تمثل العملية الجريئة التي قامت بها قوات جهاز مكافحة الإرهاب طفرة نوعية في إدارة وعمل هذه القوات، وكان إختيار السيد عبد الوهاب الساعدي الذي لاقى ترحيبا شعبيا كبيرا بإعادته لرئاسة هذا القوات نقطة تحول في عمل هذه القوات، فالساعدي له مواقف مشرفة وهو أحد ابطال تحرير الموصل من تنظيم داعش الإرهابي، وليس المقبور قاسم سليماني كما تصوره الميليشيات الولائية، وتعتبر العملية التي قامت بها هذه القوات فجر يوم الجمعة 26/6/2020 على مقر كتائب حزب الله العراقي في بغداد من أهم العمليات العسكرية التي تضاهي العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش، فالأخير والميليشيات الولائية كلاهما يتصف بصفة الإرهاب، وقادة وزعماء الطرفين موجودون في قوائم الإرهاب، وكلاهما صنيعة النظام الايراني، صحيح انه تم تصفية كبار الإرهابيين كقاسم سليماني وابو مهدي المهندس وابو بكر البغدادي، لكن هذا الأمر على أهميته لم يقطع ذيول الإرهاب في العراق والمنطقة، فالذيول الولائية لا تقل خطورة عن الرؤس العفنة التي كانت تدير هذه التنظيمات الإرهابية، حيث غالبا ما يتم سد فراغ الزعماء القتلى من قبل معاونيهم، فيبقى هكيل الإرهاب قائما كما هو أو يضعف قليلا بفقدان زعيمه.
تهللت ليلة الخميس على الجمعه بخبر سار صب الماء البارد على قلوب العراقيين الشرفاء في هذا الجو الحار حيث لا نسمة هواء ولا كهرباء، بقيام قوات مكافحة الإرهاب بعملية إستباقية على مقر الحزب الإرهابي (حزب الله)، الحقيقة ان قيام قوات مكافحة الإرهاب المتخصصة في شأن الإرهاب فقط، يعني بما لا يقبل الشك ان حزب الله ارهابي، لذلك أنيطت العملية بهذه القوات وليس ببقية القوات العسكرية والأمنية. الإرهاب تكافحه قوات مكافحة الإرهاب، اوهذا يعني ان الحكومة اعترفت بأن هذا التنظيم ارهابي، وهذه نقطة جديرة بالإهتمام، بإعتباره أول اعتراف حكومي بتصنيف هذه التنظيمات كإرهابية تناغما مع الرؤية الامريكية والأوربية.
يبدو ان الصدمة كانت أكبر من أن يتحملها زعماء الميليشيات الولائية كقائد كتائب حزب الله الإرهابي (عبد العزيز المحمداوي) والإرهابي (قيس الخزعلي) زعيم عصائب أهل الحق، وزعيم ميليشات النجباء (أكرم الكعبي) وبقية الإرهابيين في الحشد الشعبي، فقد تمخضت العملية في العثور على منصات وصواريخ مهيئة للإطلاق ـ طبعا ليس على الكيان الصهيوني بإعتباره هدف محور المقاومة المخزي ـ بل منطقة السفارات الاجنبية، كما تم القبض على قائد من الحرس الثوري الإيراني يعمل في مقر حزب الله، وهذا يعني ان الصواريخ التي أطلقت على المنطقة الخضراء حيت توجد السفارات الأجنبية والقواعد العسكرية لقوات التحالف والتي بلغت (33) صاروخا منذ شهر تشرين الأول عام 2019 مصدرها كتائب حزب الله وليست جهة مجهولة كما كانت تزعم الحكومة العراقية في بياناتها منذ العام الماضي في تدليس واضح شجع هذه التنظيمات على الإستمرار بإطلاق الصواريخ على معسكرات التحالف، ويبدو ان هذا القائد من الحرس الثوري الإيراني هو من يدير العمليات الإرهابية لحزب الله، نأمل ان يطلع العراقيون على نتائج التحقيقات معه، ونشك في ذلك.
لذا قامت الأحزاب الإرهابية (كتائب حزب الله والنجباء والعصائب) بتوجيه كلابها المسلحة بمحاصرة القصر الرئاسي والمنطقة الخضراء في استعراض عضلات يخلٌ بكرامة الدولة أمام شعبها ودول العالم، ولبيان أنها أقوى من سلطة الكاظمي، وهذا يعتبر الإمتحان الأهم لحكومة الكاظمي أما ان تكمل عملياتها ضد هذه التنظميات الإرهابية الولائية وتقصم ظهرها، وتعيد للحكومة هيبتها المفقودة، او تعترف بأن الدولة العميقة هي التي تدير الدولة العراقية، وعليه ان يسحب نفسه من المشهد السياسي الى غير رجعة، فلا كرامة ولا مقام لزعيم يُهان في عقر داره، وهو قائد للقوات المسلحة.
لقد رسم الكاظمي البسمة على شفاه العراقيين بهذه العملية الجريئة في زمن الجائحة، واثلج قلوب الأمهات اللواتي فقدن فلذات قلوبهن على أيدي هذه العصابات الارهابية، ويعلم الكاظمي علم اليقين بأن هذه الميليشيات الولائية علاوة على سرايا السلام العائدة الى مؤسس الميليشيات الإرهابية في العراق (مقتدى الصدر) هي المسؤولة عن قنص واختطاف وتصفية الناشطات والناشطين من الثوار، علاوة على بعض عناصر قوات مكافحة الشعب (الشغب) كما صرح وزير الداخلية السابق.
أن قيام الميليشيات الإرهابية بمحاصرة المنطقة الخضراء والقصر الرئاسي يمثل تحديا سافرا للحكومة العراقية، مما يتطلب العمل بسرعة على معالجتها وتفكيكها، وإعتقال كل عناصرها، وعلى الكاظمي أن يصدر بيانا عاجلا يوضح فيه ان أي عنصر من هذه العناصر سيعامل كإرهابي اعتبارا من الساعة التي يحددها ما لم ينسحب ويسلم سلاحه للحكومة، وسيجد ان معظم هذه العناصر ستنسحب وهم يجرون أذيال الهزيمة والعار ورائهم، وعليه ان يطلب من قوات التحالف المساعدة اللوجستية لأن المنطقة الخضراء تضم معظم السفارات الأجنبية، وهي محاصرة من قبل تنظيمات إرهابية، مما يتطلب مساهمة قوات التحالف، فالأمر يتعلق بسلامة مواطنيها من العاملين بالسفارات. وعلى القوات الامريكية الموجودة في العراق بعد ان عرفت الجهة التي تطلق الصواريخ على سفارتها وقواعد قوات التحالف ان تقدم الدعم الفوري لحكومة الكاظمي لمواجهة هذه التنظيمات الارهابية، لقد أزفت ساعة الصفر، وستظهر الحقيقة الكاملة أمام الشعب العراقي، الوضع الآن يمثل الأختبار الحقيقي لمعرفة حقيقة مواقف الحكومة وقوات التحالف الدولي من التنظيمات الارهابية.
من المعروف ان عبد الوهاب الساعدي سبق أن أقيل من قبل قزم ايران في العراق رئيس الوزراء السابق (عادل عبد المهدي) بتوجية من اسياده في نظام الملالي وذيولهم زعماء الميليشيات الولائية، فهم ضد بروز إسم اي قائد عسكري عراقي الى الواجهة الشعبية، لأن هذا البروز من شأنه أن يشوه صورة المقبور قاسم سليماني على إعتبار انه بطل تحرير العراق من داعش، وهذا افتراء ما بعده افتراء، والا ما فائدة كبار القادة العسكريين الذي يتسلمون الملايين شهريا وامتيازات ما أنزل الله بها من سلطان، طالما ان الجنرال سليماني هو القائد الأوحد للتحرير، وهم مجرد بيادق مع وزيرهم على رقعة شطرنج سليماني؟ لذا كان أول مطلب من الإرهابي زعيم كتائب حزب الله هو اقالة عبد الوهاب الساعدي، لأنه شوكة في عيونهم، وكابوسا لأحلامهم السفيهة في جعل العراق ولاية للخامنئي. وكان على زعيم الكتائب ان يوضح لنا ما هو عمل القائد الايراني في مقر حزبه اللعين؟
اليوم بانت الحقيقة لمن كان يتجاهلها او كان مستغفلا عنها، بأن عناصر هذه التنظيمات التي تتسلم رواتبها المليارية (2 مليار سنويا) من خزينة الدولة العراقية لا علاقة لها بالقائد العام للقوات المسلحة كما ينص قانون الحشد الشعبي سيء الصيت، وإنما تتسلم أوامرها من المرشد الإيراني وسفيره في بغداد، وإلا هل هناك قوات مسلحة في العالم تهدد قائدها العام، وتتمرد على أوامره، وتحاصر القصر الرئاسي، اليس من المفروض على الكاظمي أن يصدر بيانا يعتبر هذه العناصر متمردة على توجيهات القائد العام للقوات المسلحة؟ ومن المعروف ان عقوبة التمرد على الأوامر العسكرية هو الإعدام حسب القوانين العسكرية السارية. لقد أثبت هذه التنظيمات الارهابية انها ميليشيات وعصابات منفلتة وليست جزء امن القوات المسلحة العراقية، وعلينا أن ندس نعالاـ بأكبر قياس ـ في فم كل من يدافع عنها، او يشير الى انها جزء من القوات المسلحة العراقية، وانها بإمرة القائد العام للقوات المسلحة العراقية وتتلقى الأوامر منه، انها ميليشيات ارهابية لا تدين بالولاء الى العراق مطلقا.
كلمة لمصطفى للكاظمي، من المعيب جدا ان تقوم عناصر الميليشيات المسلحة بالتجوال في شوارع العاصمة ـ بسيارات تعود ملكيتها للحكومة، وتستعرض بأسلحة تعود الى الحكومة، وتجهيزات عسكرية أنفقت عليها الحكومة، وتتسلم رواتب من الحكومة ـ بتحدي الحكومة. اليوم جميع العراقيين الشرفاء يقفون معك في دعم هذه الإجراءات المهمة لدعم الأمن والإستقرار في العراق، فلا تخيب أملهم كما فعلت خلال مداهمة مقر لكتاب حزب الله في البصرة ثم أعدته اليهم واطلقت سراحه عناصره رغم قتلهم ثلاثة من المتظاهرين السلميين، الشعب معك اليوم فكن معه، وإلا خسرته نهائيا، ولات ساعة ندم!!!
كلمة أخيرة للميت الحي أو الحي الميت علي السيستاني: هذه واحد من منجزاتك يا صمام الأمان كما يطلق عليك بعض الدجاجلة من المعممين والسياسيين، هل بقى من قيمة لفتوى الجهاد الكفائي؟ وإلى أين قادت العراق تلك الفتوى اللغز؟ من يتحمل هذه الإنفلات والقتل والتسيب الذي أسست له، بناءا على رؤية لعلي بن أبي طالب أوصاك بها حسب زعمك؟ أنت أم هو أم هم؟؟؟