23 ديسمبر، 2024 7:19 م

1 ـــ نعوت الأستحقار التي يتداولها المواطن المنكوب بحكومته, ينتقيها من ذاكرته مغموسة بنكهة الأستهجان والأستخفاف, ثم يرميها بوجوه الذين لا وجوه لهم, “فاسدين ارهابيين كذابين (حرامية) مهربين ولائيين قناصين قتلة جاحدين عملاء” والقائمة تطول, كل هذا لا يحرك بالمدانين رفة ضمير, وبلا حياء يتعمدون كسر كرامات ضحاياهم وأذلالهم, يتناسون ان الضحايا هم من كونوهم, عبر منحهم الثقة والأصوات المجانية, املاً في ان ينصفوهم بالبعض من حقوقهم المشروعة, لكن تلك الكيانات, رموز واحزاب ومراجع, سحقتهم بأقدام العوز والجهل والأوبئة والأذلال, المواطن الذي فقد معهم وخلفهم كل شيء, ومن نقطة خيبات الأمل, راح يبحث لهم في ذاكرته, عن شتيمة تليق بهم, وفي لحظة غضب وازدراء اختزل, كل ما توفر من موروثات شتائم الأستحقار, مفردة واحدة قد تفي بدونيتهم وثقوب سمعتهم, فكانت ” التافهون” بصقة غضب في وجوه لا حياء فيها.

2 ـــ التافه شخصية فارغة لا مضمون لها, زائفة مختلقة وسلبية بالمطلق, غبية في تزوير الذات او تقمص الأدوار, ومصدر لأسوأ الأحتمالات, كما هم عليه في مجمعات السلطات الثلاثة, وصومعة الزوائد في الرئاسة, بهم اكتملت (مسبحة) حكومة الفساد والأرهاب حد (الشاهود), تمددت “جائحة” على كامل جغرافية الدولة, من “حبربشية” مجالس المحافظات الى متطفلي السلك الدبلوماسي, وحتى آخر قناص وخطاف, مروراً بمن كلفت “جرة الأذن” عنده اكثر من (35) شهيد و (350) جريح, ليس هناك ما يثير الأستغراب, في سلوك منظومة احزاب وتيارات ومليشيات تافهة, فجميعهم نتاج عقائد تاريخية اتفه.

3 ـــ محق ان ينعت المواطن العراقي, حكومته ودولته بالتافهة, ومن نسيج التافهين جهزت لنا الأختراقات الدولية والأقليمية, نكبتنا الوطنية بكامل ابعادها, السياسية والأقتصادية والأجتماعية والثقافية, وكذلك الأخلاقية والنفسية, يستنتج المواطن في النهاية, ان تلك الكيانات التافهة, هي موروثات تاريخية, استورثت بعد عام 2003, كامل ادوات النظام البعثي, ثم توزعت نكبة على ثلاثة بيوتات تافهة, هي “البيت الشيعي والبيت السني والبيت الكردي”, جميع المكونات العراقية, دفعت نزيف دمائها وثرواتها, ضريبة للبيت الذي يمثلها في حكومة التافهين, هنا وكردة فعل وطنية, ستتوحد عاجلاً, حناجر الضحايا في هتاف موحد “نريد وطن” بلا تافهين.

4 ـــ لقد دفع مجتمع الجنوب والوسط, ضريبة مكلفة للبيت الذي يدعى تمثيله, وهكذا بالنسبة لمجتمع المحافظات الغربية والشمالية, وعبر التوافق والتحاصص, المدعوم بالأستحواذ التام, على السلطات والثروت والأعلام, ثم تجنيد الحثالات في مليشيات “جهادية!!” تؤدي وظائفها التأديبية, بأقصى ما تكون عليها الهمجية, بعد اتسعاع مساحة الجوع والأذلال, وعمق الأنهيارات الصحية, ادركت المكونات العراقية, حجم النكبة التي تهدد حياتها, ودور البيوتات الطائفية والعنصرية, في التمدد المخيف لمآساتها, اخذت اكف المعاناة لأبناء المحافظات الشمالية والغربية, تمتد لمصافحة الأكف التي سبقتها, في اشعال ثورة الجوع والأذلال, في الجنوب والوسط, فكانت وحدة الهتاف “نريد وطن” بعد قبر لعبة تدوير النكبة, التي تمارسها احزاب وكيانات البيوتات التافهة.