19 ديسمبر، 2024 1:17 ص

أليس هذا قمع فكري؟!

أليس هذا قمع فكري؟!

هل يعقل في بلد لا يسأم مسؤولوه في كل ثانية ولحظة من التغني بنعم الديمقراطية وقبول الرأي الآخر، وقبول الآخر ولا مشاحة في الخلاف العقائدي أو الفكري أو حتى الانتمائي، ثم عندما تأتي إلى ارض الواقع تجد قمعا فكريا رهيبا يدفع من يعارض أو من يخالف أو من له طريق آخر غير الطريق الذي تسلكه الأحزاب الحاكمة والمتسلطة حياته ثمنا، بل وماله وسمعته، وكل ما يملك، كل هذا لماذا؟؟!! لأن لديه طرح لا يتناغم والمعزوفة التي تروج لها الأحزاب التي تتسلط على مؤسسات الدولة الإعلامية، خاصة ما يسمى بـ(هيئة الإعلام والاتصالات العراقية) التي تسيطر عليها الأحزاب المدعومة من المرجعية الشيعية التي لا تسمح لأي صوت يحاول أن يجعل الناس تستفيق على الحقيقة المرة التي أفينتهم بها هذه المؤسسة الدينية منذ أكثر من مائة عام، دفع خلاله الناس ومازالوا يدفعون ثمنا لذلك من دمائهم وكراماتهم!!
أنا على علم أن هذا المقال من سينشره من المواقع سيكون شجاعا في تحمل المسؤولية، بل وسيعلن بصراحة أنه يتحلى بروح الإنصاف وقبول الآخر مهما اختلف معه في الطرح عقائديا كان أو فكريا، وأتمنى أن أجد مثل تلك المواقع أما نشر هكذا مقال في الصحف الموجودة اليوم فلا أمل بنشره، لأن الصحافة اليوم هي كالصحافة بالأمس، بالأمس كانت الجمهورية والثورة سيئة الصيت، واليوم الصحف كل صحيفة تعزف على وتر الحزب الذي يغذيها وله حظوة في كراسي السلطة التي على الرغم من تعددها إلا أننا بقينا نراوح مكاننا، ولم تقدم الديمقراطية للناس غير أنها لا تدري من المسؤول عن إيقاف مصالح الناس وتعطيلها، ومن المسؤول عما يحدث على ارض الواقع من مخالفات صريحة حتى لما كتبوه بأيديهم وسموه دستورا يكفل التعددية، واحترام الرأي الآخر.
منذ مدة طويلة يحاول أنصار الإمام المهدي(ص) إلى أن يكون لهم صوتا مسموعا عبر أثير الله سبحانه، ويطمحون في فتح إذاعة لهم يوضحون من خلالها دعوتهم وما يحملونه من معتقد، ويتبين للناس إلى ماذا تدعوهم هذه الدعوة وبماذا تبشرهم ويتركون لهم ـ بعد بيان الحقائق ـ الحرية في أن يعرفوا حقيقة تلك الدعوة وإلى ماذا تدعوهم، فهذه الدعوة تعمل على وفق القانون الإلهي القائل {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي}، وتعمل بالآليات الإلهية التي بينها في قوله تعالى{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}(النحل/125).
 غير ان الأحزاب المتسلطة وبدفع من المرجعية وتحشيد منها قامت ومازالت تقوم بقمع هذه الدعوة بكل الصور التي تكشف عن كون أولئك خصم يخشى من انكشاف الحقيقة وتعرف الناس عليها، بعد أن أسقطت هذه الدعوة المهدوية كل ما في أيدي تلك المرجعيات مما جعلها تتسلط على رقاب الناس في غفلة من الزمن، وتتزيا بزي الصلحاء، ولكنها تستند إلى آراء وأهواء لا دليل عليها ولا برهان، ومن يقول خلاف ذلك فليعمل بصدق على أن يخرج صوت هذه الدعوة عبر الأثير لتسمع الناس الخطابين، كما تسمح لأصوات كثيرة تخالفها بالظهور علنا، ألئن تلك الأصوات المخالفة لها تمتلك شوكة لا تستطيع المرجعيات مواجهتها، أما مع دعوة أنصار الإمام المهدي(ص) فهي تجيش الجيوش وتبذل الأموال لمواجهة دعوة لا تملك شوكة تعتدي بها، بل لا تحمل للناس غير طعام السماء وغير صوت السماء، وتقدم لهم حلولا لكل المآسي التي يعانيها الناس ولم تتمكن تلك المرجعيات ولا أحزابها المتسلطة أن ترفع شيئا من تلك المآسي بل هي بوجودها زادت الطين بلة!!
اسألوا تلك الأحزاب المتسلطة ومرجعياتها : لماذا قتلتم أنصار الإمام المهدي(ص) العزل، وبأي ذنب أرقتم دماءهم؟؟!! ولماذا إلى الآن قسم منهم يرزحون في السجون من دون محاكمة ويعذبون يوميا، بل أن بعضهم صدر بحقهم أحكام بالإعدام استجابة لرغبات المتنفذين في السلطة واستجابة لرغبة تلك المرجعيات التي ما فتئت تشنع على الدعوة المهدوية بالأكاذيب والأضاليل لا لشيء إلا لأن هذه الدعوة جاءت لكي تجعل الناس أحرارا ولا يعتمدون على تقرير مصيرهم على غيرهم، أو يجعلوا تقرير مصيرهم بأيدي غيرهم، فالله سبحانه بين حال الناس مع تلك المرجعيات المتسلطة على رقاب الناس اليوم بوضوح لا لبس فيه فقال تعالى{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}(البقرة/166-167).
وإليكم إخوتي القراء الكرام نص البيان الذي نشره الإمام أحمد الحسن(ع) وصي ورسول الإمام المهدي(ص) على صفحته في الفيسبوك (https://www.facebook.com/Ahmed.Alhasan.10313) وهذا نص البيان :
[بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توجد في العراق ما تسمى هيئة الاعلام والاتصالات يسيطر عليها شرذمة من عبدة المراجع وقد تقدم انصار الامام المهدي لاستحصال موافقة رسمية لفتح اذاعة في العراق منذ مدة طويلة وقاموا بشراء الاجهزة ونصب برج للبث كما أخبروني ولكن هذه الهيئة ترفض اعطاء موافقة لفتح الاذاعة والسبب ان مراجعهم عاجزون علميا امام أدلة الدعوة المهدوية المباركة وغير قادرين على ردها ولهذا فهم يعولون على ان تبقى قنوات مراجعهم تسجل انتصارات على طواحين الهواء ببث الاكاذيب والتلفيقات ضد الدعوة المهدوية المباركة وخداع الشعب المسكين المظلوم المجهل دون ان يكون هناك أي دفاع أو بيان من الجهة التي يبثون الاكاذيب عليها فهم يخافون ويرتعبون من اي اذاعة أو فضائية او قناة اعلامية تبث أدلة الدعوة المباركة وتفتح المجال للمناقشة والمناظرة ليتبين المحق من المبطل لان هكذا اذاعة او فضائية ستظهر جهل من يواجهون هذه الدعوة وتبين خوائهم العقائدي وإلا فلو كانوا يمتلكون القدرة على المواجهة والمحاججة الدليل بالدليل والحجة بالحجة لما منعوا انصار الامام المهدي من فتح اذاعة أو فضائية أقول هذا ليسجل التأريخ قمع حكومة المرجعية في العراق للعقيدة الحقة التي اتينا بها والتي يعلمون ان مرجعياتهم عاجزة عن مواجهتها علميا.
ونحن نحمل السيد نوري المالكي المسؤولية كاملة عن هذا القمع الفكري وإلا فلو كان رافضا له فعليه ان يتصرف بما يتوافق مع القانون المسطور في دستورهم.].