23 نوفمبر، 2024 4:59 ص
Search
Close this search box.

رموزنا خط أحمر

 في الصغر كثيرا ماكنت اسمع من والدي (رحمه الله ) عبارة يختم بها حديثه ويقول  (ميرادلها روحه للقاضي ) وكنت احلم ان ارى القاضي ولو عن بعد وتحقق هذا الحلم عندما كنت عائدا من مدرستي الابتدائية شاهدت  رجل افندي  انيق يسير بهدوء ووقار و خلفه شرطي كبير السن يحمل مسدس (ورور ) وعندما مر من امام (كهوة ابو شلال ) سلم على الجالسين فيها رافعا يده بوقار لفت انتباهي وقوف  جميع الجالسين في المقهى  احتراما له وسمعت بعضهم يقول اهلا (سيادة الحاكم ) سألت ابو اللبلبي الذي كان يقف امام المقهى قائلا عمو منو هذا ؟ قال ابني هذا الحاكم مال المحكمة واخبرت والدي بما شاهدتة فقال مفتخرا اي بابا هذا هو الحاكم  قلت ليش انت تعرفه؟ قال  لا بس قبل سنتين رحنه اني وعمك  ابو جعفر للمحكمة شهود  وشفناه!!
        ومنذ ذلك اليوم الى الآن لم تفارقني هذه الصوره واخترت الفرع الادبي لاحقق حلمي بالدخول الى كلية الحقوق لاكون ( قاضيا او محاميا ) وعندما تخرجنا كان اعضاء محكمة التمييز الحاليين هم قضاة من الصنف الاول او الثاني او الثالث وكنا نجلس  في قاعة المرافعة لنتعلم منهم فكانوا مدارس بالنسبة لنا  في القانون والسلوك المهني والعلمية بالطرح واقسم الى يومنا هذا عندما ادخل غرفة القاضي احس بالرهبة والخوف والارتباك رغم العلاقات الجيده والمحبة والاحترام التي تربطنا بهم جميعا واصبحوا رموزا لنا بعلميتهم واخلاقهم ونزاهتهم
      وللاسف مانراه اليوم من هجمة للنيل من  القضاء العراقي وقبل ذلك حاول المحتل ان ينال من هيبة القضاء  لكن دون جدوى لان قضائنا جبل والجبل لاتهزه الريح ، لاننا من السهل ان نعين رئيس جمهورية او رئيس وزراء او وزيرا في يوم او يومين ولكن هل نستطيع ان نعين عضو في محكمة التمييز او رئيس استئناف بنفس السهولة ؟؟
      الجواب كلا لان ذلك يحتاج الى تراكم خبرة في مجال القضاء  قد تصل الى 40 عاما لذلك نقول للجميع ( انهم رموزنا ) ونحن نعتز ونفتخر بهم والنيل منهم خط احمر بالنسبة لنا

أحدث المقالات

أحدث المقالات