فجرت حادثة اغتيال الخبير الامني العراقي هشام الهاشمي في بغداد كوامن الالم لكثيرين ممن تعرضوا لمحاولات اغتيال او هجروا او ممن نجوا باعجوبة من الموت بعد اصابتهم بجروح بليغة نتيجة مداهمة ارهابيين لهم في هذه الضاحية البغدادية التي تضم يمين و شمال المسلحين من فرق الموت المختلفة المذاهب و التي لم تستطع قوات الامن العراقية و غير العراقية القبض عليهم او الحد من نشاطهم رغم علم بعض المسؤولين الامنيين بخلاياهم النائمة و القائمة منها
ففي منطقة زيونة تكمن العبرات لعدد غير قليل ممن اتذكرهم من المثقفين و الباحثين و الاعلاميين و الصحفيين ، اذ كاد الدكتور جواد بشارة ان يكون لقمة سائغة للارهابيين في اغتيال كاد ان يباغته لولا هروبه من زيونة و عودته الى مدينته باريس التي يستقر فيها منذ ما يقرب من خمسة و اربعين عاما ، حيث ترك جواد بشارة بيته في زيونة بعد ان ساعده بعض معارفه و اصدقاءه في غبش ذلك الصباح المشؤوم
و لم يكن الصحفي و الاعلامي( داود الفرحان ) على مبعدة من انظار الارهابيين في منطقته ايضا في زيونة اذ تلقى رسائل عديدة بتصفيته و بوسائل مختلفة طالت بعض افراد عائلته ففر هاربا الى القاهرة تاركا ورائه كل ذكرياته و مخطوطاته القلمية و مكتبته و نجا بنفسه .
و هناك حوادث عديدة ذكرتها وسائل الاعلام في وقتها بشكل عابر ثم علا على قضيتهم تراب الزمن فنسيتهم السلطات بل لم تذكرهم و منهم الصحفي و الباحث( ستار الحسيني ) الذي نجا من الموت باعجوبة و الذي كان يعمل مديرا لاعلام وزارة الثقافة في وقتها حيث داهمته قوة مسلحة امام بيته في زيونة و امطروه بوابل من الرصاص ، حيث ترك مسجى بدمه امام بيته بعد ان تيقن المسلحون الذين اغتالوه انه غادر الحياة و اختفى الحسيني دون ان يتحرك المسؤولين الامنيين و غيرهم في القبض على الجناة رغم تبليغه عليهم .
اما الجريمة البشعة التي اقترفها الارهابيون في مدينة زيونة فهي مجزرة قتل كل منتسبي قناة
( الشعبية ) التي كان من المزمع تاسيسها في العراق و كان مقرها في زيونة لكن مسلحين داهموا مقرها و طشرو جثث اكثر من عشرين منتسبا فيها و اغلقت القناة دون ان يعلم احد و فر مديرها الى عمل اخر و تركت هي الاخرى دون ملاحقة الجناة
و هناك حوادث عديدة و خروقات امنية كثيرة في هذه المنطقة التي عشعش فيها يمين و يسار باسلحتهم و بفرق موتهم على اختلاف مذاهبهم و مشاريعهم ، و تظل حادثة اغتيال الخبير الامني كما ذكرنا السيد هشام الهاشمي مقياسا لكفاءة الاجهزة الامنية الحالية في العثور على قاتليه و العثور ايضا على من تسببوا بقتل و تهجير و تعويق الكثيرين من الباحثين و المثقفين و الصحفيين الذي عمد دمهم طرقها .