الاحداث والتطورات الجارية على الاصعدة الداخلية الايرانية والاقليمي والدولي، تجري کلها بسياق في غير صالح النظام الايراني الذي يبدو حاليا کالمحاصر في زاوية ضيقة أو کالعقرب المحاصر بدائرة نارية فلا منفذ له للخلاص، ولايمر يوم إلا وتتوارد تقارير ومعلومات جديدة تکشف المزيد والمزيد عن الحالة المزرية التي وصل إليها هذا النظام خصوصا وإن آثار وتداعيات أوضاعه الاقتصادية الوخيمة جدا صارت تبدو واضحة على النظام ولم يعد بإمکانه إخفائها ولاسيما من حيث دعمه”السخي”الذي کان يقدمه لأذرعه العميلة في بلدان المنطقة کي تنفذ مخططاته المشبوهة والخبيثة التي عانى ويعاني منها شعوب وبلدان المنطقة الامرين ودفع ولايزال يسدفع ثمن ذلك”الدعم السخي”الشعب الايراني على حساب أوضاعه المعيشية وعلى حساب مستقبل أجياله، وإن الحديث السائد منذ فترة ليست بالقصيرة يدور عن تقليل الدعم المالي المقدم من جانب النظام الايراني لأذرعه العميلة والذي لم يعد بوسعه تجاهله وبقائه صامتا وإظطر مرغما للرد عن التقارير الدامغة بأساليبه الملتوية والمحشوة بالخداع والتمويه والسفسطة الفارغة.
ماقد ذکره متحدث باسم مكتب العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني بشأن التقارير والمعلومات التي تٶکد قيام النظام الايراني بتمويل الميليشيات والاحزاب العميلة التابعة له، لايخرج عن سياق تصريح مثير للسخرية والاستهزاء من جانب الشعب الايراني قبل أي طرف آخر خصوصا عندما قال إن “الجمهورية الإسلامية دائما ما تدعم المضطهدين في المنطقة وخارجها، وسياستنا لم تتغير. لكننا لا نقدم دعما ماليا للذين يحاربون هيمنة أميركا في منطقتنا”! في حين إن علي رضا مير يوسفي المتحدث باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، قد أدلى بتصريح أکثر سخفا وإستخفافا بالحقائق التي تصفع نظامه بشأن تورطه بإهدار المليارات من الدولارات من ثروات الشعب الايراني على هذه الميليشيات العميلة بزعمه “هذه الشائعات روجت لإثارة الخلاف بين البلدين ومآلها الفشل”! أما مهند العقابي، مدير إعلام الحشد الشعبي، فعلى اسلوب المثل المعروف(حتى لو طار فهو عنزة)، فإنه قال من جانبه أن هيئة الحشد الشعبي تتلقى تمويلا ومعدات عبر قنوات رسمية من خلال الدولة العراقية حتى لو كان المصدر الأساسي للمال هو إيران في الغالب!! والذي يبدو واضحا إن کل هٶلاء يريدوننا أن نتناسى عن سابق قصد وإصرار وفي وضح النهار، التصريحات العنترية لحسن نصرالله أمين عام ميليشيات حزب الله اللبنانية عندما کان يتفاخر بکون ميليشياته تتلقى الدعم من النظام الايراني مثلما کان يتفاخر بکونه جنديا لخامنئي، وکذلك عنتريات الخزعلي والکعبي والعامري والبطاط ومن لف لفهم والتي يريد النظام الايراني أن يسترها في وقته بدل الضائع بهذه الاکاذيب الخرقاء وبالغة السخف والضحالة.
المشکلة ليست في تقليل دعم هذا النظام لعملائه في بلدان المنطقة وإنما في حثه لعملائه کي يبحثوا عن منافذ وطرق أخرى من أجل الحصول على الامول اللازمة کي يبقون في خدمته کعملاء وبنادق تحت الطلب، ولاغرو فإن المطلوب ولاسيما من الشعب العراقي بشکل خاص بإعتبار العراق مستهدف لإسنتزاف موارده المالية ليس من أجل خدمة الميليشيات العراقية العميلة فقط بل وحتى اللبنانية واليمنية أيضا، وأن يعلموا بأن هذا النظام قد وصل الى آخر الخط وإن عملائه أيضا لم يعودوا کما کانوا من قبل خصوصا وإن الاوضاع في إيران تجري کلها بإتجاه مخالف للنظام حيث إنب الشعب الايراني أشبه ببرکان الغضبن الذي قد يفجر بوجه النظام في أية لحظة وعلى الشعب العراقي أن يسمع حقيقة أوضاع هذا النظام وأين وصل به الحال في”المؤتمر العالمي من أجل إيران حرة لتأييد انتفاضة الشعب الإيراني”، في 17 تموز الجاري ويتم نقله عبر شبکة الانترنت بصورة حية حتى يعرف بأن هذا النظام المکروه والمرفوض من جانب شعبه هو وعملائه أصغر من أن يصبحوا بعد الان مصدر خوف ورعب لشعوب المنطقة.