بقدر ما كانَ لإقتحام مقر خلية الكاتيوشا في احدى مزارع الدورة واعتقال المتواجدين في المقر من زخم اعلامي وأبعادٍ سياسية اجتازت الحدود الجغرافية والجيوبوليتيك للعراق , ثمّ وبالمفاجأة المفاجِئة التي حصلت بأطلاق سراح هؤلاء المعتقلين بأوامرٍ من القضاء , وبزخم اعلاميٍ أقلّ ضراوةً بكثيرٍ وكثير من الحالة الأولى , ولأسبابٍ متعددة ومتباينة .! , لكنّ الأصعب من كلتا الحالتين ” الإعتقال والإفراج ” وتبعاتهما وابعادهما , فبدا وما فتئَ يلوحُ ويبدو أنّ هذه الأزمة وبكلا شقّيها , فأنها مرشّحة وكأنه بالتزكية ! لمعاودة الإشتعال , ومن دونِ لهبٍ لغاية الآن .!
ودونما ريبٍ فأنّ البلاد غدت في الوضع المتعدد الجبهات الساخنة ” داخلياً وخارجياً ” والذي لا يتحمّل ايّ تصعيدٍ قد يقود الى الإنفجار المجتمعي المبهم المجهول , ثمّ وبالقدر الأوسع لما مطلوب للتهدئة ومستلزماتها , ومع افتقاد وفقدان النُخُب والملاكات والكوادر السياسية التي ينبغي ان تدعو للتهدئة .
وبالرغم من أنّ الأزمة السياسية العراقية فريدةٌ من نوعها , وتختلف عن ايّ ازمات دوّنتها صفحات التأريخ الحديث , لكنه فأنّ معظم الأزمات السياسية لدول العالم الثالث تحديداً , فأنها تحملُ في بطنها توائماً من الأعتبارات السيكولوجية والغرائزية المترسخة في ” الكروموسامات ” والجينات الوراثية , وهذه التوائم المشوّهة وما ان تنزل ! وثمّ تبدأ ممارسة الحركة بعشوائيةٍ وبعيداً عن التربية الأكاديمية , فأنها وبمحض ارادتها تغدو الفتيل السياسي القابل للإشتعال السريع , وبوجود الأرضية الخصبة وتوفّر الوقود المجاني , الوطني والمستورد , وغير المغشوش .!
وعن هذه التهدئة المفترضة المشار اليها اعلاه , فمن اولى عوامل إجهاضها او وأدها , فمن المؤسف أنّ هنالك مَن ينفخون في النار .! , ومن المؤسف اكثر فأنّ بعض مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي يقومون بتسخين ارضية الأزمة مسبقاً وبدرجة حرارةٍ عالية .! لكن الأكثر خطورة هو تولّي وتبنّي عدد من القنوات الفضائية ” وعبر برامجها ونشرات اخبارها , واللقاءات التي تقيمها في جمع بعض الأضداد المتطرفين ” , وسواءً بقصدٍ او بدونه , وسواءً ايضاً بحسن او سوء نيّة , فأنها تتجّه مسرعةً في تصعيد التصعيد , بينما الشعب يعيش حالة الترقّب ولازال لحدّ الآن يعايش حرب الأعصاب في شريعة الغاب الدستورية , ضمن العملية السياسية القائمة .!