الموقف الذي إتخذته نقابة الصحفيين العراقيين بعد وفاة النجم الكبير الراحل الاسطورة احمد راضي ، كان موقفا مشرفا وشجاعا يعبر بلا أدنى شك عن حرص نقابة الصحفيين على سلامة وشؤون الشخصيات العراقية الكبيرة .. لكنه يظهر في نفس الوقت عن غرابة كبيرة وألم يعتصر القلوب لموقف مغاير تماما وغريب ومحير يثير عشرات التساؤلات لموقف مفترض مماثل كان المنتظر من النقابة أن تقوم به لحالات مماثلة بل وأصعب من حالة الوفاة .. هي استشهاد الخبير الامني الاخ الزميل هشام الهاشمي , فمنذ دخول قوات الاحتلال الداعشي إلى أرض العراق تعرض عدد كبير من الزملاء الصحفيين العاملين في وسائل ودوائر إعلام العراق إلى القتل والخطف والتهجير والتهديد والمطاردة ولم نسمع يوما أن النقابة ونقيبها ووكلائه ونوابه ومستشاريه نددوا أو شجبوا أو تابعوا ما تعرض أعضاء النقابة في العراق من محاولة مستمرة لثنيهم عن طريق إظهار كلمة الحق وبخاصة في بغداد العاصمة العراقية تشهد حربا ضروسا ضد الإرهابيين القتلة من المليشيات الطائفية القذرة التابعين الى دول الجوار وأعوانهم .. أما كان يفترض من النقابة أن تتخذ على الأقل موقفا مماثلا لموقفها مع قضية الكبير الشهيد احمد راضي ، أم أن الموضوع يظهر بوضوح وجود ضغوطات وتأثيرات من جهات سياسية وحزبية متنفذة في بغداد للتأثير حتى على مواقفها الإنسانية ؟
شخصيا لم أكن أتوقع هذا الموقف المحير من النقابة ونقيبها الزميل مؤيد اللامي وهو أول الشاهدين شخصيا على موقف صحفيو العراق والمحليين والخبراء الاعلاميين وكيف تحملوا المخاطر وضحوا براحتهم وغامروا بحياتهم من أجل العراق , هذا الأمر ينبأ بواقع مرير جديد حكمت به النقابة على نفسها بأن كممت أفواهها وعزلت إرادتها حين سلمت مفاتيح القواسم العادلة المشتركة لعملها النقابي لمن لايحسن التصرف في ظروف حرجة وبالغة الدقة يمر بها بلدنا العراق الموحد.