15 نوفمبر، 2024 10:29 م
Search
Close this search box.

الإرهاب الفكري مفهومه وأشكاله وسلوكياته وسبل مواجهته

الإرهاب الفكري مفهومه وأشكاله وسلوكياته وسبل مواجهته

الإرهاب ظاهرة قديمة عرفتها المجتمعات البشرية منذ القدم وليست وليدة اللحظة فالإرهاب له صور وأشكال مختلفة ولهذا لم يتفق الباحثون على تعريف جامع مانع مطرد، وأقرب التعريفات للإرهاب هو العدوان الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغيًا على الإنسان في دينه ودمه وعقله وماله وعرضه وأرضه ويشمل صنوف التخويف والترويع والأذى والتهديد والقتل بغير حق وقطع الطريق وكل فعل من أفعال العنف أو التهديد يقع تنفيذًا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي بهدف إلقاء الرعب بين الناس بهدف الإخلال بالنظام العام أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم أو أحوالهم للخطر .
وهنا يجب أن يفرق القارىء بين مفهوم الإرهاب والدفاع من أجل الأرض أو تحريرها أو حق تقرير المصير والكفاح المسلّح ضد المحتلين لاسيما الذين احتلوا أراضٍ ليست لهم كما في العراق وتركيا وإيران وسوريا الذين احتلوا مساحات شاسعة من كوردستان وتعرضت للتعريب أيضًا فيما بعد!
فالإرهاب بصورة عامة له توصيف في عصرنا الحديث فالمراد به كل الأعمال المتصلة بالجور والظلم والاعتداء على الآخرين بغير حق وهو ما يقوم به المجرمون لترويع الآمنين وإزهاق أرواح المسالمين وزعزعة أمن المطمئنين .
والإرهاب لا ينحصر في دين معين أو دولة أو أمة أو شعب أو هوية أو قومية أو منطقة جغرافية .
أما الإرهاب الفكري – وهو موضوع مقالنا – فيعد من أخطر أنواع الإرهاب لأنه قائم على تكميم الأفواه وقمع جميع الحريات الفكرية.
ومفهوم الإرهاب الفكري وحقيقته هو عدوان بشري مبني على أسس فكرية بهدف الحيلولة من دون وعي الإنسان بالحقيقة من خلال استخدام شتى وسائل الضغط النفسي والبدني والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإعلامي من أجل فرض الهيمنة على إرادة الفرد والمجتمع لأغراض فكرية أو دينية أو سياسية أو اجتماعية أو كل ذلك معًا .
وهذا النوع من الإرهاب هو الأساس لجميع الأعمال الإرهابية لأن الإرهاب يكون فكرًا ثم يكون بعد ذلك فعلًا على الأرض .
فيسلب حقوق الآخرين في التعبير عن رأيه ويحجر على العقول والحريات بحجة اختلاف الثقافة أو المذهب أو المعتقد أو الرأي الآخر أو النهج السياسي .

أشكال الإرهاب الفكري وسلوكياته :
1-بث الإشاعات : وهو من أكثر الأشكال رواجًا في المجتمع .
2- اتهام الآخرين من دون حجة أو دليل وبرهان وذلك لأغراض شخصية أو سياسية أو دينية .
3- تضليل الحقيقة : وهي إعطاء صورة مشوّهة عن الوضع للمجتمع فقد قام نظام البعث بتغيير سجلات نفوس الكورد وتعريب المناطق بدوافع عنصرية مقيتة واغتصاب الأراضي الكوردستانية واتباع سياسة التغيير الديموغرافي في المناكق الكوردستانية وبعد سقوط النظام وإلى يومنا هذا عمليات التعريب قائمة في كركوك والمناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان.
فقبل أيام القليلة الماضية بدأت منصات التواصل الاجتماعي بحملة تحريضية لتضليل الحقيقة ضد حكومة إقليم كوردستان و الحزب الديمقراطي الكوردستاني والأجهزة الأمنية وقوات الپیشمرگة بحجة تهريب بعض المواد المفجرة زاعمين أنهم قاموا بنقل تلك المواد من محافظة دهوك إلى ناحية زمار المحتلة والحقيقة خلاف ذلك بحسب التحقيقيات الأولية فهناك جهات سياسية عراقية وخارجية تقف وراء ذلك.
4- تكميم الأفواه والحد من حرية التعبير وتكريس مبدأ الديكتاتورية .
5- قمع الحريات بجميع أنواعها وأشكالها.
6- عرض البرامج الهدامة على القنوات الفضائية .
7- استخدام منصاب التواصل الاجتماعي في تضليل الرأي العام وإحداث بلبلة وتصعيد الوضع وإثارة الفتن.
8- التعصب الديني والمذهبي والمذهبي الفقهي والقومي والمناطقي والثقافي .
9- تسويق الفكرة تحت العباءة الدينية أو اليافطة الدينية :
فقد قام المقبور صدام حسين بقتل الشعب الكوردي وأنفلتهم باسم سورة الأنفال ،ولم يعترض عليه أحد من علماء الدين !
10- الخطابات التحريضية من خلال وسائل الإعلام ( القنوات الفضائية والإذاعات ومنصات التواصل الاجتماعي والجرائد والمجلات ).
الفكر الإرهاب قائم على الغلظة والشدة فله أدوات قمع حادة من خلال سلوكياته ومدارسه التربوية .
فهذا النوع من الخطاب سطحي في الفهم والسذاجة في إقامة الحجة والبرهان فليست لديهم إحاطة بالنصوص الشرعية .
والخطاب التحريضي خطاب منحرف عن جادة الصواب وفيه الحدة والقسوة ومتهور جدًا لاستمالة الشباب العاطفيين !
11-العنف في التطبيق العملي للشريعة :
وهذا السلوك مبني على النهج التكفيري والخطاب الدعوي المتشدد المتطرف فمن يأخذ الدين جملة تركه جملة لأنه لم يتدرج في التطبيق!
وهذا السلوك دخل إلى عقول ثلة من الشباب المسلمين فزرعوا في عقولهم أفكارًا إرهابية، منها :أن دار الإسلام هو دار الكفر والفسوق والفجور وكفروا حكام الدول وهذا من نهج القطبيين والإخوان المسلمين والخوارج التكفيريين.
12- تكفير الآخرين بمجرد الاختلاف : وهذا الشكل يشكل تهديدًا كبيرًا على الأمن المجتمعي والسلم الاجتماعي بسبب هذا السلوك المنحرف، فهناك ضوابط شرعية وعلماء راسخون مختصون ينظرون في هذه المسائل الحساسة ومسألة التكفير ليست مرتبطة بدين دون آخر فهو قاسم مشترك بين جميع الديانات .
13- الغلو : الغلو من أشكال الإرهاب الفكري المبني على الافراط في مجاوزة الحد فالغلو على نوعين : الاعتقادي والعملي فالغلو الاعتقادي كفكر الخوارج في مسألة التكفير .
والغلو العملي هو المتعلق بالأمور العملية وهو ملازم للغلو الاعتقادي فينتج عنه الغلو العملي .
14- العنف : كل فعل يمارس من طرف جماعة أو فرد ضد أفراد آخرين ،وهو أنواع كالعنف الديني والأسري والمدرسي والمجتمعي والطائفي والعرقي والمناطقي والدولي .

أسباب الإرهاب الفكري كثيرة منها :
1- الفراغ الفكري لدى المجتمع : عادة الأرضيات الخصبة تستقبل هكذا أنواع من الأفكار المنحرفة ولها تأثيراتها السلبية على المجتمع برمته .
2- الانحراف العقائدي : كثير من الانحرافات العقائدية والتصورات العقدية المبنية على أفهام سقيمة وليست مبنية على أسس معرفية علمية متينة دقيقة رصينة ولهذا تجد أن الإرهاب الفكري العقائدي هو وليد الفكري الإرهابي ونتاجه .
3- التعصب الأعمى : العصبية ليست مذمومة على الإطلاق ولكن إن كانت معتدلة فلا إشكال في ذلك وإن تجاوزت حد المعقول وانحرفت عن مسارها سيكون عاملًا مهمًا من عوامل الإرهاب وغالبًا ما تكون العصبية نابعة من الهوى والرغبات الشخصية وربما يعاني من حالات العقد النفسية.
4- التعصب للرأي : التعصب للرأي أولى بوادر الإرهاب الفكري لأنه يقوم على إلغاء الآخر وتهميشه وهنا يصاب العقل والتفكير بالجمود بحيث يصل إلى درجة لا يعرف المصلحة العامة ويبقى مقفلًا على رأيه ولا يقبل بالرأي الآخر وهو ما يسمى بأصحاب النظرة الأحادية والذين يعتقدون أنهم على الصواب دائمًا.
5- الفهم المغلوط للنصوص : وهو فصل الفهم الصحيح عن دلالة النص لأن الفهم الصحيح هو حسن تصور المعنى المراد من لفظ المخاطب وإدراك مراده والفهم الفاسد هو العدول عن عن القول الراجح إلى قول مرجوح أو باطل مبني على شبهة أو لضعف في التأصيل العلمي وعدم امتلاكه لآلات الفهم الصحيح للنصوص والفهم المغلوط نتيجه تفسير مغلوط للنصوص .
6- الانحراف الديني والعقائدي عن مساره الصحيح :
الانحراف الديني والعقائدي عن مساره الصحيح للمجتمعات البشرية من الأسباب التي تؤدي إلى وجود الإرهاب الفكري في المجتمع .
7- البطالة والتفكك الأسري وضعف التربية بصورة صحيحة تنتج بيئة خصبة لوجود الإرهاب الفكري ويتعشعش فيها الأفكار المغلوطة وتنمو تدريجيًا .
8- القمع الفكري وإلغاء الرأي الآخر : إن القمع الفكري وإلغاء الرأي الآخر الذي يمارس من قبل الدولة أو جهة تتمتع بالنفوذ السلطوي يولد ردة فعل لدى الآخر وعدم تقبله ، مما ينتج عنه بيئة صالحة لاستقطاب هؤلاء المنحرفين عن جادة الصواب .
9- العامل النفسي : لا شك أن للعامل النفسي دورًا كبيرًا في صناعة الإرهاب الفكري وهذا راجع إلى بنيته النفسية المؤهلة للتطرف والعنف والإرهاب فهناك من لديه هذه المشكلة منذ الولادة ومنهم من يكتسبه من خلال بيئته والمناخ الذي يعيش فيه ،كما أن الشخصية المتبلدة أو الفصامية هي العامل النفسي المهم لظهور العنف والإرهاب الفكري والتطرف وهذه الشخصية تجعل الإنسان منفصلًا عن الواقع خاليًا من المشاعر ونظرته غير صائبة في تقدير الظروف وللواقع .
فبعضهم ليست لديهم شخصية متزنة في المجتمع فيحاول الإبراز والظهور حتى لو كان على حساب القتل والتخريب وهذا النوع يسمى بحب الظهور !
10- العامل الاجتماعي : من الطبيعي أن الإنسان ابن بيئته ومجتمعه فالمجتمعات التي تظهر فيها التطرف والإرهاب الفكري والانحراف الأخلاقي تكون عرضة لتطرف مقابل .
وتفشي الفراغ في المجتمع يكون سببًا لظهور الإرهاب الفكري .
فاختلال العدالة في توزيع الثروات في المجتمع الحرمان من الخدمات فالتوزيع غير العادل للدخل القومي يؤدي تدريجيًا لظهور الإرهاب الفكري .
11- العامل الاقتصادي : الظروف الاقتصادية تؤدي دورًا مهمًا في استقرار المجتمع أمنيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا ويعد الاقتصاد بتقلباته وتغيراته مؤثرة جدًا في المجتمعات الفقيرة من الأسباب الخطيرة المحركة لموجات الإرهاب الفكري والإرهاب بصورة عامة .
12- العامل السياسي : النظام الديكتاتوري القائم على القمع والاستبداد من الأسباب الواضحة والجلية التي تدفع بالشباب إلى الإرهاب الفكري لاسيما بعد شيوع الاستبداد والقمع والتهميش والإقصاء وغالبًا ما تنتشر الحركات المتطرفة في ظل الأنظمة الاستبدادية الديكتاتورية فبدلًا من فتح باب الحوار والإقناع تقوم الأجهزة الأمنية بقمع الأفراد والمجتمعات .
13- وسائل الإعلام : تؤدي وسائل الإعلام دورًا كبيرًا في تغذية ودعم وظهور الإرهاب الفكري من خلال البرامج والأخبار وأساليبهم الاستفزازية المناهضة ضد الحكومة من خلال زرع بذور الفتن وفقدان حلقة الوصل ما بين الحكومة والشعب وتحريض الشعب ضد الحكومة ومحاولة إفشالها .
14- التوجه الفكري الشاذ : الخروج عن القواعد الفكرية و الثقافية التي يرتضيها المجتمع لأي موقف من المواقف كالغلو في استعمال العقل و الجهل بقواعد التفكير السليم القائم على الحجة والبرهان والجهل بمقاصد الدين .
15- انعدام التربية : قلة القدوة الناصحة المخلصة و غياب التربية الصحيحة والموجهة التي توجه الفرد والمجتمع نحو الأخلاق الفاضلة والتربية الحسنة وإبعادهم عن عوامل التفكك والانحطاط والتخلف .

من سلوكيات الإرهاب الفكري :
1- الولاء المطلق البعيد عن الموضوعية :
وهذا السلوك من أخطر ما في الإرهاب الفكري لأنه يربى الفرد على الولاء المطلق وكأنها من المسلمات لا مجال لنقدها وتعميق الولاء للأشخاص بمجرد أنهم قادة وشيوخ ( الدين والقبائل ) ورجال الفكر .
وتكمن خطورة هذا السلوك لكونه يلغي العقل ووجوده .
2-الرأي الواحد والنظرة الآحادية مع العدوانية في الخلاف :
خلق الله البشرية أجناسًا وأعراقًا مختلفة تتسم بالتعددية في أنواعها وألوانها وأديانها .
فالإرهاب الفكري هنا يكون خروجًا عن الفطرة لأنه يفرض رأيه ومعتقداته من دون مناقشة ومن يخالفه يرميه بالتفسيق والتبديع والتكفير ثم بعد ذلك ظهر لنا عصر الجمود الفقهي والتعصب المذهبي لاسيما لدى المذهب السني وظهرت المدارس الفقهية في الأمصار والمدن التي تروج للجمود الفقهي.
فالتعصب للرأي الواحد هو نوع من التطرف الفكري و انغلاق للعقل وجمود للتفكير وانتهاء دور العقل .
3-إساءة الظن بالآخرين وبث الإشاعات في المجتمع :
من سلوكيات الإرهاب الفكري إساءة الظن وبث الإشاعات فهناك علاقة تلازمية ما بينهما وفي ظل مناخ الوضع الراهن المشحون بمثل هذه الملوثات ينتهي دور الفكر الإبداعي النقدي البنّاء في تقويم المجتمع فتكون الكلمة العليا للفكر التقليدي وتنتشر الإشاعات على قدم وساق !
يعتقد بعض المنظّرين أن الدين هو المنتج الأساسي للإرهاب وأن أكثر الأديان إنتاجًا للإرهاب هو الدين الإسلامي فهذا الاعتقاد غير صائب فهناك فرق بين المسلمين وبين الدين الإسلامي وكثيرًا ما ترى الإرهابيين من الإسلاميين وأغلبهم منحرفون سلوكيًا وأخلاقيًا ولا يعرفون شيئًا عن الدين إلا اسمه لعدم دراسة الدين على أساتذة مختصين وشيوخ علم عارفين الذين يسلكون النهج الصحيح في فهم الكتاب والسنة النبوية .
فتشويه الدين الإسلامي جاء من خلال الشخصيات الإرهابية وليس من الدين نفسه !
فظهرت الفتاوى غير المنضبطة لأدعياء العلم والدين والاعتماد على الأحاديث الضعيفة والموضوعة المكذوبة والتي لا أساس لها من الصحة والتي ساهمت بشكل كبير في الإرهاب الفكري وتعزيزه.
ومن المعلوم أن الإرهاب الفكري الذي مارسه تنظيم الدولة الإسلامية كان له أثر كبير في عقول الشباب الضائعين والمنحرفين من خلال الخطب التحريضية وتكفير الآخرين وغسلوا عقول الشباب بأفكارهم النتنة التكفيرية الإرهابية .
إن الأديان السماوية بصورة عامة لا علاقة لها بالإرهاب وتهديد الأمن المجتمعي ولكن يطرأ على الديانات التحريف أو الفهم المغلوط للنصوص أو الاعتماد على تزييف الأدلة وتحريفها.
4- التطرف العقائدي المصاحب بالغلو واتباع الهوى وتكفير الجماعات وإباحة مواجهة الرموز الاجتماعية والدينية والسياسية بالقوة .
وهذا التطرف يعد تمردًا على الحق وخروجًا عن المنهج السليم والطريق السوي المستقيم .
وهناك من الأحزاب السياسية تمارس الإرهاب الفكري في إقليم كوردستان متبعين سياسة تكتم الأفواه وبث الإشاعات عبر وسائل متنوعة ( القنوات الفضائية والراديو ومنصات التواصل الاجتماعي بأنواعها والجرائد والمجلات ) لغرض زعزعة الأمن القومي الكوردستاني وفقدان ثقة الشعب بالحكومة كما تحاول بعض الأطراف السياسية استغلال الخلاف القائم ما بين أربيل وبغداد لبث الإشاعات الاستفزازية لمعرفة ردة فعل الكورد وبعضهم يقوم بتحريض الشعب على حكومة إقليم كوردستان لاسيما في المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان والمعروفة بالدستور العراقي بالمادة 140 .

مواجهة الإرهاب الفكري وسبل الوقاية منه :
1- بناء الشخصية على التأصيل العلمي الصحيح في البناء الفكري: التأصيل العلمي من المقومات المهمة في بناء الشخصية الإيجابية في مواجهة النوازل المدلهمة .
فالتأصيل العلمي في العلوم التجريبية يقتضي أن تكون الفكرة مبنية على حقيقة علمية وليست مجرد نظرية فنشر الفكر الإرهابي سببه عدم التأصيل العلمي في مواجهة الشبهات من قبل المروجين لتلك الأفكار الهدامة .
2- معرفة فقه الخلاف في الجوانب الشرعية :
ليس بالضرورة عندما أكون مختلفًا معك في مسألة معينة تكُن لي العداء والخصومة وتتحول الخصومة إلى اقتتال، فالأصل في طبيعة البشر هو السلم والحرب هي حالة طارئة فهناك من فهم وعرف أنه لابد من التعايش السلمي في المجتمع ما بين الديانات والقوميات والمذاهب فالمتربصون يحاولون اقتناص الفرصة واستغلالها لضرب النسيج الاجتماعي والاستفادة من حالة الفوضى كي يحققوا أجنداتهم ومصالحهم .
3- نقد الشبهات والانحرافات العقائدية :
غياب النقد البنّاء في مواجهة الشبهات والانحرافات العقائدية دليل على إضفاء القدسية على تلك الممارسات وسبب في انتشار الرعب والفوضى في المجتمع الآمن .
ويجب الابتعاد عن النقد الهدّام والتجريح والتشهير بالآخرين لغرض الانتقاص منهم لأغراض وغايات معروفة .
4- تفنيد الإشاعات من جذورها :
تفنيد الإشاعات واستئصالها من جذورها لأن بعض الإشاعات تسبب توترات وانشقاقات بين الأطراف فلابد من دحضها بالأدلة الصحيحة والبراهين الناصعة وهنا يجب توخي الحذر في التعامل مع المثل السائر والمشهور ( القافلة تسير والكلاب تنبح ) بل يجب أن تركن القافلة على حافة الطريق وتلقن تلك الكلاب المرتزقة درسًا في تعلّم من هو الآخر ووضع عظمة في فمهم ثم بعدها واصل المسيرة من جديد !
5- تنمية الحوار الفكري : من سمات الإرهاب الفكري عجزه عن الحوار الفكري وهروبه منه .
فالحوار الفكري يذيب المشكلات ويقرب وجهات النظر ويفتح الباب للحوارات العلمية ويزيل الغموض والشبهات عن كثير من الأمور شرط الالتزام بأدب الحوار .
6- تكاتف جميع الأجهزة الأمنية في مواجهة هذا الإرهاب الخطير لأن خطره كبير يهدد المجتمع واستقراره الأمني .
7- نشر حملات التوعية في جميع مؤسسات الدولة الحكومية والمدنية ومنظمات المجتمع المدني وفي دور العبادة وعبر القنوات الفضائية لمحاربة هذا الداء العضال .
8- تجفيف منابع الإرهاب الفكري : إن تجفيف منابع الإرهاب الفكري من خلال الوسائل الإعلامية التي تحاول أن تروج للإرهاب الفكري ومحاسبة المقصرين ومنع نشاطاتهم منعًا نهائيًا التي تهدد الأمن المجتمعي والسلم الاجتماعي .
وذلك من خلال متابعة منصات التواصل الاجتماعي ومحاسبة الجهات الفاعلة الذين يروجون للأفكار الهدامة كي يكونوا عبرة لغيرهم .
9- تفعيل الدور الحكومي والمحاكم لغرض محاسبة القنوات التي تروج للإرهاب الفكري بحجة أنهم معارضون للحكومة ومعاقبتهم بأقسى أنواع العقوبات.
10-المناعة الفكرية : إن المناعة الفكرية تحمي الأفراد والمجتمعات من التعصب والكراهية والتطرف والإرهاب الفكري وذلك بمعرفة العدل والظلم والتمييز بالضار والنافع وإدراك الخطر القادم الذي يهدد إقليم كوردستان .
فإن تعزيز المناعة الفكرية يعني تزويد الأفراد والمجتمعات بالمهارات والمعارف التي تمكنهم من التفكير الصحيح واجتناب الخطأ والانحراف وتشجيع الفرد والمجتمع على القراءة فالروح كالجسد بحاجة إلى الغذاء وغذاء الروح هو القراءة .

أحدث المقالات

أحدث المقالات