لا يخفى تاثير الزمان على الانسان اخلاقيا ومعاشيا ونفسيا وتاثيره يصل الى تشبه الناس بزمانهم اكثر من ابائهم . والمقصود بالشبه هو السلوكي الاعتباري والطريقي ، فعندما يكون الزمان صالحا صلح الناس واذا كان فاسقا ومنحرفا انحرفوا ، والزمان متغير متقلب لا يثبت على حال، والسبب هو الانسان نفسه من خلال السلطة الحاكمة التي تفرض نمطا معينا على مجتمع ذلك المقطع الزمني وعقوبة من يخالفه او التاثر ببقية البلدان والثقافات وبالاخص في عصر الانفتاح والنت والتواصل الاجتماعي وضياع القيم والمقاييس ، واصبح التاثر والتشبه (بالقوي) واضحا وان كان يحمل اخلاقيات سيئة ومخالفة ، او قد يكون السبب الاخر هو انحراف الناس عن دينهم واخلاقهم واتباعهم الشهوات واهواء النفس وميولها متساهلين بقيمهم وثوابتهم .
يسعى الاب ان يكون ابنه شبيها باخلاقه وطريقة حياته وافكاره ، ويبذل الجهد ولكن قوة جذب الجو العام اقوى . وقد اشار امير المؤمنين علي عليه السلام الى تغير الازمنة بقوله :(لا تقسروا اولادكم على ادابكم فانهم مخلوقون لزمان غير زمانكم) فزمان الابن يختلف عن زمان الاب ، والاب يختلف عن زمان الجد وهكذا حتى في الماكل والملبس والعادات ، وان عملا معينا في زمان الابن يعتبر طبيعيا وليس عيبا ولكن يعد في زمن الاب عيبا شنيعا ، واوضح دليل ما نراه في الوقت الحاضر من افكار واشكال الناس ووجوههم ، وملابسهم ، وادابهم ، وكلامهم ، فاذا حصل الاب من ابنه على سلوكية مقبولة تجعله في محدودة العقل والدين صائنا لنفسه ، حافظا لكرامته، وسمعته لا يقترب من المخدرات، ولا الاخطاء ويسير في الجادة الوسطى ويعرف قدرا من دينه فهي افضل نتيجة ممكن ان يحصل عليها الاب ، وقيل كفى المرء نبلا ان تعد معايبه .
وعليه ان يحكم عقله في معرفة مصيره وينظر الى اولئك الذين لفتهم الحداثة والموديل واصبحنا لا نفرق بين الانثى والذكر مع طروء اخلاقيات وسلوكيات منحرفة بعيدة عن دين وعادات وتقاليد مجتمعاتنا واطرت بالتقدم والثقافة وقد انطلت هذه الحيل على كثير من البسطاء والشباب في استغلال واضح لظرف حساس تمر به البلدان المغلوبة على امرها . وبما ان الانسان يملك شعورا، وارادة ، ومجسات، ومحسات فانه يتاثر بالظرف وياخذ منه ويعطي ، فلو وضعت رضيعا في غابة وقدرت له الحياة فانه سياخذ طباع ذلك الجو ويسلك سلوك الحيوان في مشيه وقفزه واكله . وكما قال علي عليه السلام : (الناس بزمانهم اشبه منهم بابائهم) .