مرة أخرى يقع النظام الايراني في شر أعماله ويقف في زاوية ضيقة بعد أن قام بتنفيذ جريمة إغتيال جديدة بحق رجل الدين الهارب غلام رضا منصوري في أحد فنادق العاصمة الرومانية بوخارست، بعد أن کان هدد الاخير بأن يقول الکثير الذي في جعبته وهو الامر الذي أخاف النظام فقرر تصفيته، وحالة القلق والحيرة والتوتر التي تسود في أوساط النظام الايراني قد إزدادت بعد أن أفادت وسائل الإعلام الرومانية، أن النتائج الأولية لتشريح جثة غلام رضا منصوري تظهر أن وفاته كانت مصحوبة بـ “عنف”، حيث قالت وسائل الإعلام نقلا عن مكتب المدعي العام في بوخارست أنه تم العثور على جثته قد أصيب “بإصابات مؤلمة” أصيب بها “بجسم صلب”، وخلص مكتب المدعي العام في بوخارست الى إن وفاة منصوري حدثت في وضع صاحبته “التسرع”.. وهذه النتيجة تٶکد وتثبت بشکل خاص ماقد کان أعلنه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بيان أصدره 19 يونيو حزيران عن أنباء انتحار غلام رضا منصوري: تؤكد كل الأدلة والقرائن بأن غلام رضا منصوري تم القضاء عليه بالأساليب التي تحترف بها أجهزة استخبارات النظام الإيراني وتعيد إلى الأذهان مسلسل أعمال القتل وتصفية جسدية لعناصر مثل سعيد إمامي ومسعود دليلي وكذلك اغتيال مسعود مولوي.
ولم يقف الامر عند هذا الحد، حيث إستدعت وزارة الخارجية الرومانية سفير النظام الإيراني في بوخارست وعبرت عن دهشتها من تصريحات مسؤولي النظام حول موت غلام رضا منصوري. وقالت وزارة الخارجية الرومانية في بيان بشأن التصريحات الرسمية لنظام الملالي: عمل وزارة الخارجية الإيرانية لإرسال مذكرة بتاريخ 20 يونيو وكذلك تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين بشأن التحقيق في وفاة المنصوري مثيرة للدهشة. وهو مايعني وفق أسلوب الخطاب الدبلوماسي بأن رومانيا توجه أصابع الاتهام للنظام الايراني، والذي حاول في بداية الامر إتهام منظمة مجاهدي خلق بذلك حيث إنه وبعد ساعة فقط من إغتيال منصوري أعلنت قوات الحرس على عجل نقلا عن «خبير في الشؤون الدولية»: “يجب البحث عن رأس خيط القضية في أوساط المعادين للثورة والمنافقين الذين كانوا منجرحين من القاضي منصوري”، وهذه السرعة في العثور على رأس خيط افتراضي، تعيد الى الذاکرة تسرع النظام الايراني في الاعلان عن موقفه بعد التفجير في حرم الإمام الرضا في 20 يونيو 1994 حيث نسب خامنئي شخصيا الحادث بعد ساعة من وقوعه إلى مجاهدي خلق! لکن وبعد مدة أعلن قيادي في الحرس الثوري بأن النظام هو من قام بذلك التفجير. ويبدو إن السحر قد إنقلب على الساحر وردت بضاعته الفاسدة إليه ولم تعد تنطلي ألاعيبه التي صارت ماسخة على أحد وإن عليه أن يتحمل نتائجها!