منذ نشأت الاديان السماوية واستعمار الارض من قبل الانسان ومع ولادة الخير والشر ضمن النوازع الروحية له تجلت مسميات التطرف نحو هاتين المتناقضتين الا وهما الخير والشر وتارة ترى اقوام يجندون اوضاعهم نحو الخير فيبسطون الحياة نحو افاق المحبة والسلام حيث تزدان الدنيا بهذ الزهو الانساني الاجتماعي المتحضر وطوراً يتوجه الانسان نحو الشر فيتستجد الهمم كي يبسط جبروته وقوته وسطوته على الحياة وقد يظن انه يفعل الخير للبشرية لكنه يتناسى ان قطرة دم تراق تعادل معمورة وهذا ما نطقت به كتب الله السماوية وارتكزت عليه الفرق والتيارات ذات النهج السلمي ولو امعنا النظر في التاريخ نلاحظ ثمة حقائق راسخة تجسد حقيقة ان رفض الافكار والمعتقدات بالقوة يكون مصيرها الفشل والسقوط اما نشر الافكار والمعتقدات ضمن الاطارالانساني والمعرفي بالتأكيد يخلق صورة راسخة من القيم والموروثات الحية الصادقة ولنا دلائل تاريخية كثيرة.
فالرسالة المحمدية العظيمة عندما انتشرت كان الجانب السلمي هو حلقة الوصل بين القبائل والاقوام حتى قوى عزمها اختلفت المفاهيم الرسالية لدى قيادات هذه الامة ونلاحظ ان الدول التي فتحت بقوة السيف والعنف قد افت على الرغم من الدماء التي اريقت وهذا واضح في توسعات العرب نحو ايران وتركيا وبعض دول اوربا نعم ربما انتشر الاسلام في البعض من هذه الدول لكن الوصف القومي لدى هذه الشعوب لا يزال يضع نفسه امام حلم اعادة امبراطوريته تحت الزهو القومي ولم تستطيع قوى الاسلام والرسالة السماوية ان تمحو من بال هذه الدول انهم قوميات هي الاعلى سمو وعليه يجب ان يمتد نفوذهم وبقيت حالة الصراع مستمرة حتى هذه اللحظة.
وعلى العكس من ذلك فان انتشار الاسلام في دول شرق اسيا والذي جاء بالتجارة لا زال مستمرا ومستقرا ومحافظا على وجوده دون تطرف وكما في اندنوسيا وماليزيا وغيرها من الدول.
والحديث هنا عن الارهاب الحديث الذي تريد ان تجسده الاحزاب الاسلامية بكل تشعباتها اذ انها وعلى الرغم من الشكوك التاريخية حول تاسيسها واسبابه الا اننا نترك ذلك لفترة التاريخ الذي بدأ يفضح دور هذه القوى واخرها الاخوان المسلمين وما كشف اخيراً من وثائق ومراسلات بين قيادات الاخوان والكيان الصهيوني والتي توجت برسالة مرسي الى بيريز والقادم سيكشف الكثير الكثير وهذا ليس جديد على اصحاب البصيرة.
فمنذ انطلاقة حركات التحرر العربية ضد اي وجود استعماري كان هناك تحرك لقوى تدعي الاسلام السياسي في منطقة الشرق الاوسط ترفع اصواتها لمحاربة الافكار الوطنية والمدنية خالقة اصطفاف موحد مع ارذال المستعمرين ومنفذة لاجندات اجنبية من حيث تدري او لا تدري.
والسؤال (النموذج) لاحزاب الاسلام السياسي وعلى رأسها جماعات الاخوان المسلمين او السلفيين او القاعدة وبقية الاحزاب الاسلامية هو ماذا يريدون اذا كان الهدف نشر الاسلام وتوسيعه فهو اكبر من كل ذلك حيث المباديء الواضحة والراسخة في عقول المسلمين ولكن لابد من وجود منطق لهذا التأسيس والبعث لهذه الاحزاب والفرق اما جديد هذه الاحزاب فهو قديم لا يمت باي صلة للمنطق والعقل.
ففي ظل تطور العلم وانتشاره واتساع رقعة حقوق الانسان والحريات وقوانين المدنية والتحرر ياتي هؤلاء المغولين من اجل تغيير المفاهيم الحديثة للحياة يريدوا تجميد العقل البشري وحضره بالدشداشة القصيرة واللحى النتنة وترصيع الجباه بالسواة والابقاء على كل مفاهيم الحياة هي فوق معطلين عصر التكنولوجيا التي وصلت ذروتها الى علم زراعة الاجنة والاستنساخ والانترنت هؤلاء الذين استحالة الحياة عليهم نخلق وصناعة ابسط الاشياء يرفضون التحدث فكيف يسمح لهم خرق قوانين التطور.
ان مايحدث الان في مصر هو جدير بالانتباه وعلى ذوي العقول (الوسخة) الاتعاض من هذه التجربة التي ارادت نشر الارهاب باسم الاسلام ولكن حقيقتها اكبر من ذلك فهي تهدف لتمزيق لحمة الشعوب وتهدد الامن العالمي وتشوه اسلام محمد العظيم هذه رسالة لمن يحاول جعل الاسلام شماعة لتصدير الارهاب ويتقل ويبطش.
وما تجربة مصر هي عنوان الكشف لهذه الجماعات وانذار لمن يريد ارهاب الناس والشعوب تحت شعارات اسلامية هم براء منها.