17 نوفمبر، 2024 6:30 م
Search
Close this search box.

اي والله غريبة الروح يا حسين نعمة

اي والله غريبة الروح يا حسين نعمة

كانت‭ ‬ساعة‭ ‬تلفزيونية‭ ‬لذيذة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬قضيتها‭ ‬في‭ ‬مشاهدة‭ ‬المطرب‭ ‬البديع‭ ‬الجميل‭ ‬التلقائي‭ ‬الصريح‭ ‬المثقف‭ ‬القارىء‭ ‬،‭ ‬المنتمي‭ ‬الى‭ ‬جيل‭ ‬أول‭ ‬السبعينيات‭ ‬الذهبية‭ ‬حسين‭ ‬نعمة‭ . ‬

هو‭ ‬صاحب‭ ‬طير‭ ‬المجرة‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يشبه‭ ‬الآخرين‭ ‬،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬بدأ‭ ‬مقلداً‭ ‬لملهمه‭ ‬وصديق‭ ‬أبيه‭ ‬وضيف‭ ‬بيت‭ ‬الصبا‭ ‬المحبب‭ ‬،‭ ‬المطرب‭ ‬الفذّ‭ ‬داخل‭ ‬حسن‭ ‬،‭ ‬إلا‭ ‬أنّ‭ ‬الفتى‭ ‬الموهوب‭ ‬لم‭ ‬يمكث‭ ‬طويلاً‭ ‬تحت‭ ‬عباءة‭ ‬داخل‭ ‬،‭ ‬ولم‭ ‬يستسلم‭ ‬للنواح‭ ‬الطويل‭ ‬الموغل‭ ‬في‭ ‬الحزن‭ ‬،‭ ‬وهذا‭ ‬بائن‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬رحلته‭ ‬البغدادية‭ ‬المذهلة‭ ‬،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬أغنيات‭ ‬يا‭ ‬نجمة‭ ‬ونخل‭ ‬السماوة‭ ‬وفرد‭ ‬عود‭ ‬،‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬النعم‭ ‬اللحنية‭ ‬الرائعة‭ ‬التي‭ ‬أسبغها‭ ‬عليه‭ ‬طالب‭ ‬القرغولي‭ ‬ومحمد‭ ‬جواد‭ ‬اموري‭

. ‬

في‭ ‬وصلة‭ ‬منعشة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الساعة‭ ‬،‭ ‬سيحدثك‭ ‬حسين‭ ‬الوسيم‭ ‬الحلو‭ ‬الأنيق‭ ‬،‭ ‬عن‭ ‬أملاكه‭ ‬الثمينة‭ ‬من‭ ‬علامات‭ ‬الجمال‭ ‬المعتّق‭ ‬مثل‭ ‬قارورة‭ ‬نبيذ‭ ‬،‭ ‬وستعلم‭ ‬أن‭ ‬تحت‭ ‬يمينه‭ ‬ألف‭ ‬مسبحة‭ ‬ألوانها‭ ‬وأحجارها‭ ‬وأثمانها‭ ‬مختلفة‭ ‬،‭ ‬وعن‭ ‬ألف‭ ‬محبس‭ ‬لتزيين‭ ‬أصابعه‭ ‬مشروطية‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لون‭ ‬محبس‭ ‬اليوم‭ ‬منسجماً‭ ‬مع‭ ‬ألوان‭ ‬ملابسه‭ ‬الذواقة‭ ‬التي‭ ‬تغطي‭ ‬طوله‭ ‬الفارع‭ ‬،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬لطيف‭ ‬وأظنه‭ ‬سيدخل‭ ‬تالياً‭ ‬في‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬بيبان‭ ‬موسوعة‭ ‬غينيس‭ ‬الكونية‭ ‬للعجائب‭ .‬

أعجبتني‭ ‬وأدهشتني‭ ‬وربما‭ ‬أدمعتني‭ ‬قصة‭ ‬زواجه‭ ‬المشهور‭ ‬من‭ ‬الفنانة‭ ‬الجميلة‭ ‬سعاد‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ .‬

برأيي‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬سعاد‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬نبتت‭ ‬بمصر‭ ‬او‭ ‬الشام‭ ‬أو‭ ‬بيروت‭ ‬،‭ ‬لكانت‭ ‬نجمة‭ ‬عالية‭ ‬متفردة‭ ‬بسماء‭ ‬الفن‭ ‬العظيم‭ . ‬يقول‭ ‬حسين‭ ‬أنه‭ ‬وهو‭ ‬ينمو‭ ‬بمفتتح‭ ‬شبابه‭ ‬،‭ ‬قد‭ ‬هاجر‭ ‬الى‭ ‬بغداد‭ ‬حاملاً‭ ‬الكتب‭ ‬والأمنيات‭ ‬ونداءات‭ ‬الجسد‭ ‬والجوع‭ ‬الى‭ ‬امرأة‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬اشتهاها‭ ‬ساعة‭ ‬مشاهدته‭ ‬لشريط‭ ‬سينمائي‭ ‬،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أنتج‭ ‬تالياً‭ ‬اقترانه‭ ‬بسعاد‭ . ‬سعاد‭ ‬لم‭ ‬تعش‭ ‬معه‭ ‬حالة‭ ‬حبّ‭ ‬طبيعية‭ ‬كما‭ ‬يسرد‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬تنصت‭ ‬إليه‭ ‬وهو‭ ‬يغني‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬،‭ ‬وكانت‭ ‬صويحباتها‭ ‬يجلسن‭ ‬قربها‭ ‬،‭ ‬فلما‭ ‬سمعت‭ ‬صدحات‭ ‬حسين‭ ‬قالت‭ ‬لهنّ‭ ‬سوف‭ ‬أراهنكن‭ ‬بأنني‭ ‬سأتزوج‭ ‬هذا‭ ‬البلبل‭ ‬الصادح‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬دكة‭ ‬الفرجة‭ ‬،‭ ‬فحدث‭ ‬الأمر‭ ‬سريعاً‭ . ‬وفي‭ ‬قصة‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬خلو‭ ‬دماغ‭ ‬حسين‭ ‬من‭ ‬التعقيد‭ ‬قال‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬سعاد‭ ‬قد‭ ‬تصرفت‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬زوجة‭ ‬ومديرة‭ ‬أعمال‭ ‬لرجلها‭ ‬المطرب‭ ‬القادم‭ ‬الى‭ ‬اضواء‭ ‬بغداد‭ ‬من‭ ‬الناصرية‭ ‬خزنة‭ ‬الجنوب‭ ‬الثمينة‭ ‬،‭ ‬لكنت‭ ‬وقتها‭ ‬مثل‭ ‬كاظم‭ ‬الساهر‭ ‬الآن‭ ‬شهرة‭ ‬وصورة‭ .‬

من‭ ‬أحزان‭ ‬المطرب‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬هجر‭ ‬العود‭ ‬الرنان‭ ‬فنسي‭ ‬بعض‭ ‬مهارة‭ ‬السلالم‭ ‬،‭ ‬لكنه‭ ‬عاد‭ ‬اليه‭ ‬مثل‭ ‬عاشق‭ ‬يكاد‭ ‬ينتحب‭ ‬على‭ ‬رائحة‭ ‬عطر‭ ‬قديم‭ . ‬لي‭ ‬مع‭ ‬اغنيات‭ ‬أبي‭ ‬علي‭ ‬أربعون‭ ‬قصة‭ ‬وقصة‭ ‬،‭ ‬ففي‭ ‬أغنية‭ ‬يا‭ ‬نجمة‭ ‬أتذكر‭ ‬سينما‭ ‬بابل‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬فرد‭ ‬عود‭ ‬أستعيد‭ ‬دكان‭ ‬ألبان‭ ‬أبي‭ ‬في‭ ‬الباب‭ ‬الشرقي‭ ‬لصق‭ ‬مطعم‭ ‬تاجران‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬ردّيت‭ ‬أنصت‭ ‬ووجه‭ ‬سعاد‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬بحضني‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬سمفونية‭ ‬غريبة‭ ‬الروح‭ ‬،‭ ‬أستعيد‭ ‬عطر‭ ‬الرحلة‭ ‬الطويلة‭ ‬من‭ ‬بغداد‭ ‬العباسية‭ ‬العليلة‭ ‬،‭ ‬حتى‭ ‬وقفة‭ ‬طريبيل‭ ‬والخاتمة‭ ‬بربة‭ ‬عمّون‭ ‬القائمة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ . ‬لست‭ ‬عالماً‭ ‬بالموسيقى‭ ‬والغناء‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬بمقدوري‭ ‬اللحظة‭ ‬أن‭ ‬أُنصت‭ ‬إليك‭ ‬أيها‭ ‬العزيز‭ ‬،‭ ‬بشوق‭ ‬جبار‭ ‬يكاد‭ ‬يأكل‭ ‬قلبي‭ ‬وأنت‭ ‬تجوّد‭ :‬

‭ ‬جاوبني‭ ‬تدري‭ ‬الوقت‭ ‬بوگاته‭ ‬غفلاوي

موش‭ ‬انت‭ ‬نبعة‭ ‬عشگ‭ ‬بالحسن‭ ‬متغاوي

ليش‭ ‬المعاتب‭ ‬كلف‭ ‬والشوگ‭ ‬سكتاوي

چا‭ ‬وين‭ ‬أودّي‭ ‬الحچي‭ ‬واتعاتب‭ ‬ويامَنْ

مقلا عن صحيفة الزمان

أحدث المقالات