق , وبحضورٍ اكثر سخونة في ليبيا , والبوارج وطرادات البحرية التركية تجوب مياه البحر المتوسط قبالة السواحل الليبية , فكأنّ ذلك تشجيعٌ غير مباشر للأتراك في أداء هذا الدَور, وكأنه متّفقٌ عليه مسبقاً .! , والتواجد الحربي التركي هناك لا يقتصر على الحصول على امتيازاتٍ نفطية ” مكتشفة او غير مكتشفة ” وعلى مناطق نفوذ وتمدّد , حيث وكما معروف فالأمن القومي لمصر من حدودها الغربية امسى مهدداً , حيثُ المسألة لا تقتصر على وجود القوات التركية بالقرب من الحدود المصرية , وإنّما ما يشّكله ذلك من خطورةٍ ستراتيجية في دعم ونشر وتفعيل تنظيم ” الأخوان المسلمين ” في مصر من قِبل تركيا العثمانية الجديدة , كما أنّ للقيادة المصرية حساباتٌ أمنيّةٌ اخرى وأقلّها بُعد الجيوبوليتيك الذي لم تتضح معالمه الأخرى في الظرف الراهن , ولذلك لم يكن تحشّد القوات المصرية على الحدود الغربية عبثاً , ولاسيّما ما تواجهه مصر في اقصى الجنوب من احتمالات غلق او تقليل مياه نهر النيل من قبل اثيوبيا , عبر سدّ النهضة الذي أنشأته ولأغراضٍ سياسية مدعومة من الغرب , قبل ما تجنيه من فوائد اقتصادية تتعلّق بالطاقة والى ما في ذلك .

الدعم العربي لمصر اقتصرَ على التصريحات السياسية او الإعلامية , وخصوصاً من بعض دول الخليج , ولم تكلّف تلك الدول نفسها بأرسال اسراب من طائراتها المقاتلة الى القواعد الجوية المصرية , كتعبير عن الضغط الدبلوماسي ضد الأتراك والوقوف عسكرياً مع مصر , في حين ليست هنالك معركة مرتقبة بين الجانبين التركي والمصري في المدى المنظورعلى الأقل .! وتلك الطائرات ربما لا تطير ولا تُحلّق ايضا !

الى ذلك , وفي اروقة ودهاليز المنطقة , فليس من المعقول وليس من المنطق السياسي وغير السياسي أن تتعرّض السعودية الى ضربٍ بالصواريخ بنحوٍ يوميّ من قبل الحوثيين , فهل استعصت هذه الحركة المتمردة على ” الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ” وامكانياتها التكنولوجية والعسكرية والتجسسية , أمْ أنّ استنزاف الأموال السعودية لإستيراد الأسلحة والصواريخ المضادة وملحقات ال F 16 لها علاقة بالأمر .! علماً أنّ كل صاروخ باتريوت تطلقه السعودية على صاروخٍ بدائي حوثي , تبلغ كلفته مليون دولار , وربما ارتفع السعر مؤخرا , ولا خيار للملكة إلاّ أن تقبل .! , كما لعلّ البعض ممّن يتابعون تفاصيل الأخبار فقد تخالجهم رؤى ما او افكار بأنّ الحوثيين يمتلكون مصادر وموارد مالية هائلة ! وكأنّ الأسلحة والصواريخ لا تأتيهم من خارج الحدود , وخصوصاً عبر البحر والطرق البرية الملتوية الأخرى .

ملتهبةٌ اوضاع معظم الدول العربية , والعراق هو الأعقد وبما يفوق التصوّر ! . الوضع اللبناني هو الأصعب انسانياً واقتصادياً وسياسياً , ولا من زعيمٍ عربي يلتفت نحوه , وهنالك خيوطُ من بشائر لتخفيف الأزمة الأقتصادية القائمة , لكنها ليست قبل نهاية عام 2020 ولا تعني بالضرورة انها ستغدو كذلك في الأسبوع او الشهر الأول من سنة 2021 .!

ومرّةً اخرى , نعيد الى الذاكرة العربية التي طالما تنسى ! ما ذكره هنري كيسنجر في سبعينيات القرن الماضي حول المخطط الغربي لتفتيت الدول العربية وإشغالها بالصراعات الداخلية , وكأنّ ذلك المخطط يجري تنفيذه بحذافيره ومع زيادات واضافاتٍ كأنها نسبة الفائدة الزمنية .!

أحدث المقالات

أحدث المقالات