ليس من حق أي شخص الإساءة إلى الرموز الثقافية والوطنية العراقية تحت أي ذريعة
اشادت لجنة الثقافة النيابية، ، بقرار وزير الثقافة إعفاء حسين القاصد من منصبه فيدار الشؤون الثقافية وإنهاء تنسيبه بعد تطاوله علناً على الفقيد الكابتن أحمد راضي
وذكر بيان للجنة، أنها “تشيد بقرار وزير الثقافة والسياحة والآثار الذي تضمن إعفاء حسين القاصد من منصبه في دار الشؤون الثقافية وإنهاء تنسيبه وإعادته لوزارته التعليم العالي والبحث العلمي، لتطاوله على الفقيد الكابتن أحمد راضي
واكد رئيس وأعضاء اللجنة أن “قرار الوزير كان صائبا، لان المقال تطاول بألفاظ تثير الفتنة الطائفية والمذهبية، في الوقت الذي ندعو فيه إلى نبذ التطرف وإشاعة روح التعايش السلمي الأهلي والحفاظ على الانتصارات ضد العصابات العنصرية الارهابية، فتخرج الاصوات النشاز لتكعر صفو الأخوة والتراحم بين أطياف المجتمع العراقي
وشددت اللجنة على “مساندتهم لوزير الثقافة والشد على يده في هكذا قرارات تجعل من العراق بلداً مميزاً في الحب والسلام والطمأنينة”، مثمنين “المواقف الوطنية التي ابداها كل عراقي شريف تجاه الرمز المرحوم الكابتن أحمد راضي وباقي الذين ابتلوا بهذا الوباء
ووجه وزير الثقافة والسياحة والآثار، حسن ناظم، ، بإعفاء مدير دار الشؤون الثقافية العامة في الوزارة، حسين القاصد، من منصبه في إدارة الدار.بعد ما أثاره منشوره من ردود واسعة لدى المواطنين، ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وتزامنه مع وفاة النجم أحمد راضي كما اعتبرت الوزارة أن ما جاء في كلام القاصد يتعارض تماماً مع مشروعها الثقافي والحضاري والاجتماعي، ورعايتها لجميع المبدعين العراقيين في داخل العراق وخارجه
علينا ان نعترف كعراقيين ان مشكلتنا الكبري تكمن فينا وفي فهمنا لتاريخنا الطائفي الذي كان اجدادنا ضحيته علي الدوام وانتقل الينا عبر ثقافتنا الموروثه، وان لا نعلق جل ما يحدث علي شماعة الاخرين لاننا نساهم جميعا وبلا استثناء بما يحصل رغما عن ارادتنا، لان ازدواجية الشخصية المركبة التي نتقمصها دون ان نعي هي الدافع، كما ان القدر الزائد من الحرية ساهم بصنع هذه الفوضي التي تلف بلادنا بغالبيتها…ان ثقافتنا هي كل المركب الحاضن لمعرفتنا وعقائدنا وفنوننا واخلاقنا وقانوننا اكتسبناها كافراد من مجتمعنا الكبير..وحتي امثالنا الشعبية كثفت الحكمة الشعبية ونقلتها لنا كتعبير عن ظاهرة معينة حدثت ضمن ظرف عام مر به السابقون..وللاسف الشديد ان عراقنا كان علي الدوام وما زال المجال الحيوي لكل اختلاف وصراع ديني او اقتصادي او جغرافي ولم يكن لأهله دور سوي دورالضحية والمتلقي السلبي في معظم الصراعات التي حصلت بين الحضارات علي ارضنا العراقية
ان مشكلة العراق الحالية في مجال الطائفية،هو وجود بعض النخب غير المدركة لمتطلبات المرحلة ، لذا نجدها تكتب بمنطق طائفي وتتكلم بمنطق طائفي وتتحاور بمنطق طائفي سواء مع الداخل العراقي، أو مع قوى إقليمية ذات سياسات محشوة بالمنطق الطائفي، وهذه النخب هي التي ساعدت على بروز فتاوى التكفير والتفسيق والإباحة للآخر، كما ساعدت من خلال خداعها وتضليلها لأبناء طائفتها على خلق بيئة تحتوي الإرهابيين من الطائفيين القادمين من خارج الحدود، لكن يجب أن تدرك هذه النخب إنها بسلكونها غير الصحيح هذا إنما تغامر بحاضر العراق ومستقبله، وتنمي مشاعر الحقد والكراهية والعداء بين أبناء الشعب، في مرحلة من حياة الشعوب تكون فيها أحوج ما تكون إلى الهداة الذين يبحرون بسفينتها نحو شاطئ التطور والترقي وبناء النموذج في ظل ثقافة التعايش السلمي.
إذن نخلص مما تقدم إلى حقيقة أن نخب العراق الحالية تقع عليها مسؤولية جسيمة في معالجة المسالة الطائفية وبناء العراق الديمقراطي الحر بثقافته ونظام حكمه، فعليها أن تتحمل هذه المسؤولية بجدارة وإلا فالمخاطر جسيمة والتاريخ لا يرحم في أحكامه.
ندعواالعراقيين إلى الاعتزاز برموزهم الوطنية ومنجزهم الذي يبني الوطن، لا كرامة كالوطن، لا ملاذ كالوطن، لا تضيّعوا وطنكم العراق .. رجاء اعتزوا برموز وطنكم، كما يعتزّ كل الناس برموز أوطانهم، رجاء ارحموا العراق وطنكم الذي لا يحميكم غيره، رجاء ارحموا المواطن العراقي الذي يريد أن ينتمي للعراق أولًا، ، رجاء اعتزوا بكل رمز وطني وكل عراقي كبير كان ضوءًا بدّد ومازال يبدّد ظلام ليالي العراق الحزينة الطويلة .. ما يبقى للأوطان من: الفلاسفة، وكبار العلماء في مختلف الحقول، والمبدعين، والشعراء والأدباء، ونجوم الفن والرياضة، وغيرهم، ليس التفاصيل السلوكية والمواقف الشخصية في حياتهم، كسلوكهم مع العائلة، والأصدقاء، وأخطائهم وعثراتهم .. لم يبق من هايدغر تعامله وتعاونه مع النازية، ما يُخلِّد هايدغر هو فلسفته العظيمة، وآثاره المعرفية العبقرية .. ما يبقى من العراقيين الكبار بمختلف أديانهم ومذاهبهم هو ما يعلي من رصيد وطننا في العالم، وما يثري هويتنا الوطنية، وما يفتخر به كل عراقي ينتمي للعراق أولًا، وما يحتفي به كل غيور على كرامة الوطن”.
كما عبرت اوساط ثقافية وفنية عن رأيها بكل وطنية وشجاعة شاكرة وزارة الثقافة على موقفها الرافض لأية إساءة بحق رموز العراق مع الشكر الجزيل لموقف وزارة الثقافة والسياحة والآثار من هكذا سلوك غير مسؤول يبدر عن أحد موظفيها بحق شخصية عراقية بارزة ورمز من رموز الرياضة وأحد أساطيرها ، وليس من حق أي شخص الإساءة إلى الرموز الثقافية والوطنية العراقية تحت أي ذريعة ولا سيما ونحن في مثل هذا الوقت العصيب الذي يمر به العراق والذي نحن أحوج ما نكون فيه إلى التكاتف والتأزر لدفع هذا البلاء عن كل فرد من الشعب العراقي وعن البشرية أجمع وليكن لنا موقفا تضامنياً موحداً إزاء هكذا تصريحات بعيدة عن روح الإنسان المتنور ، حفظ المولى العراق وأهله من كل شر وفتح أمامنا باب الأمل والإنفراج بإذنه تعالى ،
ومن اجل العراق فقط يجب ان نتجرد بحكمنا وان لا نرمي ببيضنا بسلال الغير وحري بنا ان نتامل المثل الشعبي الاصيل الذي تناقل الينا عبر الاجيال المنكوبة من الاجداد والذي يقول ببساطة ووضوح المعني (بين العجم والروم بلوة ابتلينا).