نفسي وقلمي لا يطاوعاني على كتابة مقال أو تحليل بعيداً عن محيطك الاعلامي يا (هشام ) وتقديراتك للموقف وتحليلاتك المنطقية , ظلال إغتيالك خيمت علينا نحن الاعلاميين والصحفيين أصحاب الكلمة الحرة والمهنة النظيفة ..إغتيالك وغدرك سحابة سوداء في سماء صاحبة الجلالة , حجبت الرؤيا عبرها من الارض الى السماء, هذا هو قدرنا الارعن الذي جعلنا نمتهن الصحافة في العراق,عمالقة الصحافة والاعلام تجدهم في بلادي ولكن تغتالهم أقزام الغدر والخسة والوضاعة..أصوات وطنية صادحة بوجه الظلم والفساد تسكتها كواتم الغدر والخيانة وبصمة العمالة العلنية. عمليات الاختيال والخطف والترويع لم ولن تتوقف في ظل حكومات طائفية هشة لها مصلحتها في بقاء العراق مستنقعاً نتناً للطفيليات , لم يتجرأ أي حاكم منهم لحصر السلاح بيد الدولة وأنها تصريحات وشعارات واستنكارات تبث لمجرد الاستهلاك الاعلامي لا غير, فربما غد أو بعد غد يستأنف (الدوري) لا اقصد دوري كرة القدم وإنما (دوري الكواتم ) , بقي هشام شجاعاً حتى اللحظة الاخيرة حد الجرأة ولم يخف أو يخشى على مستوى أمنه الشخصي وتحليلاته ومقالاته فهو (الشهيد الحي) , منذ أن تكلم الحقيقة ولم يبال أو يضع أمامه (الخطوط الحمراء ) , غيابك ياهشام قد أدمى قلوبنا وكان لحضورك في الشاشة وأمام جمهورك المتلهف لسماع صوتك الهاديء العذب بذاكرة متقدة ومعلومة حاضرة ومعرفة بدليل ووثيقة يرافقها إبتسامة مطمأنة أمام من يحاورك من مقدمي البرامج , كنت تدلهم بأبحاثك واحصائاتك وأستبياناتك وبصائرك على مواطن الخلل والقصور.أغتيال الهاشمي قضية رأي عام دولي, وما وراءها الا دخول لجان تحقيق دولية لان الحكومات العراقية المتعاقبة تجاهلت قتلة الناشطين والصحفيين والاعلاميين بضمنها (حكومة الكاظمي ), القانون يأخذ مجراه بخصوص القتلة ولكن في دولة المؤسسات والقانون والعدل لا في دولة غاب الامن عنها وتسبح في فضاء الفوضى والاغتيالات , فيها الخصم والحكم طرف واحد , دولة لا تعرف (رجلها من حماها ) وسلاح منفلت وعصابات منظمة,نحن الاعلاميين والصحفيين لا ننتظر من ينصفنا في فضح الفاسدين وشذاذ الآفاق بكل ما استطعنا من قوة…رحمك الله ياهشامي لقد أدميت قلوبنا.