مناسبة الموضوع هو شروع بعض أصدقاء الملحدة المصرية المنتحرة سارة حجازي، وكلهم من الملاحدة بإقامة جلسات تحضير لروح صديقتهم حجازي والسؤال عن أحوالها بعد موتها ليخلصوا كلهم الى أن حجازي الملحدة المثلية المنتحرة صارت في الجنة …والسؤال المُلح والمؤرق هنا هو عن أية جنة يتحدث هؤلاء وكلهم من الملاحدة ممن لايؤمنون لا بجنة ولابنار إبتداءا ..!!
ملحدو الوطن العربي خاصة والعالم عامة يعانون شرخا خطيرا وفصاما ذهنيا أخطر ، هم يدعون بأنهم لايؤمنون بإله ولا يعترفون بالنبوات ولا الرسالات ولا الكتب السماوية المقدسة ..الا ..” أنهم يعتقدون في ذات الوقت إعتقادا مطلقا بقراءة الأبراج والحظ والطالع ودور النجوم والكواكب في صناعة أقدارهم وحظوظهم المستقبلية حتميا حتى إنهم ليعتمدون حتميتها القدرية المفترضة تلك في سكنهم وسفرهم وحلهم وترحالهم وزواجهم وحبهم وطلاقهم وعملهم ولايخطون خطوة واحدة من دونها ، عن تصديقهم بقراءة الكف والفنجان وضرب التخت والرمل وإعتقادهم بالسحرة والعرافين وأم سبع عيون والخرز وقوة الأحجار الكريمة ،و”عين حورس الاحادية” التي يخترقها سهم لطرد الحسد والعين حديث لاحق ، مع أنهم لايؤمنون بالقدر خيره وشره ولايعتقدون به نهائيا ، لإيمانهم المطلق بأن الانسان إنما هو من يصنع أقداره ونجاحاته وإخفاقاته بنفسه ولادخل للسماء في ذلك البتة ، ما ينبؤك بأن وراء الأكمة ما وراءها وأن القضية ليست انكار- المهندس أو البناء أو النور الأعظم – كما يسمونه – ماسونيا – بقدر إنكار النبوات والرسالات والكتب المقدسة حول العالم بهدف إطلاق العنان لغرائزهم البهيمية التي تحرمها الأديان السماوية ، ليصدق فيهم عندها المثل العربي الشهير: خلا لك الجو”ياقنبرة” فبيضي وأصفري!
انهم يعتقدون إعتقادا جازما بجلسات تحضير الأرواح spiritism مع أنهم لايؤمنون بالروح أصلا ولا بالبرزخ أساسا وبالتالي فمن أين تأتي تلكم الروح التي لايعترفون بها لتحرك فنجانهم من عالم ما ورائي المفترض أنه غير موجود في قواميسهم المعرفية الالحادية كليا ؟ اذ أن الإنسان عندهم يتحول بعد موته الى تراب ولاشيء بعد ذلك من بعث ونشور وبرزخ وجنة ونار وملائكة ” ولماذا يسأل الملحد العربي الناس من حوله وبإلحاح للدعاء ولسؤال الرحمة لصاحبه/ صاحبته ، الملحد/ الملحدة بعد الوفاة اذا كان كل شيء عندهم قد إنتهى الى ..لاشيء؟!” علما أن أحدهم ينكر دور الدعاء وهو مخ العبادة في التدافع مع القدر، ولو أبصرك أحدهم يوما وانت تدعو ربك وتتضرع اليه صادقا لضحك عليك بملء فيه ، علما بأن جلسات تحضير الأرواح كلها لها إرتباط وثيق جدا بالديانات الطوطمية والوثنية القديمة حين كان الشامان يعمل على إستحضار أرواح الأجداد في الأتراح والأفراح وفي الحروب والملمات وهذه كلها ترتبط بما يعرف بعقائد الحلول وتناسخ الأرواح ووحدة الوجود الباطلة والمتوهمة حيث تحل الروح بزعمهم وتتقمص الوسيط الروحاني لتتحدث على لسانه عن ما تشاهده وتعيشه وتتحرك فيه ، وجل أفلام الرعب الأميركية قائمة على هذه الفكرة حين تحل روح متوفى في جسد طفل / طفلة ، أو لعبة لتمارس إجرامها عن طريقهم في عالم مواز ثان غير عالمها وفي زمان غير زمانها ..وفكرة حلول اللاهوت بالناسوت قد قامت عليها عقيدة الثالوث فصار الاثنان والثلاثة واحدا ..تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .. وعقيدة التثليث في أساسها عقيدة هندوسية تقوم على ثالثوين إنطلاقا من زاوية النظر اليهما ، الأول هو ” سافستري ،ويمثله اله الشمس (الاب) ، وآتي ، ويجسدها شعاعها ( الابن )، وفايو، ويمثلها الهواء ( الروح ) ..وهذ ذاتها عقيدة الثالوث الهندوسية المتكونة من ” براهما ( اله الكون ) + فيشنو (جوهره) + سيفا ( دماره) فهم ثلاثة في واحد ، وواحد في ثلاثة ..شلون جنابك ؟ هنا ليس بإمكاني الاجابة الا على طريقة علاوي ” والله ما أدري !”.
هم يعتقدون جازمين باليوغا وهذه رياضة دينية هندوسية تعبدية – إنها صلاة الهندوس في معابدهم وصوامعهم وعلى ضفاف نهر الكانج المقدس عندهم وسفوح الهملايا ، كذلك صلاة البوذيين في المعابد وعلى سفوح التبت – غايتها ما يسمى عندهم بالوصول الى النيرفانا أو الإتحاد بالذات العليا المقدسة للخلاص من دورة – تناسخ الأرواح الابدية المقيتة صعودا أو هبوطا على وفق مبدأ (الكارما) عندهم أو الجزاء – ولتغيير موقع أحدهم عبرالتناسخ الروحي المقبل في سلسلة نظام الطبقات من أسفل الى أعلى ( الهندوسية تقسم المجتمع الى عدة طبقات تبدأ بالبراهما وتنتهي بالمنبوذين ممن لايحق لهم حتى دخول المعابد ، ولايمكن تغيير وضعك الطبقي مستقبلا في دورة الأرواح الأبدية عبر التناسخ والحلول في المخلوقات الصالحة أو الطالحة بناء على ما قدمته في حياتك الماضية ، الا بتعذيب الجسد والجوع والتأمل الدائمي وأبرزأساليبه اليوغا ) ،على حد وصفهم فإذا كان الملحد/ الملحدة من العرب لا يؤمنون بدينهم ولا بصلواته وعباداته أساسا وهم يدنسونه ويحتقرونه وينكرونه صباح مساء ويحرضون عليه ، فلماذا يعتقدون مقابل ذلك وبمفارقة عجيبة بطقوس وشعائر ومناسك ديانات وثنية ويمارسونها علنا بزعم أنها تحسن المزاج وتمنحهم طاقة ايجابية وتعالجهم من أمراضهم النفسية والجسدية المعقدة ؟ ” ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض) ..هم يعتقدون جازمين بالييين واليانج الصينية وهذه عقيدة – داوية – تعود للديانات الصينية القديمة ..ويعتقدون بـ” الرائيلية ، والويكا ، الجوثيك ، هار كريشنا ، الساينتولوجي ، شهود يهوه ،اللوسيفرية ، الايمو ” وهذه كلها ديانات شيطانية وضعية إخترعتها الماسونية العالمية – الحكومة الخفية للعالم – لتضليل الشباب ونشر الشذوذ والمخدرات وثقافة الانتحار والتحرر المطلق بينهم ولو بعقوق الوالدين وضربهم ، بل قل قتلهم ايضا ..انهم يصدقون بكوكب اكس او كوكب نيبيرو ونظرية الزواحف التي تتقمص هيئات البشر والايلوهيم التي خلقت كل اشكال الحياة على كوكب الارض – على وفق هرائهم – والمسماة عندهم كائنات “انوناكي”…انهم يؤمنون بنظرية الاطباق الطائرة القادمة من كواكب ومجرات بعيدة ، واذا كنت أيها الملحد العربي – الطك عطية – لاتؤمن بخالقك اساسا ، فمن خلق كل هؤلاء اذا ، على إفتراض صحة وجودهم ، وأين ذهبت نظرية التبعرر – قصدي – التطور؟ علما ان كوكب نيبيرو يعود للاساطير الدينية السومرية والبابلية القديمة ولطالما استخدمت الانوناكي والأطباق الطائرة لتفسير بناء الاهرامات وحضارات الانكا والمايا والازتك والموش عند أمثالهم أسوة بأساطير وحش بحيرة نيس والرجل الثلجي وقارة أطلانتس ونحوها ؟
وأضيف ” لو صح وجود كائنات فضائية خارج المجرة ، فهذا ومن المفترض أنه دليل دامغ يثبت وجود الله تعالى عندكم ولاينفيه مطلقا .. الامر الذي يصل بنا الى نتيجة حتمة لا جدال ولا مراء فيها البتة الا وهي” ان الملحد العربي انما هو إمعة وبهيمة ومطية لصالح تلكم الحركات الضالة ومن يقف وراءها يرددون ومن دون وعي ولا تفكير كالببغاء ما يلقنون ويقرأون ،غايتهم الترويج لها في العالمين العربي والاسلامي بغية التحرر من الاديان والمقدسات واطلاق العنان للشهوات ” .
ونصيحة أخوية واذا ما أردتم محاورة أي ملحد ، لاديني ، لا أدري ،عربي بالقرب منكم أو في محيط عملكم فأسألوه ” هل يؤمن بما ذكرته لكم ؟ وإسمعوا ماذا سيقول لكم ” سيقول ” نعم أنا أؤمن بها كلها ،الأبراج ، تحضير الأرواح ، اليوغا ، اليين واليانج ، الأطباق الطائرة ، أشباح القصورالقديمة ، الأنوناكي ، كوكب أكس .. ” حينئذ قل له” اذا كنت لاتؤمن بالله خالق الكون العظيم جل في علاه ،ولا بدينه الحنيف ،ولا بنبيه الأكرم صلى الله عليه وسلم ،ولا بقرآنه الكريم بزعم عدم وجودهم كلهم حاشاهم، فلماذا تصدق بآلهة الهندوس والبوذيين والداوية والجانتية والماورائية والميتافيزيقية والطوباوية وطقوسها ورياضاتها الروحية الوثنية وتمارسها كلها ، مؤكد أن الهدف الحقيقي هو لنشرها بين المسلمين بزعم أنها مفيدة للصحة السايكولوجية والفسيولوجية وكبديل عن الدين وهذا هو مرادهم الحقيقي ، انهم يريدون إستبدال دين الله الحق بخرافات ووثنيات وصنميات البشر والعمل على إنسلاخ المسلمين والمؤمنين عن دينهم الحق واتباع الطوطميات واللهاث خلف الشهوات ، وانى لهم ذلك ، خابوا وخسروا ، حقا ما قاله الصديق الدكتورعلي بانافع ، إن ” الالحاد في العالم العربي – في الغالب الأعم- هو إلحادُ بطن وفرج لا إلحاد عقل وفكر”.
بالمناسبة ” عطية ” هذا كان يصنع بارودا خلبا – مجرد صوت – لادور حقيقيا له في صد الاعداء الصائلين ولا هزيمة الوحوش المفترسين فضرب بباروده الخلبي هذا المثل كونه كالخشب المرفع لايضر ولا ينفع وقالوا ” طك عطية ” للدلالة على الخيبة والخذلان والخسران في كل زمان وأوان .اودعناكم اغاتي