لم يكن البحث العلمي العراقي بعيدا عن وباء كورونا . بل اثبت وجوده في ظل التسابق العلمي العالمي لإيجاد علاج شاف لهذا المرض . فقد شهدت الايام الماضية تصريحات لأطباء واكاديميين عراقيين انهم اكتشفوا علاجا ضد فايروس كورونا . وعلى الرغم من تأكيدات بنجاح هذا العلاج في شفاء المرضى المصابين الا ان دوامة التشكيك بالإنجاز المحلي ازدادت دورتها لاسيما مع وضع الافتراضات ان العالم ومختبراته المتقدمة اليوم لم تصل لهكذا علاج وان البحث العلمي العالمي عاجز لحد هذه اللحظة ان يجد علاجا شافيا .
الدكتور محمد الفحام بروفسور في علم الفايروسات مع الدكتور احمد الخياط اكدا انهم توصلا الى علاج للمرض من مواد كيمياوية وبايولوجية . الا ان وزارة الصحة العراقية لم تأخذ الامر بجدية وحزم في ظل الوبائية التي يعيشها العالم . بل اتهمتهم بأتهامات لم تمت بصلة الى العلمية وحاولت تسويف الامر وتجاهله وسط اخبار عن تبني العلاج الروسي . على الرغم من تأكيداتهم بنجاح العلاج على المرضى بعد تجريبه التي عدته وزارة الصحة من جانبها خرقا قانونيا وطبيا .
بروفسور عراقي آخر في جامعة بابل وهو الدكتور علي حمود السعدي اكد من جانبه الى التوصل للعلاج من مستخلصات عشبية بأمكانها من علاج المصابين بفايروس كورونا بنسبة شفاء تصل الى 90 بالمئة . لكن وزارة الصحة متمثلة بدائرة صحة بابل وقفت موقفا اقل ما يمكن وصفه بالتجاهل . ومحاولات الدكتور حامد اللامي في تسويق علاج للمصابين بالوباء واتهامه من قبل وزارة الصحة بتضليل الرأي العام وخرقه لأخلاقيات مهنة الطب ولقوانين مزاولة المهنة. نقول نحن مع اخلاقيات المهنة لكن ضد الاتهامات التعسفية دون تحري علمي حقيقي حول طبيعة العلاج .
كما اعلن في احدى الجامعات العراقية عن انجاز علمي عراقي في هذا الاتجاه لم يعلن عنه سابقا اتخذ مسارا آخر باتجاه العمل ضد فايروس كورونا . فقد حقق فريق بحثي مشترك من جامعات عراقية انجازا علميا طبيا عبارة عن ايجاد طريقة علمية للتحقيق بكفاءة الرئتين واحتمال تشخيص اصابتهما بالكوفيد 19 مسبقا وذلك باستخدام مقاييس رياضية ومعادلات علمية لتقدير هواء الزفير بواسطة اسلوب الكيس الهوائي بالاستعانة بحساس مصنع محليا لهذا الغرض.
وقد اوضح الدكتور عبد الصمد عليوي حسن عضو الفريق ان الفريق البحثي استخدم النفاخات المطاطية في تقييم صحة الجهاز التنفسي وبأساليب ديناميكية مختلفة ووفقا لنظريات رياضية معتبرة. مؤكدا ان الاختبار باستخدام البالون المطاطي العادي وبتجارب متكررة وفي عينات طبيعية وجود علاقات واضحة بين مستوى كفاءة السعة الحيوية بين الرئتين في منع حصول عدوى الكوفيد 19 وبدون آثار جانبية .
مبينا ان هذا الانجاز العلمي يعد اضافة تكنولوجية وتكتيكية فيزياويا. واشار عبد الصمد ان هذا البحث هو مشروع لبراءة اختراع .
نجد وبنظرة تحليلية ناقدة ان البحث العلمي العراقي يمر بمحنة كبيرة في بيئته المحلية . فالنظرة الدونية للعقول العراقية في داخل العراق جعلت من البحث العلمي عبارة عن حبر على ورق . وهذه الاستهانة ناجمة من تراكمات اجتماعية تعشش في العقلية العراقية وان كل ما يأتي من خارج البلد هو الصحيح والمقبول والدليل ان اول اعلان عن اكتشاف العلاج الروسي بادر العراق الى تبنيه والاخذ به دون ادنى مراجعة حول تداعياته خاصة وانه علاج جديد .
ونقول هنا ان القضية ليس مع او ضد وانما هو عرض واقعي بموضوعية . فعلى وزارة الصحة بخبراتها الكبيرة في مجال الطب ان تسارع الخطوات نحو تلك الانجازات العراقية وبعمل تضامني ان تفتح مختبراتها وتقوم بسلسلة من التجارب للوقوف على حقيقة العلاجات بدل من رمي الاتهامات جزافا وكأن هؤلاء الاساتذة والاطباء عرافين ودجالين . وان تضع وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي خطة بعيدة المدى في الاستفادة من الابحاث المطروحة عبر لجان تنسيقية بدلا هذا الجفاء والعداء المبطن .
ونتساءل ان هؤلاء لو كانوا يعيشون في بلد اوربي الم تتبناهم المختبرات والمراكز البحثية العالمية وتدعمهم كل الدعم ؟!!. فكم من عراقي توج بنصر علمي او ثقافي اوفني ورفع على الاكتاف خارج وطنه .