حين رحل الشهيد الكابتن الراحل احمد راضي اسطرة كرة القدم العراقية عن هذه الحياة لم يمش في جنازته سوى وزير الشباب والرياضة واوقاف ابو غريب والبعض من العاشقين له ، فيما غابت الحكومة تماماً وكأن الراحل لم يكن شيئاً في سلالة الابداع العراقي , ولم تقف الحكومة امام هذا الرحيل لرجل يعد من كبار أمتها فعلاً ، رجل له تاريخه الذي التصق بتاريخ العراق من مختلف جوانبه ، وأبدى العديدون عن خيبة املهم من ان الحكومة غابت عن تشييع الراحل وهم الذين توقعوا ان تعلن الحداد كما تفعل على رحيل السياسيين , وإن الذي يقترب من نهايته يعرف لحظة هذه النهاية، ولهذا عاد احمد راضي من عمان الى العراق لانه عرف هذه اللحظة ، أراد أن ينام في ثرى العراق الى الأبد ولن يفضل ميتة الشبح في الغربة ، فهل كان العراق كريماً مع ابنه احمد راضي حين منحه متراً من الأرض في مقبرة الكرخ ليكون مقرّه الأخير , لقد كان الراحل راضي كريماً مع الوطن والناس حين أعطى الكثير من فنه الرياضي الراقي وكل هذا من اجل هذا المتر من الأرض ، المرحوم احمد راضي يكفيك فخراً ان اسمك محفور في ذاكرة العراقيين الآن وأمس والى الاف السنين ، نم قرير العين وانعم بجنات الخلد فكل حرف من اسمك ثمر نخيل العراق وزورق يتهادى في دجلة والفرات ومسقط رأسك سيعرف بك وستنضم بفخر إلى الأسماء الخالدة يا كبير , ليس غريباً على نظام ركن الرياضة جانباً أن يهمل فقدان رمز كبير مثل احمد راضي ، لو عرف السياسيون ما فعله ابو فيص لأعلنوا الحداد الرسمي ولو كان احمد راضي في بلد آخر لعملوا له تمثالاً ولكن ماذا تقول لمن إهتم بنفسه وترك مبدعيه ، لنا الله , اي ابداع في العراق ان كان فنيا او رياضيا لا يحتسب في عين السياسيين لان الحكم في العراق ومع الأسف الشديد صار عنصريا او اسلاميا وهم يدعون ان الرياضي بحكم ما يبنون من فكر ضيق انه لا يستحق الانتباه لانه كافر، اعذرني لصراحتي ولكن هذا الواقع في العراق الجديد ، كما ازيد من معلومة ان الرياضي العراقي الرمز يزدهر به جمهوره فقط لان اصحاب السلطة طارئون على العراق لانهم جاؤوا من غيث وغضب على العراق والعراقيين وله فكرة بأن الذي بقي تحت حكم صدام هو بعثي ، أخي العزيز لا يؤاخذني الشعور بان الحكومات المحلية والمركزية ترتكزعلى شعارات اسلامية ليس لها علاقة بالرياضة او الابداع , ان الحكومة مشغولة بوجودها الفيزيائي، فلم تنتبه لجنازة مبدع مثل احمد راضي ,جنازة احمد راضي فقيرة رسميا وكبيرة بمن حضروا، جنازة من منح الرياضة العراقية والعربية والدولية نحت ملامح هويتها العراقية ببراعة واتقان، انه من كبار هذه الامة ، وكان ينبغي على الحكومة ان تحاول ترميم صورتها المهلهلة بحضور فاعل في هذه المناسبة الوطنية الكبيرة ، لكنها مع الأسف مازالت مشغولة بوجودها الفيزيائي