يحاول النظام الايراني جهد إمکانه لکي يبدو في أنظار بلدان المنطقة والعالم متزنا وموضوعيا حتى يتمکن من تحقيق أهدافه في هذه المرحلة الخطيرة التي يمر بها، لکنه مع ذلك يظهر أمام العالم في حالة يرثى ذلك إن أوضاعه على الاصعدة الداخلية والاقليمية والدولية تبدو على أسوأ مايکون ولأول مرة في تأريخ هذا النظام نجده يواجه طريقا مسدودا على هذه الاصعدة الثلاثة ولايجد أي سبيل أو طريقة ما من أجل مواجهة هذه الاوضاع والتصدي لها.
هذا النظام الذي يعمل کل مابوسعه من أجل المحافظة على نفسه والخروج من هذه المرحلة الخطيرة بسلام، فإنه مستعد لکي يقوم بأي شئ من أجل البقاء وهو لذلك يسعى للإيحاء بأن بقاءه خير لإيران والمنطقة والعالم من ذهابه، ويبدو إنه يحاول أن يغير من سياق حديث سقوطه الذي صار سائد في مختلف المحافل السياسية ويحرفه بإتجاه الحديث عما يمکن العمل معه مع بقاء وإستمرار النظام، وإن أبواق النظام وأقلامه المأجورة في داخل وخارج إيران تعمل على الايحاء بأن سقوط النظام من شأنه أن يٶثر سلبا على أوضاع المنطقة کلها لأن ستکون هناك حالة من الفوضى في البلاد، والنظام يريد ليس التقليل من دور المعارضة الايرانية النشيطة والمتواجدة في الساحة فقط وإنما حتى إلغائها والتشکيك بالشعب الايراني نفسه.
هذا النظام الذي إستخدم المفاهيم الدينية المتطرفة من أجل تحقيق أهدافه وبعد أن قاده نهجه الخاطئ المعادي للشعب الايراني والانسانية برمتها الى المنعطف الخطير الحالي، وبعد أن تمکنت المقاومة الايرانية من أن تکيل ضربات موجعة له وتحاصره في داخل إيران وخارجها وتقنع العالم کله بأن خيار إسقاط النظام هو الخيار الافضل لإيران والمنطقة والعالم، ولاسيما بعد أن باتت منظمة مجاهدي خلق، الفصيل الاکبر والاقوى في المقاومة الايرانية هو من يقود الاحتجاجات الداخلية من خلال معاقل الانتفاضة الشجاعة، فإن النظام يعمل بکل طاقته من أجل التغطية على دور المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق، متصورا بأن أکاذيبه المفضوحة ومساعيه المشبوهة والخبيثة ستنجح وتنطلي على الشعب الايراني والعالم، متناسيا بأن هکذا مساعي بائسة لم تعد تنطلي على أحد.
لاحديث يعلو على حديث إسقاط النظام الايراني، هذا هو لسان حال إيران کلها، فالشعب الايراني قد مل من هذا النظام الاجرامي الذي أشبعه فقرا وبٶسا وحرمانا، بل وإننا عندما نرى بأن الشعبين العراقي واللبناني ينتفضان ويعلنان عن رفضهما لدور ونفوذ هذا النظام في بلديهما، فإن ذلك يعني بأن رفض هذا النظام قد تعدى الحدود الايرانية وصار مطلبا إيرانيا ـ إقليميا وحتى دوليا لابد منه من أجل تحقيق السلام والامن والاستقرار والذي لايمکن أبدا أن يتحقق مع بقاء وإستمرار هذا النظام.